ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس …. و ليس اي دروس ..درس لا ينسي (4)
سنة من السنين الوالد رحمة الله عليه سافر مع الوالدة لقضاء فريضة الحاج و كلفني اسافر اجيب خروف العيد من البلد – الصالحية – وسافرت يوم الوقفة عشان اجيبه و الحمدلله كنت صايم اليوم ده .
فظبط سفري علي اني اتحرك من هناك علي العصر ان شاءالله و اوصل قبل المغرب عشان الفطار
سافرت يومها بعربية الوالد رحمة الله عليه و بعد ما اتحركت و طلعت علي الطريق كان فيه وصلة ضيقة اول ما تخرج من البلد و كان ماشي قدامي جرار وساحب مقطورة عليها قش … وواقف في اخر المقطورة ولد صغير حوالي 10 سنين قاعد فوق القش و قاعد يتفرج عليا و انا وراه
لما شافني الولد نزل من فوق القش بحركات الاطفال عشان يتفرج عليا لغاية من وقف علي ارض المقطورة و مسك في الباب اللي ورا و ساند ضهره علي القش
المهم .. فرق السرعة و التحرك كبير بين السيارة الهوندا و الجرار … فقررت اعدي من الجرار لان مفيش حاجة جاية في المقابل .. رجعت في كلامي .. و قررت تاني ورجعت في كلامي
اكتر من تلات مرات اقرر اعدي و ارجع في كلامي و لا اضغط علي دواسة البنزين … لدرجة اني بدأت اوبخ نفسي ” ما تعدي يا بني ادم و تخل… “و قبل ما اوصل لحرف الصندوق اكمل كلمة تخلص … انفصلت المقطور عن الجرار في ملف خفيف و اتحركت ناحية الشمال بالضبط مكان ما كان المفروض اني اعدي … الولد بقي عمال يبص و هو رايح في اتجاه و انا مكمل علي الطريق … المقطورة دخلت في شجرة و الولد من الخبطة دخل جوه القش
ركنت و نزلت لقيته خرج من القش مخضوض بس سليم الحمدلله
تخيل لو انا كنت عديت .. كان زمان المقطورة لا قدر الله لبستني في الشجرة
لماذا رفضت النفس العبور؟ …من الذي منعني و بشدة ؟
من الذي اوحي الي الطفل بالنزول من فوق القش و الوقوف بين القش و الباب الخلفي للمقطورة في وضع اشبه بحزام الامان ؟ ليجعل القش يمتص الصدمة
كل هذا في ثواني معدودة
و مازلت اذكر هذا اليوم كأنه حدث امس
الاجابة وجدتها في هذن الاية “
قَالَ هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰٓ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ۖ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَٰفِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ”
فعلا
فالله خيرا حافظاو هو ارحم الراحمين