شئون مصريةمنوعات

“الدكتور حسن صادق رضوان”يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة 12 ( وعسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم )

في يوم 23 ديسمبر، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

 ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس …. و ليس اي دروس  الدرس( 12 ) 

لما كنا صغيرين كان الوالد رحمة الله عليه يأخذنا الي الصالحية في الشرقية موطن رأسه وكنا طبعا بنروح عند جدي حسن رحمة الله عليه اللي كان كان من كبار البلد و كان عنده مثال بيوت الفلاحين عامة تربية مواشي و طيور لزوم البيت او التجارة
بعد فترة المنطقة ازدحمت و قرر جدي الخروج الي مكان قريب من ارضه التي استصلحها و زرعها … لم تكن بعيدة حوالي نص ساعة علي الحمار و بالتالي وفى وقت … راح في منطقة و بني منزل اكبر … و لكن كان له احدي الواجهات تطل علي الجبانة و هي مدافن القري و كانت ذات مساحة كبيرة تقطعها الحمير في15  دقيقة
درس اليوم عندما كنا في اجازة و ذهبنا الي جدي عشان نقعد هناك كام يوم و كنا بنحب نخرج نلعب مع الاولاد الي في سننا و كان لي اعمام في نفس سني و اصغر كمان … اليوم ده قررنا نصطاد سمك و طبعا احنا مش عارفين حاجة لا حانصطاد ايه ولا بأيه ؟
دخلنا الدوار في البيت الجديد و كان جدي يمتلك عدد من الحمير و طبعا احنا حانروح بالحمير .. فلم تكن الطرق ممهدة و لا كنا بنعرف نسوق ولا نطول حتي دواسة البنزين.. اتاخرت شوية و علي ما روحت لقيت كل واحد نقي حمار و جدي كان واخد الحمارة اللي كنت بحب اركبها و لقيت اللي بيشتغل في الدوار بيقولي مفيش فاضل الا الحمار ده و اسمه البحراوي .. بصيت عليه لقيته حجمه اصغر و فيه علامة مميزة علي كتافه خطين اسود و شكله شقي … رفضت و عملت مليون مشكلة بس ماحدش يرضي يسيب حماره .. فوافقت علي مضض
المهم قالوا الصيد عند المصفاة اللي جنب السوق و هي تقع بعد البيت القديم ب١٥ دقيقة برضه بالحمار و من ساعة ما اتحركنا و البحراوي معصلج و راسه والف جزمة يلف و يرجع الدوار و قعدت اضربه بعصابة كانت معايا لغاية ما مشي و حصلهم… و هو بيجري كان رشيق و اكتشفا انه اسرع حمار فيهم112
وصلنا المكان و جنبا عصيان من البوص و ربطنا فيا دوبارة و السن و عجينة ووقفنا نصطاد
قضينا حوالي اربع او خمس ساعات و انا مندمج و عمال اتباهي عشان كل شوية اطلع سمكة بس كان قالوا لنا ما تجيبوش السمك عشان ده من المصفاة
قربت الشمس تنزل فقلت نلحق نقوم نمشي عشان احنا حا نعدي من الجبانة وسط المقابر ( و طبعا في الفلاحين الاساطير كتير من اول النداهة لغاية ابو رجل معزة )
بدور علي اخويا و اعمامي مالقيتهومش
سألت الاولاد قالوا دول روحوا من ساعة …. يا نهار اسود و انا حاروح ازاي و انا معرفش السكة الا طشاش طبعا بقيت في منتهي الرعب … لكن الاولاد حواليا وصفوا لي السكة و كانت طبعا اكبر مشكلة و الكارثة المرور في الجبانة
ركبت البحرواي و مشيت و كل خطوة بأحس ان الشمس بتغرب اسرع من العادي الي ان اختفت و قل الضوء و فجاءة وجدت الجبانة في وشي … كان البحرواي ماشي علي مهله و ده كرود رعبي
فجاءة بمجرد ما شاف الجبانة و عرف انه قرب من الدوار انطلق بأقصي سرعة و بقينا طايرين و طبعا من الرعب مسكت في شعر رقابته مع الحبل و قفلت رجليا علي البردعة و استمر الحال دقائق قليلة مرت علي مثل رواد الفضاء بلا وعي و لا جاذبية
ووصل امام البيت و قفزت من فوقه نزلت علي القش و هو كمل كام متر و راح وقف عند الدوار و خبط الباب بوشه لحد ما فتح اللي جوه و دخله
دخلت طبعا وانا عامل عنتر اللي رجع في الظلام لوحده … من يومها و انا باخرج بالبحراوي و انا سعيد
سبحان الله عسي ان تكرهوا شيئا و هو خيٌر لكم … انه تدبير الخالق جل علاه

كاتب المقال

الدكتور حسن صادق رضوان

المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة

الخبير والمحاضر التسويقى الدولي

العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST