في إطار الأخبار المتداولة عن وصول وفد أمني روسي رفيع المستوى لتفقد مدى جاهزية الإجراءات الأمنية والسلامة المهنية والصحية المطبقة داخل المطارات المصرية للوقوف على مدى استئناف حركة الطيران والسياحة بصورة منتظمة وخاصة الشارتر إلى منتجعات الغردقة وشرم الشيخ في شهر مايو المقبل 2021.
وما أكده سعادة السفير الروسي مؤخرًا بمصر جورجي بورسينكو من وجود رغبة أكيدة من الجانب المصري والروسي للمضي قدمًا نحو تفعيل اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي والتي وصفها الرئيسان فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس دولة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتن بمدينة سوتشي بجنوب روسيا عام 2018م وذلك تتويجًا 78 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وذلك من خلال إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس شرق مدينة بورسعيد والتي ستبدأ الإنتاج الفعلي أوائل عام 2022م.
- حيث تضم أكثر من 36 شركة روسية على مساحة 5 كم مربع، وهي تعتبر أول منطقة صناعية خارج حدود روسيا جاذبة للاستثمار ولللعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا والذي بلغ 7.4 مليار دولار عام 2020م، كما تعمل على توفير حوالي 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بالنسبة للعمالة المصرية بحوالي 90%.
- بالإضافة إلى حق انتفاع للأراضي التي ستقام عليها المشاريع لمدة 50 سنة للجانب الروسي. هذا وتستهدف المنطقة صناعات عديدة مثل صناعة الإلكترونيات والآلات الكهربائية ومواد البناء عالية التقنية وسوف يتم التصدير إلي الأسواق المحلية والخارجيه.
- وتنص الاتفاقية على عقد قمة سنوية بين الرئيسين واجتماعين بين وزيري خارجية البلدين كل عام بالإضافة إلى عقد اجتماعات بصيغة (2+2) بين وزيري الدفاع والخارجية من مصر وروسيا.
- هذا وتعتبر المنطقة الصناعية الروسية إحدى مناطق المنطقة الاقتصادية الكبرى لقناة السويس والتي أعلنت في التقرير الأخير لها عام 2020م أن التكلفة الاستثمارية للمشروعات الجديدة بالمنطقة والتي تعاقد عليها مطورون صناعيون بلغت حوالى1.077 مليار دولار.
- وقد وضعت المنطقة الصناعية الرؤية الخاصة بها حتى عام 2025م والتي تقوم على إيجاد مجتمع متكامل يرتكز على الصناعة والنقل البحري والخدمات اللوجستية وأن تكون منطقة للتصدير وخاصة إلى أفريقيا والعمل على توطين الصناعات ذات الأولوية بغرض إحلال الواردات.
- كان هذا التمهيد لابد منه لإيضاح مدى الرغبة الصادقة لدولة روسيا الاتحادية في التعاون مع مصر في شتي المجالات والتي بالطبع منها قطاع السياحة والذى تأثر في الفترة الأخيرة بدرجة كبيرة لأسباب مختلفة حيث شهد انحصار في أعداد السائحين وبالطبع الليالي السياحة.
- وهذا ما نحن بصدد الحديث عنه ومعرفه هل نحن مستعدون بالفعل لاستقبال السياحة الروسية ؟..الاجابة نجدها من خلال مناقشه 4 محاور كخطوط استرشادية عريضة يجب أن نضعها في الاعتبار حين التخطيط لبدأ تدفق السياحة الروسية إلى مصر في شهر مايو بإذن الله وفقًا لما تم الإعلان عنه.
المحور الأول: بعض النقاط الأساسية الخاصة بمرحلة ما قبل وصول الأفواج السياحية الروسية
- تواصل شركات السياحة المصرية كقطاع خاص تحت مظلة غرفة شركات السياحة وهيئة تنشيط السياحة مع الشركات السياحية الروسية مباشرة ومحاولة عمل شراكات واندماجات سياحية أو عرض برامج سياحية مختلفة مع توحيد الأسعار المقدمة بقدر الإمكان وذلك بالتنسيق مع غرفة المنشات الفندقيه بحيث يتم توحيد أسعار الفنادق بقدر الإمكان سواء الخمس أو الأربع أو الثلاث نجوم بحيث لا تجور درجة على درجه أخرى ،وخاصة وأن السياحة الروسية الأن على المحك حيث يجب أن ننظر إلى المصلحة العامة ومصلحة القطاع السياحي والعاملين به بمختلف الوظائف، ولا مانع من عمل قائمة أو الإعداد لها من الأن بأسعار شركات السياحة والفنادق الراغبة في المشاركة في استقبال السياحة الروسية ،وهنا تستوقفنا ملاحظة هامة وهى العمل على إلغاء الوسيط التركى في التنسيق الخاص بهذه المجموعات السياحية، فالهدف هو شركات سياحة مصرية تتعامل مع شركات سياحة روسية
- التنسيق بين قطاعي الطيران في كل من مصر و روسيالنقل الأفواج السياحية من خلال الخطوط الوطنية لكل دولة وبذلك يتم الاستغناء عن دور الوسيط التركى من خلال مطار اسطنبول في نقل الأفواج السياحية إلى مصر ، وأقترح أن تكون خطوط الطيران هي موسكو/القاهرة، القاهرة/شرم الشيخ، القاهرة/الغردقة، القاهرة/ موسكو. أو خطوط مباشرة من موسكو إلى شرم الشيخ والعكس، وبذلك تصب المنفعة الاقتصادية في مصلحة الدولتين win-win situation .
- التركيز على استقطاب أفواج سياحية من مناطق محددة بروسيا حيث أظهرت الرغبة المتوفرة لديها بزيارة مصر مثل موسكو وإيركاتنزبرج وسان بطرسبرج مثلا وذلك طبقًا لإحصائيات الأعوام السابقة الخاصة بالأسواق الروسية المصدرة للسياحة إلى مصر وبالطبع لا مانع من فتح أسواق أخرى.
- التخطيط لفتح مكتب لتنشيط السياحي بموسكو وتفعيل آليات ومقومات نجاحة.
- تنظيم عد رحلات Fam trips للصحفيين الروس المهتمين بالكتابة عن السياحة المصرية.
- دعوة بعض المدونين الروس ذو الثقة والأتباع الكبيرة لزيارة مصر والحديث عنها.
المحور الثانى: بعض النقاط الأساسية حين وصول الأفواج السياحية الروسية بالمطارات
- التأمين التام لمطارات وصول الأفواج السياحية من حيث تأمين أسوار المطار وأبراج المراقبة وكشافات الإضاءة بالإضافة إلى تأمين حافلات نقل الأفواج السياحيه من الطائرة إلى صالات الوصول وتفتيشها قبل صعود السائحين إليها.
- تأمين مكان انتظار الطائرة بالمطار.
- تفتيش العاملين حين الصعود إلى الطائرة لتنظيفها وتطهيرها.
- تفعيل عمل البوابات الأمنية بصالات وصول السائحين، وأجهزة الكشف عن الممنوعات بالحقائب.
- تطهير صالات الوصول بصفة منتظمة وطبقًا للإجراءات الاحترازية.
- تأمين عربات نقل حقائب السائحين إلى صالات الوصول.
- إنشاء مكتب جوازات وخط سير خاص لإنهاء إجراءات السائحين وخروجهم سريعًا.
- تذليل أي صعاب خاصة بمندوبي شركات السياحة وخاصة بما يتعلق بالتصاريح.
- تفتيش حافلات النقل الخاصة بالسائحين والتي سوف تنقلهم إلى الفنادق، مع وضع فرد أمن بزىمدني بالتنسيق مع شرطة السياحة والأثار وتحديد خط السير والمتابعة بالنظام الأمني المتعارف عليه.
المحور الثالث: بعض النقاط الخاصة بإقامة الأفواج السياحية بالفنادق
- تسكين غرف المجموعات السياحية بجانب بعضها البعض ووضعها في أدوار أو مناطق يسهل الوصول إليها حين الطوارئ.
- تأمين أدوار غرف التسكين بكاميرات مراقبة وأفراد أمن مناوبين.
- التواصل بصفة مستمرة مع مندوب شركة السياحة لتذليل أي صعاب أثناء الإقامة.
- تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية الصحية.
- تطبيق نظام الهاسب الخاص بصحة وسلامة تداول الأغذية.
- النظافة اليومية لحافلات النزلاء والتفتيش الأمني قبل كل رحلة إلى مراكز التسوق.
المحور الرابع: بعض النقاط الأساسية الخاصة بمغادرة الأفواج السياحية من الفندق إلى المطار
- تواجد مندوب شركات السياحة حين عمل المغادرة للسائحين لتذليل أي صعاب.
- التنسيق مع شرطة السياحة والأثار فيما يتعلق بالحافلة الناقلة وخط سيرها.
- تأمين صالات مغادرة السائحين أمنيًا وصحيًا.
- إيجاد مكاتب خاصة بإنهاء إجراءات خروج السائحين.
- تأمين عربات انتقال حقائب السائحين إلى الطائرة.
- تفتيش الطائرة أمنيًا وتطهيرها صحيًا قبل صعود السائحين إليها.
- تفتيش العاملين حين تنظيف الطائرة قبل صعود السائحين.
- تفتيش مجرى إقلاع الطائرة والتأكد من عدم وجود أي عوائق أمنية.
وندعو الله عز وجل أن يمن على مصرنا بالخير دائماً لمصرنا
وأن يحفظها الله وأهلها وضيوفها من شرور الحاقدين والكائدين
كاتب المقال
-
الدكتور وائل محمود عزيز
-
أستاذ إدارة الفنادق ووكيل كلية السياحة والفنادق – جامعة المنصورة سابقًا
-
رئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي جامعة المنصورة
-
مراجع الجودة الخارجي بمؤسسات التعليم العالي – هيئة ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي
-
نائب رئيس مجلس إدارة مركز الاستشارات السياحية والفندقية – جامعة المنصورة سابقًا.
-
استشارى تدريب صحة وسلامة الغذاء.
-
استشارى أمن المنشئات الفندقية.
-
مستشار سياحى– محافظة الجيزة سابقًا.
-
مدرب معتمد – الاتحاد الأمريكي للفنادق والموتيلات.
-
عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية.
-
عضو الجمعية المصرية للقانون الدولي.
-
عضو الباجواش المصرى للعلوم والشئون الدولية.