المنطقة الحرة

“قصف جبهة” من هواوي ضد أمريكا .. وجوجل تدفع الثمن 

في يوم 4 أبريل، 2019 | بتوقيت 12:37 مساءً

هواوي الصينية مستمرة في المنافسة رغم القيود الامريكية

الحرب الساخنة بين الولايات المتحدة وبين شركة “هواوي” الصينية وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التصعيد، ولم تقتصر على الإجراءات الحمائية التي استخدمتها واشنطن تجاه عملاق التكنولوجيا الصيني، حيث وصل الأمر إلى حد التراشق الإعلامي.

 فقد دعت هواوي واشنطن إلى التخلي عن “سلوك الخاسر” وانتقدت مجددا ادعاءات أمريكية بأن معداتها يمكن أن تُستخدم من قبل بكين للتجسس.

وقال رئيس مجلس إدارة هواوي، أكبر شركة منتجة لمعدات الاتصالات في العالم وثالث أكبر منتج للهواتف الذكية، إن “الحكومة الأمريكية تتبع سلوك الخاسر، تريد تشويه هواوي لأنها لا تستطيع منافستها”.
واشنطن من جانبها واصلت تصعيد إجراءاتها، وجددت دعوتها لحلفائها لحظر عمل هواوي في بناء شبكات الجيل الخامس المقبلة للهاتف المحمول، وهو ما أسهم في تباطؤ وتيرة نمو أرباح الشركة الصينية لعام 2018، في الوقت الذي سجل فيه نشاطها للشبكات أول انخفاض في الإيرادات في عامين، ما طغى على قفزة قوية بنسبة 45% لوحدتها للهواتف الذكية.
الإجراءات الأمريكية لم تقتصر على الحلفاء فقط، بل امتدت للشركات الأمريكية أيضا، رغم ما ستتكبده من خسائر نتيجة تقليص نشاطها في الصين، ومنها شركة جوجل الأمريكية العملاقة التي أعلنت إغلاق مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لها في الصين، بعدما التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل الأسبوع الماضي، وأصدر بيانًا عقب اللقاء يؤكد فيه التزام “جوجل” بدعم الجيش الأمريكي بدلا من الجيش الصيني، بعد الانتقادات التي وُجهت للشركة الأمريكية بسبب عملها في الصين، لكن رئيس جوجل يدرك تماما أن خسائره جراء تلك الخطوة لن تكون قليلة.
وكان الجيش الأمريكي قد انتقد شركة جوجل لافتتاحها مركز أبحاث للذكاء الاصطناعي في بكين، حيث قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، إن نتائج أبحاث جوجل ستفيد الجيش الصيني بشكل غير مباشر أو حتى بشكل مباشر.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار “سوهو الصينية، يعد هذا مثالا بارزا آخر على التزام واشنطن بقمع الصين في مجالات التكنولوجيا الفائقة، حيث إن منع الحلفاء من استخدام منتجات “هواوي” محاولة لخنق شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية، كما أن منع جوجل من التعاون في الصين أيضا خطوة لحظر شركات التكنولوجيا الفائقة الأمريكية من دخول السوق الصينية.
وقالت شبكة الأخبار الصينية، إن ما تريده واشنطن الآن من جوجل وغيرها من عمالقة التكنولوجيا الفائقة هو الابتعاد عن الصين، إلا أن الأمر لن يكون بهذه السهولة، حيث إن هذه الخطوة من شأنها أن تضر بمصالح الشركات الأمريكية الخاصة في المقام الأول.
ويعني انسحاب شركات التكنولوجيا الفائقة الأمريكية من الصين، إجبار تلك الشركات على التخلي عن السوق والموارد الصينية الضخمة، على سبيل المثال، فبالنسبة لأبحاث الذكاء الاصطناعي، تعد الصين أكبر مالك لمصدر البيانات في العالم وأكبر مستخدم، وغالبًا ما تتم مقارنة أهمية البيانات في القرن الحادي والعشرين بالنفط في العصر الصناعي.
وعلى الرغم من أن جوجل لا تكشف عن حجم الإيرادات التي تحققها في الصين، إلا أن آسيا شكلت حوالي 15 % من إيرادات الشركة في العام الماضي.
وهواوي كانت شريكا مهما لجوجل في الماضي، حيث استخدمت هواوي برامج جوجل التي تعمل بنظام أندرويد، واعتمدت خارج الصين اعتمادًا كبيرًا على تطبيقات الشركة الأمريكية بما في ذلك محرك البحث “Chrome” وتطبيق”Maps”، وفي عام 2015 صممت الشركة الصينية المصنعة لهواتف المحمول نموذجًا لهواتف Nexus الذكية، والتي قامت جوجل بتسويقها بشكل مشترك.

   

مقالات ذات صلة