أكد الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أن ما تم نشره من معلومات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية بأن هناك خطأ بترميم محراب مسجد زغلول بمدينة رشيد وأن المحراب تم تجديده بصوره تخالف الأصول الأثرية، عار تماما من الصحة.
وأوضح أن أعمال الترميم المعماري والدقيق التي تمت في القطاع الغربي لمسجد زغلول تمت طبقا للتوثيق الأثري والهندسي وقت انشاءه والصور الفوتوغرافية التي تم تصويرها للمسجد في ثلاثينيات القرن الماضي والموجودة بملفات المنطقة، منوها انه تم توثيق المسجد بالكامل قبل البدء فى أعمال الترميم ومراجعة هذا التوثيق من قبل لجنة إشراف أثري وهندسي.
وأكد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أن ما تم نشره من صور على مواقع التواصل الاجتماعي هي صورة لمحراب القطاع الشرقي للمسجد والمتوقف الأعمال به منذ عام 2010، وليس المحراب الموجود بالقطاع الغربي والذي تم ترميمه وفقا للمواصفات الأثرية الأصلية.
وكان الدكتور خالد العناني ،وزير السياحة و الآثار، والدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف، قد إفتتحا المرحلة الأولى من ترميم مسجد زغلول الأثري بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة فى مايو 2018 ؛ لتقام فيه الشعائر الدينية خلال شهر رمضان الكريم، وذلك في إطار التعاون بين وزارة الآثار ووزارة الأوقاف لترميم وإعادة فتح المساجد الأثرية، حيث يقع المسجد جنوب مدينة رشيد، وهو يعد من أكبر مساجد المدينة وأقدمها.
وقد تم بناء المسجد علي ثلاث مراحل: المرحلة الأولى ترجع إلى العصر المملوكي وتم إنشاء القسم الشمالي بتلك الفترة، والمرحلة الثانية ترجع إلى فترة الحاج علي زغلول عام 1549 م وهي المرحلة التي تم فيها التوسعة داخل الجامع جهة الجنوب، أما المرحلة الثالثه ترجع إلى الحاج محيي الدين عبد القادر وفيها تم التوسعة داخل الجامع جهة الشرق.
ويرجع نسب المسجد المحلي إلي الشيخ علي المحلي الذي توفى بمدينة رشيد، ودفـن بهـا عـام 901 هــ/ 1495م. وهو یقـع فـي وسـط مدینـة رشيد؛ وله سـقف خـشبي مـسطح محمــول علــى 99 عمــوداً مختلفــة الأشــكال ویتكــون مــن مــستويين، المستوى العلـوي ذو صـفة بنائية عالية لتحمـل البنـاء، ويتكـون مـن كتــل خشبية ضــخمة. أما المستوى الــسفلي بــه زخــارف موشــاة بالــذهب. وللمسجد سـتة مـداخل يختلـف كـل منهـا عـن الآخـر وتزين واجهاتهـا بزخــارف من الطوب المنجــور. ويتوســط المــسجد صــحن. وتقع الميضأة في الناحية الغربية منه ولها مظلة مرفوعة على اثني عشر عموداً.
ومشروع الترميم بدأ منذ عام 2005 م، حيث كان يعاني القطاع الغربي للمسجد من انخفاض مستوى الأرضية عن مناسيب الشوارع الخارجية المحيطة به مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بداخله، وانهيار أجزاء كثيرة من الجدران والأعمدة والأكتاف الحاملة للمسجد، وفقدان السلامة الإنشائية لها، واندثار معظم زخارفه، الأمر الذي دفع وزارة الآثار للتدخل الفوري و إعداد مشروع لترميمه، وإسناده إلى شركة متخصصة بتكلفة إجمالية تصل إلى 25 مليون جنيه.
وأعمال ترميم القطاع الغربي للمسجد بمساحة قدرها 2400م2، شملت أعمال تدعيم أساسات المسجد والمباني والأرضيات والقباب وعزلها بنفس المواصفات الفنية والأثرية، وأعمال النجارة والميضأة ودورة المياه وأعمال الكهرباء، وأعمال الترميم الدقيق للمنبر ودكة المبلغ واللوحات التأسيسة، وأعمال الهندسة الإلكترونية. بتكلفة بلغت 17 مليون جنيه.
وأما عن أعمال القطاع الشرقي للمسجد فقد تضمنت فك المئذنة طبقاً لقرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية حيث إنها كانت تعاني من أضرار جسيمة و أوشكت علي الانهيار، كما تمت أعمال فك الحوائط والقباب والأعمدة، وتم وضع الأساسات الخازوقية به. ولاتزال أعمال الترميم مستمرة بداخله. كما تفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار المسجد المحلي بالمدينة للوقوف على آخر أعمال التطوير والترميم به.
المسجد كان في حالة سيئة حيث أنه يعاني الشروخ وارتفاع نسبة الرطوبة ومنسوب المياه الجوفية. وتشمل أعمال الترميم والتطوير به تخفيض منسوب المياه الجوفية والرطوبة وتدعيم أساسات المسجد وتطوير شبكة الصرف الصحي لمنع تسرب المياه داخل المسجد. كما تم ترميم الأعمدة، والأسقف الخشبية، والمئذنة، وإزالة الشروخ من الحوائط والعقود بالإضافة إلي تغيير طبقات العزل للأرضيات والأسطح، وتطوير أعمال الإضاءة بما يتناسب مع طبيعة الأثر.