اليوم العالمى للإرشاد السياحى أو يوم الدليل السياحى العالمى يتم الاحتفال به فى 21 فبراير من كل عام، حيث تأسس الاتحاد الدولى للمرشدين السياحيين ( World Federation of Tourist Guide Associations (WFTGA فى فبراير من عام 1985 فى المؤتمر الدولى الأول للمرشدين السياحيين.
الاحتفال بهذا اليوم يهدف إلى رفع مستوى الوعى العالمى العام حول حقيقة هامة وهى أن المرشدين السياحيين يمثلون سفراء ثقافيون للدول والوجهات السياحية التى يمثلونها.
من وجهة نظرى والواقع أيضا يقول أن مهنة الإرشاد السياحى من أخطر المهن الموجودة فى صناعة السياحة بالكامل، فالمرشد السياحى هو حلقة الوصل بين المنتج السياحى فى الوجهة السياحية والسائحين، وهو منبع المعلومات عن كل صغيرة وكبيرة بالنسبة للسائح والتى من الممكن تقديم الصورة الإيجابية والجيدة عن الوجهة السياحية أو العكس.
المرشد السياحى مهنة شاقة وتقع على عاتقه إنجاح الرحلة السياحية، بل لن أبالغ إذا قلت إنجاح الجهود التسويقية التى تقوم بها الجهات المعنية بالتسويق للوجهة السياحية، فهو المصدر الرئيسى للمعلومات بالنسبة للزوار وتغذيتهم بالمعلومات بمختلف أنواعها عن الدولة وتاريخها وتراثها الثقافى والحضارى والعادات والتقاليد وطبيعة الحياة الاجتماعية التى يعيشها السكان .. الخ.
إضافة الى الإجابة على استفساراتهم وتساؤلاتهم والتى تكون غالبا شاملة قضايا مختلفة تتعلق بالدولة وكل ما فيها، تلك الإجابات وطريقتها تساهم بشكل كبير فى الصورة الذهنية عن الدولة الوجهة السياحية والتى تعلق بذهن السائح وينقلها عند عودته للمجتمع الذى يعمل به ويعيش فيه كما رسخت فى ذهنه.
كما ذكرت فى مقالات سابقة ، أنه نتيجة للتغيرات التى حدثت فى اتجاهات ورغبات وميول شرائح متعددة من الناس فى مجتمعات عدة خلال الفترة الحالية والقصيرة الماضية، سوف نشهد خلال السنوات القادمة (بعد انتهاء الوباء) نموا ملحوظا فى نمط السياحة الثقافية وسوف يعود مؤشر نموها إلى الصعود بقوة مرة أخرى بعد أن شهد تراجعا خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ.
السياحة الثقافية هى النمط الرئيسى لأنماط السياحة المستدامة، حيث أن السياحة المستدامة هى السياحة التى تأخذ فى الاعتبار الكامل التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية وتلبية احتياجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة، والسياحة الثقافية تحقق ذلك نظرا لتأثيرها المباشر على اقتصادات الدول وعلى المجتمعات المحلية.
لابد من وقفة بخصوص مهنة الإرشاد السياحى فى الدول والاهتمام بهم ودعم وتقنين أفضل لنقاباتهم المهنية، ووضع ضوابط أفضل للاختيار ومنح التراخيص (وليس منح الترخيص تلقائيا لكل خريج كلية أو معهد سياحة قسم إرشاد، والذين معظمهم لا يتقنون اللغة ولا توجد لديهم أى معلومات كافية وربما لا توجد لديهم معلومات بالمرة، كما هو متبع حاليا فى بعض الدول)، وكذا الاهتمام ببرامج التدريب الصارمة المتعلقة بتلك المهنة الخطيرة والهامة.
كل عام وكل الإخوة والأصدقاء المرشدين السياحيين فى العالم بخير .
كاتب المقال
الدكتور سعيد البطوطى
أستاذ الاقتصاد الدولي الكلي واقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت بألمانيا
المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية UNWTO
عضو لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا UNECE
عضو مجلس إدارة لجنة السفر الأوروبية ETC
عضو مجلس إدارة الاتحاد الألماني للسياحة DRV