شئون مصرية ومحلياتالمنطقة الحرة

“الدكتور حسن صادق رضوان” يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة 10( حرمات الكرسي )

في يوم 21 ديسمبر، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس …. و ليس اي دروس درس لا ينسي (١٠) 

الوالد رحمة الله عليه في احد مجالسه قال لي ” خد بالك من اي كرسي تحصل عليه في عملك ” كنت اظنه يتكلم عن الكرسي فعلا و لكن اكتشفت انه يتكلم عن موقعي في العمل 

و لما سألته التوضيح 

قال : للكرسي حرمات فاحذروها و احداها اذا قدم لك احدهم المال ( بخلاف راتبك او عمولة متفق عليها ) او حانت لك فرصة للحصول عليه فقم باختبار حرمات الكرسي 

قلت: و ما هي ؟

قال : اربط بين حصولك عليها ووجودك في موقعك فأن ارتبطت فلا حق لك فيها و مهما كانت الاسباب ارفضها و لو اصر مديرك فقد يكون محرجا منك

واليكم ما حدث في التسعينات حيث كنت اعمل في شركة خاصة في محال الحاسب و بالطبع كان في الشركة عدة اجهزة حواسب و من ضمنها حاسب الي كبير و كنت مسؤل تطبيقات نظام متكامل يعمل علي هذه الحاسب 

صادف انتا كنا في حاجة الي زيادة قدرة التخزين للحاسب و كان سعر قرص التخزين في الشركة المصنعة ما يقرب من ٨٠٠٠ دولار و هو رقم كبير سنة ١٩٩٤ . 

شاءت الظروف ان يحدث حريق لغرفة الحاسب عند احد العملاء مما تسبب في تلف الحاسب الالي الرئيسي و الذي مماثل للحاسب الخاص بنا و المطلوب رفع كفاءته التخزينية 

و لما العمل حصل علي تعويض من التأمين و تم تكهين الحاسب فقد وجدتها فرصة لشراء وحدة التخزين الخاصة بالحاسب التالف اذا كانت حالتها سليمة 

و ابلغت مدير الشركة بالفرصة و قد فوضني باتمام الموضوع و قمت باختبارها للتأكد من سلامتها و تم اعتمادها و تجنبت المحادثات المالية و قد نما الي علمي وصول الاتفاق الي ٤٥٠٠ دولار و لكن للأمانة انا استكثرت المبلغ و طلبت السماح لي بأجراء المفاوضات بصفتي الفنية و قدرتي علي تقييم القطعة . 

و عند اليوم المحدد وصلت القطعة و طلبت من مدير الشركة شيك لصاحب القطعة بمبلغ ٤٥٠٠ ج و اوضح ان هذا ما انتهت اليه المفاوضات و ليس ٤٥٠٠ دولار 

اخدت الشيك و سلم و استلم و لكن العميل طلب ذهابي معه للبنك لعدم معرفته مكانه و قد حدث 

انتظرت العمل حتي صرف الشيك و كنت قد تركت القطعة في مكتبي … و فجأة في اثناء سيرنا فوجئت بالعميل يعطيني ظرف … فسألته ما الذي يحتويه فقال حقك !!

قلتله حق ايه؟ … قال لي النصف !… 

لما اعلق و لم احب الدخول في حوار و جدل و اخذت الظرف و صعدت الي مكتب المدير العام مباشرة 

وضعت الظرف امامه و قلت العميل اداني ده 

– ايه ده ؟ 

– ظرف فيه ٢٢٥٠ جنيه

– بتوع ايه ؟

– الراجل قال انه حقي في صفقة وحدة التخزين 

– انا حاكلمه اعاتبه 

– ليه ده صديق ؟ و ديه فلوسكم 

– لا دول بتوعك  

– لا دول من وجودي في الكرسي و لولا وجودي في منصبي ما كانت الصفقة و لا كان الحق

– طيب انت عاوز ايه؟

– تاخدوها 

– ناخذهم ازاي بعد ما عملنا الحركة المحاسبية ؟

– مش شغلي

– فتدخل شريك اخر من الشركاء و بعدما فهم الموضوع قال دول بتوعك 

– فرديت بنفس الرد و ازداد غضبي لولا موقعي ما حصلت عليهم و لن اقبلهم في اي صورة كانوا حوافز او مزايا و اعتبر الموضوع مقفول و لو انا كده كنت خدتهم لما كان الانفاق ٤٥٠٠ دولار مش مصري 

ان احترام الذات و النفس و معرفة الحلال و الحرام اهم بكثير من الحصول علي المال 

اعلم اني لم اكن لاستطيع ان انظر لوجهي في مرأة لو حدث هذا و كيف كنت سأواجه ابي بأني لم انتبه لحرمات الكرسي 

مازال هذا الدرس لا يفارقني و مازال حديث الوالد رحمة الله عليه عن حرمات الكرسي لا ينسي 

انه التطعيم للابناء حتي لا يندموا 

رحمك الله يا والدي و غفر لك 

كاتب المقال

الدكتور حسن صادق رضوان

المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة

الخبير والمحاضر التسويقى الدولي

العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST

مقالات ذات صلة