اليوم اصدرت وزارتى السياحة والأثار ، والتربية والتعليم بياناً صحفياً مشتركاً حول رفع الوعى السياحى والأثرى بين طلبة المدارس بمراحلها التعليمية الثلاثة المختلفة الإبتدائية والإعدادية ( التعليم الأساسى ) والثانوية بأنواها المختلفة .
وكأن الوزارتين قد نجحا فى فتح عكا وتحريرها من الصليبيين .. وعلى مايبدو أن الوزير طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى نسى إنه فى يوم الأربعاء الموافق 13 نوفمبر 2019 قد قام بتوقيع بروتوكول تعاون مع وزارة السياحة قبل أن يتم دمج الأثار إليها ، وذلك في مجال نشر الوعي السياحي وتعزيز أخلاقيات السياحة بين طلاب المدارس، ووقّعته عن وزارة السياحة وقتها الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، وكان ذلك بمقر مجلس الوزراء وشهد توقيع البروتوكول الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
أى أن هذا الموضوع قد تم طرحة ومناقشته وتوقيع بروتوكول أيضاَ ، فماذا أضافت وزارة التربية والتعليم خلال الفترة الماضية إلى مناهجها لنشر الوعى كما صرح به وزير التربية والتعليم فى التصريحات الودرية اليوم خلال اللقاء الذى جمعه مع الدكتور خالد العنانى ، وزير السياحة والأثار ، والذى خرج البيان من الوزارتين دون الإشارة عن هذا البروتوكول وكأنه كما كانوا يقولون قديماً ” أكلته العته ” .
الغريب فى الأمر ما تضمنه تصريحات اليوم وأرفق رابط الخبر ، لا يختلف عن التصريحات التى أعقبت توقيع البروتوكول يوم 13 نوفمبر 2019 ، ولنطبق القول الشائع المعروف ” كيف أصبحت .. كما أمسيت ” .. ونسى المسئولين إننا كصحفيين أو المتابعين للنشاط السياحى .. والحمد لله نتمتع بذاكرة قوية .. وليس ” ذاكرة السمك ” ، وإننا لاننسى ربما الموقف ذات البعد الإجتماعى والتى نادينا بها كثيراً من ضرورة وأهمية نشر الوعى السياحى بين المصريين ، والذى يجب أن يسبقة بهذه القناعة هم المسئولين أنفسهم ، وإلا أصبح ” فاقد الشيئ لا يعطيه “.
فلسنا من الرافضين أن تنحج الحكومة وأجهزتها المعنية بأكلمها فى نشر الوعى السياحى والأثرى بين المصريين لما له من مكاسب كبيرة على السياحة كلها وبالتالى على الإيرادات السياحية ، كما إنه حُسن معاملة السائح ، تكون أحد أسباب نجاح التجربة السياحية ، خاصة وإننا فى الفترة الأخيرة نتيجة لضعاف النفوس والإستغلاليين والإنتهازيين تم إعطاء صورة عن السوق المصرى والمجتمع المصرى بإنه ” مُستعل للسائحين ” ويسيئون لمعاملة ضيوفهم ” وهى شكوى تعددت وتلقاها الكثيرين من المعنيين ولكن لم يملكوا أن يفعلوا شيئاًَ لإن هذه المهمة لا تقتصر على وزارة محددة وإنما جميع الوزارات والهيئات التى يجب أن ترتقى لتُعلى من شأن السياحة وهذه الصناعة التى باتت لدى دول أقل منا فى الإمكانيات التى تذخر بها مصرنا العزيزة تتصدر الإيرادات لأنهم أحسنوا فهم السياحة الصحيح.
وعودة للبروتوكول فالملاحظ أن نهج وزارة السياحة والأثار خاصة بعد دمج الأثار إليها ، إنها تقترب مما كان يفعله القدماء المصريين وخاصة الفرعون الحاكم الذى يطمس كل إنجاز حققه الفرعون السابق .. ولقد مرت علينا أربعة مواقف كان يجب أن يشار إلى روادها خاصة وإنهم نجحوا فى إقامتها وكانت أحد أدوات نجاح السياحة فى إزدهارها قبل الأزمات الأخيرة التى طالتها.
الأولى إعادة تفعيل التشغيل رقم الساخن للوزارة وهو 19654 وقيل إنه إختراع جديد ..فى حين أن هذا الرقم تم إنشاءه وتفعيله فى عهد الوزير المحترم زهير جرانه وزير السياحة الأسبق فى عام 2009 ، وكان مخصصاً فى البداية لإستقببال شكاوى السائحين العرب من ظاهرة التمييز السعرى حسب الجنسية ، وكان هذا الرقم بمثابة أمان للسائحين العرب الذين قدموا إلى مصر لشعورهم بمن يستجيب على الفور لشكواهم .. ونجح الرقم رغم إنه ليس جديداً فى نوعه وهناك رقم 126 الخاص بشرطة السياحة لتلقى شكاوى السائحين وغيرهم ، إلا إن وجود هذه الرقم والتواجد على مدار الساعة ومندوبين يتقنون اللغة كان أحد ثمار عودة السياحة العربية إلى مصر بأرقام كبيرة إلى جانب ماكان يبذل وقتها من قوافل سياحية وحملات تسويقية وترويجية متخصصة بالسوق العربى والتحركات النشطة من وزارة السياحة والهيئات التابعة لها .
https://artravelers.com/c/303932
https://www.otlaat.com/arabtravelersforum/travel281460.html
أما الموقف الثانى فهو إعلان وزارة السياحة والأثار إنها بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بتفعيل وحدة الحسابات الفرعية الخاصة بقطاع السياحة TSA” Tourism Satellite Accounts” والتى كانت متوقفة منذ عام 2017، بما يهدف إلى توفير الإحصاءات السياحية بشكل دقيق ومنتظم لإمكان التعرف على حجم الاسهام الحقيقى للسياحة فى الاقتصاد القومى وللوقوف على إنجازاتها وتقويم مستويات الأداء ودعم اتخاذ قرارات الاستثمار والتنشيط والترويج السياحى، وخاصة فى ظل اهتمام منظمة السياحة العالمية بإعداد حسابات فرعية لقطاع السياحة تساعد على إرساء قواعد البيانات والمعلومات وتوحيد المفاهيم المختلفة فى مختلف الدول وذلك لتيسير إجراءات المقارنات الدولية على أسس علمية سليمة.
https://sis.gov.eg/Story/146823?lang=ar
وكأن ما قامت به الدكتورة عادلة رجب ، نائب وزير السياحة الأسبق ، والمستشار الإقتصادى السابق للوزراء الثلاثة هشام زعزوع ، خالد رامى ، ويحيى راشد ، وقدمت نموذجاً رائعاً للعمل السياحى المبنى على الإحصائيات والتوقعات ودراسة الأسواق وفقاً للأرقام ” راح مع الوبا.. مع هنادى فى دعاء الكروان “، ولم يتم ذكر أسم هذه السيدة الفاضلة من قريب أو بعيد وهى التى تفانت فى عملها بشكل كبير أثار إعجاب الجميع ، وحتى دول عديدة منافسة لمصر سياحياً قامت بنقل هذه التجربة المصرية إليها ، وأشادت منظمة السياحة العالمية ذاتها بهذا المركز وهذه الوحدة من قبل أمينيها العام السابق الدكتور طالب الرفاعى ، زوراب بولوليكاشڤيلي الأمين العام الحالى لمنظمة السياحة العالمية.
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=28042014&id=2a928288-1094-4303-a57b-10796a2e10d8
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1182297
والموقف الثالث وهو بالفعل ما أثار إستيائى الشديد وبشكل كبير عند زيارة وزير السياحة والأثار الدكتور خالد العنانى ، لمركز تدريب السائقين ” مركز القيادة الآمنة بمدينة 15 مايو ” وللأسف الشديد غفل الجميع بما فيهم قادة الإتحاد المصرى للغرف السياحية ذكر شخصية عظيمة نجحت فى خروج هذا المركز للنور وإستقدام النسماويين لتقديم خبرتهم فى هذا المركز الذى يُعد رائداً فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وهو اللواء حسين بدران ، وكيل أول وزارة السياحة الاسبق ، ومستشار التدريب لوزير السياحة الأسبق ، ورئيس وحدة التدريب السياحى التابع لإتحاد الغرف السياحية ، الذى شهدت فترات عمله فى كافة المواقع والمناصب حالة من التوهج والتقدم والإزدهار.
فلم يدخر جهداً فى وضع المعايير والضوابط التى أقيم عليها مركز القيادة الآمنة ” واستجمع كل قواه وسهر الليالى من أجل أن يصبح هذا المركز نموذجاً يحتذى به ويشار إليه بالبنان وتصدى لمحاولات الإستيلاء عليه من جهات عديدة، حتى أصبح أكبر مركز للقيادة الآمنة فى المنطقة، وثالث أحدث مركز تدريب للسائقين على مستوى العالم بحلوان والذى أقيم على مساحة 105 أفدنة بتكلفة 205 ملايين جنيه، وشهاداته معتمدة رسمياً من النمسا، ونجاحه فى تدريب 27 ألف سائق خلال الفترة الماضية.
والموقف الرابع هو ما ذكرته فى الأول ورغم إختلافى مع الوزيرة السابقة الدكتورة رانيا المشاط لإدارتها لملف السياحة من وجهة نظرى ، إلا إننى كنت أود ذكر ما تم توقيعه من بروتوكول سابق مع وزارة التربية والتعليم فيمكن البناء عليه فى المستقبل.
إن أريد الإصلاح ما أستطعت وماتوفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وعلى الله العلى القدير قصد السبيل