شئون مصريةمنوعات

“الدكتور حسن صادق رضوان”يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة الدرس ( 29 ) “الغاية تبرر الوسيلة”

في يوم 18 يناير، 2021 | بتوقيت 12:45 مساءً

ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس ..

وليس اي دروس الدرس ( 29 ) الغاية تبرر الوسيلة

سنة 1990 كنت في السعودية بأشتغل في احد المؤسسات المصرفية  الكبري و كنت اعمل في قطاع الحاسب الآلي وبحكم دراستي فكنت اتحدث الانجليزية بطلاقة مما ساعدني علي التعامل مع مختلف الجنسيات الموجودة في و تكوين صداقات

من ضمن المجموعات كان هناك 4 افراد من الفيلبين و كانوا موجودين قبل انضمامي للعمل ، و كان لهم نمط غريب عن الباقيين حيث يرفضون العمل بعد مواعيد العمل ، وبتبادل الحديث معهم عرفت ان الريال السعودي يشتري ما يقرب من صندوق وأكثر مياه غازية في الفلبين و كانت رواتبهم فوق المتوسطة و بالتالي في خلال سنتين (و هي مدة العقود ) كونوا ثروة ليست قليلة.

وكانت المدة المتبقية علي عقودهم حوالي 3 شهور وفي الوقت الذي بدأت جهة العمل التفاوض معهم للتعاقد الجديد كانوا قد اتفقوا علي انهم فور عودتهم سيقومون بأنشاء مصنع ملابس، وبالتالي طالبوا بمرتبات مرتفعة جدا و سكن فاخر و سيارة و بالطبع تم رفض طلباتهم.

  • وكان في العمل مستشار عراقي الجنسية ،وهو مشرف علي الاعمال ولمعاونة رئيس القطاع السعودي ،والمستشار هو من تفاوض معهم ،وعلمنا انهم حاولوا النزول بدري في مقابل التنازل عن الشهرين المكافأة الا انه رفض ،و تبدأ الاحداث
  • البداية يوم الأربعاء حركة غير عادية ومع السؤال علمنا ان سيدة كانت تتصل للسؤال عن زوجها وشخص ما رد عليها علي ما يبدوا بطريقة عنيفة ،وايضا كان فيه حد واقف في البلكونة و ده طبعا كان ممنوع في ذلك الوقت في الرياض.
  • يوم الخميس و هو نص يوم تم تعليق خطاب تعميم من المستشار بالانجليزية في وحدة الاعلانات بأن ما حدث مرفوض و ان يجب التحدث في التليفونات بأدب وعدم الخروج الي البلكونات ،و دي اخر احداث الخميس.
  • السبت دخلنا مكتبنا لقينا التعميم متوزع علي مكتبنا وطبعا انا افترضت انه هو هو اللي كان معلق ،وبصيت عليه لاحظت انه اطول من اللي شوفته قبل كده فقرأت ما فيه وجدته كالتالي :
  • ما معناه ان التليفونات للمعاكسات ،والبلكونات لمضايقة المارة الخ الخ … وعليه توقيع  المستشار العراقي.
  • بعد شوية وصل الجميع و الدنيا انقلبت و اتعمل تحقيق و اكتشفوا ان واحد من المجموعة الفلبينية هو اللي عمل كده ،وكنت اعرفه ،ولما سألت عرفوا منين؟! .. قالولي ان زملاءه هم اللي فتنوا عليه وهم اللي قالوا شافوه و هو بيعمل كده وطبعا صدر قرار بإنهاء عقده فورا و يمشي فورا .
  • طبعا انا دمي اتحرق و في نهاية اليوم قعدت مع اتنين منهم ،وعاتبتهم علي ان التصرف ده في مصر يعتبر خيانة للزميل .
  • لقيتهم قاعدين يضحكوا بالراحة وقالوا لي انت صديق وواثقين فيك ومش عاوزينك تاخد فكرة وحشة عننا بس هم اللي خلونا نعمل كده.

قلتلهم حتي لو ضغطوا عليكم ،ولسه حا اكمل واحد فيهم قالي : مش مسألة ضغط و لكن كل الحكاية ان فيه حتة ارض في الفلبين وكنا محتاجين نشتريها عشان المصنع ،.ولما قلنا للمستشار عاوزين ننزل وهو رفض ،فقررنا ارسال واحد مننا يخلص الارض و يبدء اجراءات المصنع علي ما نرجع،  فعملنا كلنا الخطة دي و طبعا انفعل المستشار وقام بإنهاء عقده وحا يسافر يشتري الارض و كده حا يدفعوا له الشهرين لأنه قال ان مش هو اللي عمل كده .. وفعلا سافر و تمت العملية بنجاح.

الغاية تبرر الوسيلة

سواء وافقت علي الاسلوب او  لأ ولكن دروس كتير فيما حدث من حيث العمل و تفضيل الجماعة علي الفرد والتخطيط و التوقيت و التنفيذ و لكن لا شك انهم اتبعوا قاعدة ” الغاية تبرر الوسيلة “!!

كاتب المقال

الدكتور حسن صادق رضوان

المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة

الخبير والمحاضر التسويقى الدولي

العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST