سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا
هذا السبيل والكتاب الكائن حالياً بشارع المعز لدين الله بحى الجمالية هو إحدى بنايات عبد الرحمن كتخدا الذى كان يلقب بأمير الخيرات وصاحب العمائر فى مصر والشام.
وتبدأ قصة عبد الرحمن كتخدا باسمه كتخدا وهو لقب وظيفته وكتخدا لفظ تركى تعنى نائب الوالى – ويعادل حالياً نائب رئيس الجمهورية – وهذا الرجل ترك بصماته على وجه العمارة الإسلامية فى مصر والشام وأوقف الكثير من أمواله على بناء وتعمير المساجد والزوايا والأسبلة وتجديد مشاهد وأضرحة آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم فى القاهرة ، كما أقام عمائر كثيرة وقناطر وجسوراً بالريف ببلاد الحجاز ويكفى أن نقول أنه أنشأ وجدد من المساجد حوالى ثمانية عشر مسجداً.
ومن أهم منشآته الخالدة زيادة الجامع الأزهر وباب للجامع وعدة ملحقات بالجامع الأزهر وكذلك بنى مدفناً له عليه قبة وقد دفن فيه بالفعل عام 1190 هـ/ 1776م.
ومن مآثر عبد الرحمن كتخدا – أنه كان أول من أعد موائد الرحمن أمام بيته فى شهر رمضان وكانت القصاع الكبيرة على حد وصف الجبرتى تخرج من قصر الأمير عبد الرحمن كتخدا عند الإفطار مملوءة باللحم المسقى بالمرق ليعطيها للفقراء وخصص مشرفاً يعطى لكل محتاج رغيفين وشيئاً من المال للسحور.
- أول من رتب للعميان الفقراء كساء من الصوف يعطيه لهم قبل حلول الشتاء من كل سنة.
- هو الذى رتب لمؤذنى المساجد أحرمة تقيهم برد الشتاء عندما يصعدون إلى المآذن لآذان الفجر.
وبالنسبة لسبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا فقد تم بناؤهما عام 1157 هـ/ 1744م ولهذا السبيل أهمية فنية خاصة فهو يكون مجموعة مستقلة يتمثل فيها الكثير من روائع الفن الإسلامي فى العصر العثمانى وكان السبيل فى الأصل يلحق بالمنشآت كالمساجد للشرب وفى أغلب الأحيان كان يعلوه مكان لتحفيظ الأطفال القرآن يعرف بالكتاب ثم أصبحت هذه الأبنية بعد ذلك منفصلة كما هو الحال فى سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا ، وغرفة هذا السبيل آية من آيات الفن الإسلامى فجدرانها مغشاة ببلاطات من القيشانى الملون المزخرف بزخارف نباتية وعليها رسم لصورة الكعبة المشرفة.