شئون مصريةمنوعات

“الدكتور حسن صادق رضوان ” يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة.. الدرس ( 37 ) ” المشي متمتعا ”

في يوم 30 يناير، 2021 | بتوقيت 12:00 مساءً

ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس ..

وليس اي دروس ..الدرس ( 37 ) ” المشي متمتعا ”

من سنين طويلة والدي رحمة الله عليه،  علمني العب رياضة كل يوم الصبح بدري ومش رياضة معينة ده لففني كعب داير، والله جد.

 يعني ايه ؟ اقولك … انا لعبت سباحة،وتنس ،وفروسية ،وجولف ،وكرة يد ،وكرة طايرة،وسلة وركت،وبنج بونج، ومرتين كروكيه، وطبعا العاب قوي،وجربني في مسابقتين للجري في نادي الجزيرة و الحمدلله حصلت علي ميداليتين ، ولما كبرت شوية لعبت كورة في فريق الجزيرة كام سنة ،وبعدين لعبت اسكواش ،وخدت برضه كام جايزة في بطولة شركات علي حاجات من دي ولما كبر هو ابتدي يبطل التنس والكورة ،وابتدي يمشي كل يوم

واتعودت من زمان اني انزل كل يوم بدري ،واروح العب اسكواش، مع مجموعة مميزة في خفة الدم والاخلاق ،فلما كبرت شوية كجسد وليس روح ابتدي معظم الناس تحذرني من خطورة الاستمرار في لعب الاسكواش للمجهود العالي وخاصة انا احنا فقدنا بعضد من اصدقاءنا في الملاعب .

وبقيت انزل الصبح إما أجري شوية، وجيم أو أمشي ،وبعد الرجوع من الشغل بقيت ألعب إيكيدو وهي لعبة والعاب الفنون القتالية الممتعة، وطبعا لحبي الشديد لكرة القدم كل فين وفين، وساعات كنا نروح نمشي مع اللي من اصحابنا نشجع بعض.

لكن اقولك الحق احلي حاجة دلوقتي هي المشي منفردا … بتسمع قرأن او تسمع اللي يريحك نفسيا ، وسيب عينيك تتفرج علي كل حاجة حواليك حاتشوف العجب.

وجرب تتفكر فيما تراه ، ما بين السحاب والشجر والكلاب اللي ماشية معاك ،والتعلب اللي بيعدي جري ،وبيلعن اليوم اللي العمران وصل لحد جحره  مش عارف يروح فين.

شجر الياسمين اللي بيسقط ياسمين علي الارض، وتشم ريحته ،وانت معدي، واللي رغم كل اللي بيتقال ماسك خرطوم بيرش علي العربيات وعلي الاسفلت ، وقط عابر سبيل بيدور علي لقمة فدخل منطقة قطط تانية وعاملين خناقة، واللي نازل من ميكروباص جري عشان يلحق مكانه علي عربية فول صاحبها واقف ورا حيطة مستخبي من البلدية.

فوائد رياضة المشى

وطيور من كل لون رايحة تسترزق، وعجلة عربية نايمة ،وتتخيل نزول صاحبها،واللي نزل يجيب فطار،وحاجات من السوبر ماركت عشان يلحق يبص في عينين زميلته في المدرسة ،وهي نزلت قال تشنري زبادي ،وهم الاتنين بيدعكوا في عينيهم و مش شايفينك وانت معدي.

تخيل لما تلاقي زلطة في الطريق وتخبطها برجلك تحطها جنب الرصيف، تبقي اماطة الاذي من الطريق يعني كسبت صدقة ،ولو اكلت كلب او قطة ممكن تدخلك الجنة ، تمتع بكل ما تراه وتحسه وتسمع وتشمه تمتع كأنها المرة الاخيرة التي تمر بها في هذا الطريق.

تمتع وكأنهم سوف يسالونك عن كل ما مررت به ..كل ده في المشي في الصباح الباكر و اكتر كل الحواس شغالة من مناظر لمخلوقات الله ،الهواء نظيف، واصوات الدنيا كلها، وهي بتصحي، ولمسة هواء في الصيف ولسعة برد في شتاء واخيرا لسان يتذوق ويستطعم حلاوة التسبيح بـ ” سبحان الله و بحمده.. سبحان الله العظيم “

جرب رياضة المشي منفردا … انه المشي ممتعاً

كاتب المقال

الدكتور حسن صادق رضوان

المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة

الخبير والمحاضر التسويقى الدولي

العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST