خلال فعاليات الدورة ال 19 للقمة العالمية للمجلس الدولى للسياحة والسفر قمة WTTC العالمية 2019 التي تستمر خلال الفترة من 2 إلى 4 أبريل الجارى بمدينة إشبيلية بإسبانيا، شاركت اليوم الدكتورة رانيا المشاط كمتحدثة رسمية فى جلسة حوارية تحت عنوان “حوار قادة العالم” قادة العالميين Dailogue والتى تم خلالها عرض ومناقشة السياسات والتجارب الناجحة التى تنتهجها حكومات بعض الدول لزيادة تنافسيتها فى مجال السياحة والسفر، والحديث عن أهمية وجود بيئة عمل ملائمة، والتعاون والتنسيق المستمر بين الحكومات و القطاع الخاص، وتعظيم الفائدة من الاستثمارات في المقاصد السياحية في الدول لزياد هذه القدرة التنافسية وتحقيق نمو مستدام على المدى الطويل لهذا القطاع.
وحضر الجلسة وزير الصناعة والتجارة والسياحة بالحكومة الإسبانية، وكذا عمدة مدينة إشبيلية، بالإضافة إلى عدد من الوزراء من بعض الدول منها إسبانيا والسعودية والأرجنتين وبلغاريا واليونان وكنيا وسلوفانيا وتشيلي وكولومبيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب أعضاء المجلس الدولى للسياحة والسفر WTTC، والرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية التي تعمل في مجال السياحة ومنها شركة اكسبيديا اكسپيديا، و MSC رحلات وهي واحدة من اكبر الشركات العالمية المتخصصة في الرحلات البحرية، قادة و سفر المجموعة وهي واحدة من أكبر الشركات السياحية العالمية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وشركة Dufry وهي واحدة من أكبر شركات الأسواق الحرة في العالم و مقرها سويسرا، وأدارت الجلسة الإعلامية تانيا بيكيت من ال بي بي سي.
وخلال كلمتها أشارت الدكتورة رانيا المشاط الى التحسن الذي شهدته معدلات السياحة الوافدة الى مصر خلال 2018 وبداية 2019.
وقامت الوزيرة باستعراض تجربة مصر في تطوير قطاع السياحة، مؤكدة على الأهمية التي توليها القيادة السياسية والحكومة للقطاع إيمانا منها بدور السياحة فى دعم وتنمية الاقتصاد القومى باعتبارها أحد أهم مجالات توفير فرص العمل، كما أن السياحة تعتبر القطاع الأسرع نموا وأحد أهم الصادرات الخدمية.
وتناول الاجتماع الحديث عن أهمية التعاون الإقليمي بين الدول المتجاورة للنهوض بقطاع السياحة في هذه الدول، ووضع برامج سياحية مشتركة للتغلب على مشكلة ارتباط السياحة في بعض الدول بمواسم محددة.
كما ناقش الحضور أهمية الارتقاء بجودة الخدمات السياحية المقدمة لتحقيق رضاء السائحين وضمان تكرار زيارتهم مرات عديدة.
وفي سؤال للمدراء التنفيذيين للشركات السياحية الكبرى المشاركة عما يضعونه في الاعتبار عند اتخاذ قرار فتح فروع لشركاتهم في الدول المختلفة، أكدوا على أن بساطة الإجراءات وقوانين الضرائب الميسرة في الدول ومهارات العاملين في القطاع السياحي بها، بالإضافة الى قلة البيروقراطية هي المعايير الاساسية التي تساعدهم في اتخاذ قرار فتح فروع لشركاتهم في الدول من عدمه.
ومن ناحيته أشار الرئيس التنفيذي لشركة اكسبيديا أن مركز الاتصال بمركز الاتصال التابع للشركة في مصر يعد واحدا من أقوى مكاتب الشركة في العالم.
وقامت الدكتورة رانيا المشاط باستعراض برنامج الإصلاح الهيكلى الذي أطلقته وزارة السياحة لتطوير القطاع، لافتة إلى أن هذا البرنامج يحظى بدعم من القيادة السياسية والحكومة المصرية وكافة أجهزة الدولة، وأضافت أن البرنامج يهدف إلى تحقيق تنمية سياحية مستدامة بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
وأكدت على أن الاستثمار في العاملين في القطاع على رأس أولويات الوزارة، لبناء عنصر بشري مؤهل لخدمة قطاع السياحة عبر التدريب الفني والمهني والمؤسسي.
وأشارت إلى الأمين العام للمنظمة قال خلال الاجتماع الخامس والأربعين للجنة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية والذي استضافته مصر يومي 24 و 25 مارس الماضي، أن برنامج الاصلاح الهيكلي يعد بالنسبة لمصر خطوة ناجحة تم تحقيقها في قطاع السياحة، وانه أوضح أنه يمكن الاستعانة به كنموذج يمكن الاستفادة منه وتطبيقه في دول اخرى.
وأكدت الوزيرة أن النهوض بمنظومة السياحة في مصر جاء نتيجة تضافر جهود الدولة، فعلى سبيل المثال تقوم الحكومة بتطوير البنية التحتية ورفع كفاءتها، وتطوير شبكات الطرق والكبارى لربط كافة المناطق المختلفة بالعاصمة، إلى جانب الاهتمام الذي توليه الدولة لإقامة المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة الجلالة ومنطقة العلمين الجديدة.
وتحدثت الوزيرة عن مطار سفنكس الجديد الذى يمثل نقلة نوعية للسياحة المصرية حيث يساهم موقع المطار فى تشجيع الرحلات السياحية لليوم الواحد وذلك لقربه من المناطق السياحية والأثرية المختلفة، بالإضافة إلى وجوده بالقرب من المتحف المصرى الكبير المقرر افتتاحه فى عام 2020، مما يعطي فرصا جديدة للشركات السياحية لتنويع برامجها ومزج السياحة الثقافية مع الأنماط السياحية الأخرى.
وأكدت الوزيرة على ان نجاح القطاع لن يؤتي بثماره الا من خلال التنسيق المستمر مع القطاع الخاص، وهو ما يحدث على ارض الواقع، فوزارة السياحة المصرية تعمل بالتعاون مع الاتحاد المصري للغرف السياحية وهو الممثل المنتخب للقطاع الخاص، مشيرة الى أن جميع الأطراف ذات الصلة أصبح الان لديها رؤية مشتركة لتطوير القطاع ورفع تنافسيته.
وأضافت أنه تم اعداد مصفوفة تنفيذية لكافة محاور برنامج الإصلاح وربطها بجدول زمني لتحديد المهام المنوط تنفيذها من قبل كل جهة وأنه جاري وضع خطط عمل قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل بالتعاون مع الاتحاد المصري للغرف السياحية لمتابعة ما يتم عمله بصورة دورية.
وفيما يخص رفع كفاءة العنصر البشري اشارت الوزيرة الى ان هناك خطة تنفيذية لاستراتيجية تنمية الموارد البشرية لقطاع السياحة المدافعين عن حقوق الإنسان، و هى نتاج جهد متواصل وتعاون بين الوزارة وجميع الغرف السياحية والاتحاد المصري من خلال عقد ورش عمل واجتماعات تنسيقية للتوافق الى أفضل السبل لتنفيذها.