ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس..و ليس اي دروس الدرس (17 – 3) “ الغيرة كقوة دفع “
.. بعد حوالي ساعة خرج الرجل من محل الحلاق و توجه مباشرة الي تربيزة الزميل بتاع شغل الزجاج و شاور علي الجمدانة الكبيرة ( و اللي كان الشغل اللي عليها يسوي اكتر من ال 180 ج اللي صاحبنا طلبهم) رحت قابلته وسألني عن تمنها لقيت روحي رديت 450 جنيه ..رد بهدوء : و الله تسوي اكتر
ورد :ايش اسم الكريم قلت : حسن قال : يصير خير ان شاء الله
ومن الرد عرفت انه شخص عربي و ليس مصري ..المهم سلم عليا و مشي و طبعا انا ندمت ان قلت سعر عالي يمكن يكون الراجل مشي بسبب إن انا الوحيد اللي شايفها تسوي كده .. ما طولش الغم كتير و ظهر احد موظفي الفندق وراح علي الترابيزة وسأل فين الأستاذ حسن .. قلتله : انا
قالي : سمو الامير باعت الـ 450 جنيه وعاوز الجمدانة اللي قالك عليها.
مش عاوز اقولكم علي الفرحة اللي كانت في قلبي ورديت قلتله حد يجي ياخدها بعد نص ساعة
اعلنت للشباب اللي واقفين اني بعت جمدانة لصديقنا وهو مش موجود و محتاجين نجيب كرتونة كبيرة وفوم او سفنج عشان نضمن انها ما تتكسرش اثناء النقل.
بد ان مكان المعرض بقي كخلية النحل و كل واحد راح في اتجاه.. جبنا فوم وورق جرايد كرمشمناه وتم التغليف ووصل الموظف و قبل ما يستلم ناديت علي جارتنا اللي كانت في المعرض و سألت الراجل قدامها كام المبلغ فرد قال 450 جنيه حتي تكون شاهدة.
انتهت قصة الجدعة و بدأت الغيرة و بدأت الوساوس والرسائل من النفس
– فرحان قوي انك بيعت لغيرك ؟.
جتك خيبة كنت بيعت حاجتك
– فرحان علي ايه ده البيعة دي اضعاف ما انت بايع!!!!
كان ممكن انكد علي روحي بس انا تملي احب اربي نفسي زي ما اهلي ربوني وبدأت اسأل نفسي
– هو انت زعلان ان بكرة صاحبنا لما ياخد الفلوس حايفرح ؟ هو انت عارف ظروفه ايه ؟
– هو انت كان عندك علي ترابيزتك حاجة تجيب التمن ده او تسوي حتي نصفه ؟
اسئلة كتير و لكن دول اهم سؤالين.
وفي النهاية كان ردي علي نفسي اما تسهر طول الليل تعمل حاجة تسوي مبلغ كبير او تتخرس … وخلي بالك مبلغ كبير يعني مشوار العربية يقرب
وقررت اني مش حانام و حاعمل حاجة تسوي اكتر
و انا مروح عديت اشتريت بكر خيط ولوف من بتاع الاستحمام وشوية حاجات لزوم الشغل و في الطريق قررت اعمل قصر روماني بالحديقة بتاعته مستغل قطعة خشب عندي 75 سم فى 75 سم كقاعدة للقصر
اتعشيت خفيف و بدأت العمل من الساعة 10 واستمريت حتي 7.30 صباحا وعملت قصر تحفة و لكن كان فيه مشكلة ان اللصق محتاج وقت عشان ينشف و يتماسك .
خدت القصر ونزلت من غير فطار وروحت المعرض حطيته في وسط الترابيزة مكان المركب الكبيرة، وابتدت الشمس تيجي عليه ،وابتدت الخيوط الدهبي تبرق .
الساعة 10 وصل التليفزيون وأول المذيعة ما وصلت شاورت علي البيت ، وقالت حانبتدي هنا ..ايه التحفة دي ؟ قلت يا مسهل.
علي ما ابتدوا كانت 10.30 وبدأت تسألني علي الكبريت، والوقت اللي بياخده ،وكام عود في المركب .
واحنا بنتكلم ظهر الأمير مرة اخري في إتجاه الحلاق و طبعا عيني متبعاه … وهو كمان عينه مانزلتش من علي القصر.
ابتدت المذيعة تلف علي الموجودين وبعد نصف ساعة خرج الامير مباشرة في اتجاه القصر ..
– صباح الخير يا اخ حسن كيف حالك ؟
– الحمدلله
– هذا القصر الك ؟ كام سعره؟
– رديت بثقة 800 جنيه
– و الله روعة .. وابتسم و مشي و زي اول مرة وصل موظف تاني جايب ال 800 جنيه و سال عليا ،وقلتله اخر اليوم عشان الناس تتفرج عليه و خلي فلوسك معاك .. مشي و رجع تاني و قال ان الامير أصر يدفع الفلوس عشان القصر لا يتم بيعه لغيره ..طيعا ان قلت اخر النهار عشان الناس تتفرج وعشان اللصق ينشف كمان.
اشتغلت خلية النحل و تم تغليف القصر وتسليمه واجتمع زوار وموظفين من الفندق اخر ساعة عشان يشتروا كل اللي علي الترابيزة واضطريت ابيع حاجات و اسلمها تاني يوم ..اليوم ده روحت بفلوس بس ،ومفيش ولا قطعة رجعت معايا
بعد يومين سلمت القطع و بقي معايا من فلوس العربية 5000ج
فعلا ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا .. فلولا اني جبرت بخاطر صديقنا واديته المبلغ كامل ورفضت اخد اي عمولة ماكانش ربنا جبر بخاطرى
و بدأت ابحث عن العربية
وللحديث بقية
كاتب المقال
الدكتور حسن صادق رضوان
المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة
الخبير والمحاضر التسويقى الدولي
العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST
“الدكتور حسن صادق رضوان”يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة 17 “تحدي السيارة”
“الدكتور حسن صادق رضوان”يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة 17 “تحدي السيارة”
“الدكتور حسن صادق رضوان”يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة 17 “تحدي السيارة”