تقول الحكمة الصينية القديمة : “أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة – ثاني أفضل وقت لزراعتها هو الآن”
في هذه الحلقة من الدراسة سنتعرض لبعض المعطيات عن الإغلاق لبعض الغرف في منطقة الشرق الأوسط عام 2020 ، وقراءات تفصيلية عن أداء الفنادق المصرية لبعض المقاصد المختلفة طبقا لتقارير STR العالمية .
لو بدأنا في قراءات إغلاق الغرف في الشرق الأوسط سنجد من المؤشر التالي أن أكثر ثلاثة دول أغلقت فنادقها هي بالترتيب الكويت و المملكة العربية السعودية و الأردن – وهذا يرجع بكل تأكيد لتشديد الإجراءات الإحترازية بواسطة السلطات في هذه الدول لمواجهة فيروس كورونا . يظهر المؤشر أيضا أن أقل دولتين في الإغلاق كانتا قطر والبحرين ليس لتسيب الإجراءات الإحترازية وإنما لقلة عدد الغرف المتاحة مع الأخذ في الإعتبار صغر حجم الدولتين تليهما لبنان نظرا لإنشغال السلطات بها بالأزمات السياسية والإقتصادية المتلاحقة وإغفالها إلي حد ما الوضع الصحي للدولة. بينما تقبع كلا من الإمارات العربية المتحدة و سلطنة عمان في وسط المؤشر وذلك لقيامهما بالموائمة بين التحكم في الإجراءات الصحية داخليا و الحفاظ علي مجريات الإقتصاد وإستمرار دوران عجلته التي لن تحتمل أي توقف .
وفي نفس التقرير ركزنا علي أداء الفنادق المصرية بالأرقام في مقارنة بين أداء عامي 2019 و 2020 من الجداول التالية والتي ترجمتها بالعربية ليتمكن القارئ من قراءة ملاحظاتنا عليه
سجلت فنادق شرم الشيخ أقل نسب إشغال في 2019 وثاني أقل نسبة إشغال في 2020 بعد فنادق القاهرة المطلة علي النيل وهو ما يضع آلاف علامات الإستفهام علي أداء مقصد كان يحتل مركزا من العشرة الأوائل علي مستوي (العالم) في 2007 و 2008 و 2009 !!!!! ويشير التقرير إلي أن السبب الرئيسي هو هروب الشركات العالمية من إدارة فنادق شرم الشيخ (وهو تعليل مهذب لما آلت إليه شرم الشيخ من تردي) والواقع أن سوء الإدارة السياحية للمقصد هو السبب الرئيسي لذلك كما سأذكركم في آخر المقال بما كتبته سابقا كرسالة لم تصل إلي وزير السياحة أو لعلها وصلت ولم تأخذ مكانها في ترتيب أولويات التنفيذ .
تحتل الإسكندرية موقعا متميزا في مؤشرات الأداء بأفضل نسب إشغال في 2019 و 2020 – وأفضل متوسط سعر للغرفة في 2020 بل أنها الوحيدة التي زاد فيها متوسط سعر الغرفة في 2020 عن عام 2019 ولو بملغ زهيد يصل إلي 3 دولارات في الليلة وهو ما جعلنا نظلل نتائجها باللون الأخضر وهو أيضا ما يدفعنا للعمل علي الحفاظ علي هذا التقدم حتي ولو كان يرجع إلي إزدياد أعداد الإخوة الليبين الوافدين للأسكندرية نظرا للظروف السياسية التي تمر بها ليبيا والتي ستدوم لفترة طويلة حتي تستقر الأوضاع السياسية بها .
هذه المؤشرات هي نقطة مظللة نسقط عليها الضوء لعلها تكون مفيدة للسيد رئيس هيئة تنشيطنا الموقر ، وسنتبعها في الحلقة القادمة بدراسة مقارنة بين المقاصد المصرية السياحية وبين باقي دول المنطقة تشمل التوقعات حتي 2023 – لعل سيادته و فريق عمله يجدون سبيلا للأسلوب الأمثل للتسويق المضمون دون تفريغ مضمون التسويق .
ونختم مقالنا بأهم نقاط رسالتي للسيد وزير السياحة المصري في 20 فبراير الماضى .
- يقوم الوزير بفرض ما يعرف بإسم (الجنيه االسياحي) أو (tourism pound) كما هو معمول به في الإمارات علي كل غرفة مشغولة يومياً بفنادق ال 3 و 4 و 5 نجوم بواقع 15 جنيه للثلاث نجوم و 20 جنيه للأربع نجوم و 30 جنيه للخمس نجوم، وهو رسم صافي بعد إضافة رسم الخدمة وضريبة القيمة المضافة علي أن يتم التطبيق أول يونيو 2021 وبذلك نعطي مهلة لمنظمي الرحلات للتطبيق والإعلان (وهم أساسا لا يعملون الآن) ويقسم هذا الرسم الجديد لثلاثة أجزاء متساوية ، ثلث لتنمية موارد الدولة خاصة في مواجهة أزمة كورونا ، وثلث لتنفيذ خطة تنشيط سياحي مستحدثة وعصرية تتوافق ومتطلبات تحقيق التجربة السياحية المثلي لكل مقصد من المقاصد المصرية ، والثلث الأخير لرفع كفاءة وتطوير قطاع الرقابة على الفنادق (وله دور كبير في إنجاح هذه القرارات كما سنشرح لاحقا)
- سواءً أطلقنا عليها NN في عهد وزير السياحة الأسبق ” زهير جرانه “، أو أطلقنا عليها HC كما أعدنا إختراع العجلة في عهد الوزيرة السابقة رانيا المشاط، يقوم الوزير بإلزام الفنادق بتطبيق الشق الخاص بالأغذية والمشروبات بها وكذلك مستلزمات الغرف Food &Beverage + Room Amenities فقط في خلال تلك الشهور الثلاثة ، وقيام قطاع الرقابة علي الفنادق ومن خلال مكاتب الوزارة بالمحافظات السياحية بالتأكد من تنفيذها حرفيا.
- لابد وأن يجد وزير السياحة بالمشاركة مع وزير الطيران سبيلاً لتطبيق قانون السموات المفتوحة بمصر ، لابد لنا من شركة أو شركات خاصة للطيران العارض (الشارتر) تخرج بنا من سيطرة الأتراك علي هذا الشق الهام والرئيسي في إستجلاب السياحة الخارجية.
لعلنا حاولنا التأكيد علي (السياحة المضمونة) دون أن (نفرغ السياحة من المضمون) .
هدانا الله و جهاز وزارتي السياحة والآثار إلي سواء السبيل .
كاتب المقال
عادل شكرى
الباحث والخبير السياحى
مدير إدارة العمليات بشركة بي هوست سيرفيز دبى
الأمين العام لغرفة المنشآت الفندقية بجنوب سيناء الأسبق