مع استمرار أزمة تفشي وباء كورونا حول العالم ودخولها فى الموجة الثالثة ، ومطالبة الناس باتباع إجراءات السلامة عند الخروج من المنزل كضرورة ارتداء الكمامة لحمايتهم وحماية من حولهم من هذا الوباء، تبين وجود قدر كبير من اللامبالاة لدى البعض في سعيهم لتبرير عدم رغبتهم بارتداء الكمامة!
فيما يلي نستعرض عددا من أغرب وأكثر الأعذار غير المنطقية التي يتحجج بها البعض لتبرير عدم قبولهم ارتداء الكمامات عند خروجهم من المنزل:
الحرية الشخصية:
مع الأسف فإن نسبة كبيرة من الناس لا يدركون المعنى الحقيقي للحرية الشخصية، فهم يعتقدون بأنها تعني قيام المرء بكل ما يريده في أي وقت يشاء! .
الواقع أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، فالحرية الشخصية من الأمور المضبوطة بحدود معينة.
ولهذا وجدت القوانين الدينية والاجتماعية مثلا والتي تضبط كل أمور حياتنا لأن الأمر لو ترك بدون تنظيم فسنجد انتشارا كبيرا لأشكال مختلفة من الفساد.
ارتداء الكمامة في وقتنا الحالي الذي يشهد انتشارا لوباء يغزو العالم ليس له علاقة بالحرية الشخصية وإنما له علاقة بحماية نفسك ومن حولك من هذا الوباء.
عدم التصديق بوجود الوباء أصلا:
لو تابعنا عددا من أفلام الرعب التي تتحدث عن انتشار وباء أو ظاهرة كونية ما،سنجد ذلك الشخص الذي يشكك بكل ما يحدث ويدعي أنه مجرد مؤامرة أو ما شابه.
الواقع أن الوباء موجود وحقيقي. وبصرف النظر ما إذا كان وباء مصنعا أو وباء مستجدا أو أيا كان فهو موجود والبشر بمختلف أعمارهم عرضة له، ومن واجب كل منا حماية نفسه ومجتمعه من هذا الوباء.
قد تسبب الكمامة أضرارا صحية:
تداول البعض إشاعة مفادها أن الكمامة يحتمل أن تجعل من يرتديها للإصابة بضيق التنفس أو إضعاف الجهاز المناعي أو تعرضه لاستنشاق ثاني أكسيد الكربون.
لكن الواقع أن الكمامة بما أنها غير مصنوعة من مواد غريبة (كالإسمنت مثلا!!) فإنها تعد آمنة بما أن المرء يستطيع التنفس وهو يرتديها. ولضمان هذا الأمر فيمكن للمرء أن يجربها في منزله ليطمئن أنه يتنفس بيسر، ولو وجد أي صعوبة فربما تكون مشدودة على وجهه أو ربما تكون مصنوعة من عدة طبقات تعيق تنفسه، وهذا يعني أن الخطأ بنوعية الكمامة لا بالكمامة نفسها وبالتالي يمكنه استخدام غيرها بمواصفات تكون أكثر ملاءمة له.
نفس الأمر في حال كان جسم المرء يعاني من الحساسية تجاه المادة المصنوعة منها الكمامة، ففي هذه الحال يمكنه استشارة طبيبه على اختيار الكمامة المناسبة.
فرض ارتداء الكمامة يعد نوعا شبيها من التمييز العنصري:
لو كان المرء يرى أن فرض ارتداء الكمامة يعد أسوأ أنواع التمييز الممارسة تجاهه فتفكيره بعيد عن الواقع تماما.
فالملايين من الناس الذين يعانون من التمييز حول العالم بسبب لونهم أو حالتهم الصحية أو معتقداتهم الدينية، هذه أمور يمكن أن نسميها تمييزا مقيتا يحتاج لعلاج، بينما ارتداء الكمامة يكون لمجرد توفير الحماية من الوباء الذي نعاني جميعا منه.