“الدكتور حسن صادق رضوان ” يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة.. الدرس ( 52 ) “ولد الولد .. أعز الولد “

ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس ..

وليس اي دروس ..الدرس (52) “ولد الولد .. أعز الولد “ 

تخيل لو اشتريت ساعة ناطقة وحطيتها جنبك وظبتها تقول الوقت كل كام دقيقة وهي بقي تقول الساعة كذا وبعد شوية الساعة كذ ورا بعضه. هاتعمل ايه لو ده حصل حاتشيلها ترميها وتكسرها حتي  لو هدية او عزيزة عليك ..يمكن؟!!.

في اواخر الستينات واوائل السبعينات كنا وصلنا جدي وزوجته رحمة الله عليهما  الي الحج قبلها بـ  15  يوم والنهارده رايحين نجيبهم من المطار عشان راجعين بالسلامة.

جدي حسن كان بيحبني طيعا لشقاوتي ولأني اسمى علي اسمه وطبعا انا كنت بموت  فيه وخاصة مع هذا التمييز .

وصلنا المطار وخرجوا بالسلامة الحجاج وكانت الخطة إننا نوصلهم الصالحية بلدنا في الشرقية.

وطبعا لازم يركبوا معنا بما ان والدي رحمة الله عليه أكبر اخواته وعنده عربية..فركبنا انا قاعد علي رجل جدي قدام وبابا سايق وماما رحمة الله عليها و زوجة جدي و اخواتي ورا.

جدي كان سعيد جدا بينا فمد ايده في جيبه طلع ساعتين جوفيال سويسري وواضح انه كان حاطتهم في جيبه عشان يديهم لنا .. واحدة المينا ابيض والتانية المينا اسود.

بما اني قاعد علي رجله شبطت في البيضاء وطبعا ولا سأل  لف سأل خالد اخويا الاكبر عاوز انهي واحدة، واللي طول عمره ذوق فقال السوداء.

غلطة عمرك يا جدو انك طلعت الساعة..،ظبطهالي و لبسهالي في ايدي وبما اني كنت في المدرسة خدت قراءة الساعة فطبعا كنت عارف طشاش وضع العقارب وخد عندك يا باشا كل 3 دقائق اقوله الساعة 3:20 يا جدو.

اول مرة ضحك وقالي ما شاء الله ده انت بتعرف في الساعة اهه و طبعا الحاج والدي افتخر بي و قاله ماهو مدارس خاصة بقي واخدين الساعة.

3 دقائق تانين وقلت الساعة وهكذا تقريبا لا يقل عن 50 مرة أقول الساعة وساعات طبعا تطلع غلط فجدو يصلح لي ، وطبعا ممكن اقاطعهم وهم بيتكلموا او في اي وضع ولا فارق معايا.

تخيل مسافة 140 كيلو متر  وواحد قاعد علي رجلك عامل زي العصفورة اللي بتطلع من الساعات زمان و يقول الساعة كل كام دقيقة ..تعمل ايه ؟!!.

استمر جدي في هدوء بس لما يكون مين في الأخر إنهار وقالي طلعت عين ابونا ..يابني كفاية انا خلاص حرمت.. واستاهل ضرب الصرم إني طلعت الساعة قبل ما نوصل البيت !!

فسكتت خالص و بطلت اتكلم وبعد ما كنت مندمج خدت بالي انه متضايق!!..وطبعا زعلت و اتكتمت خالص .

بابا وجدو رحمة الله عليهم خدوا بالهم اني زعلت !!..

بعد شوية لقيت جدي بيسألني الساعة كام يا أبو علي فقلت له… وقعد كل شوية يسألني لغاية ما بابا قاله ما تخليه زعلان وساكت فرد عليه جدي وقاله إلا الزعل ده اعز الواد يابني.

“ده اعز الولد ..ولد الولد … عقبال ما تشوف ولاده وتورينا حتقدر علي زعلهم ولا ايه؟

ومرت الايام وكل ما ازعق لإبني في وجود والدي ..يبصلي ويقولي ملكش دعوة بيه ماتزعلوش !!.

ولولا الحب اللي كنت بحبه لبابا كنت فكرته وقلتله .. فاكر لما قلت لجدي “سيبه زعلان طالما ساكت”

فعلا اعز الولد .. ولد الولد بس ماحدش بيحس الا لما يبقي جد

و لا يكتر علي الله اتمني أشوف أحفادي و عاوز بقي حد يزعلهم ..عشان أعرفه أن اعز الولد … ولد الولد.