الإمام الشافعى هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان الشافعى القرشى رضى الله عنه ولد بغزة عام 150 هـ/ 767م وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين فنشأ بها وقرأ القرآن الكريم وكان آية فى الفهم والحفظ واجتمع له من الفضائل ما لم يجتمع لغيره ومذهبه ثالث المذاهب الأربعة فى القدم وقد جاء إلى مصر عام 199هـ وقيل 201 هـ/ 816م ونزل بها ضيفاً على أبى عبد الله بن الحكم الفقيه المالكى المصرى وأخذ عنه مجموعة من العلماء ولم يزل بها إلى أن توفى عام 204هـ/ 819م ودفن وسط قبور بنى عبد الحكم فى القرافة الصغرى وبنوا على قبره قبة.
أما عن قبة مسجد الإمام الشافعى فهى تتميز بوجود العشارى وهو مركب صغير مثبت فى هلال القبة تتدلى منه سلسلة حديدية يقال أنها أعدت ليتسلقها من يريد الوصول إلى هذا المركب لوضع الماء والحبوب للطيور على ما يزعمون وهو ما يصعب تصديقه.
وهذا المركب موضوع فى هلال القبة منذ إنشائها وهناك بعض الآراء تذكر أن هذا المركب قد يكون رمزا لعلم الإمام الشافعى لأنه بحر العلوم وذكر على باشا مبارك عن هذا المركب بأنه يسع قدر نصف أردب من الحبوب لأكل الطيور.
وقبة الإمام الشافعى هى جزء من مسجده القائم حالياً بالقاهرة والذى يرجع بناؤه إلى اهتمام وعناية صلاح الدين الأيوبى الذى جدد قبر الشافعى عام 572هـ/ 1176م وأقام عليه تابوتا خشبياً جميلا وأقام بجوار المسجد مدرسة ضخمة لنشر المذهب الشافعى عرفت باسم المدرسة الصلاحية فى عام 575 هـ/ 1179م ثم جاء بعده الملك الكامل محمد ابن العادل فأنشأ للمسجد هذه القبة الكبيرة.
بقلم
الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف
عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة
أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة
مساعد وزير الآثار السابق
رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق
بالمجلس الأعلى للآثار