شئون مصريةمنوعات

الدكتور حسن صادق رضوان يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : دروس الحياة 2 ( الفران )

في يوم 13 ديسمبر، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس …. و ليس اي دروس ..درس لا ينسي (2)

 

خلال ثورة 25 يناير  التقيت و تعرفت علي الكثير .. و في احدي المرات اجتمعنا كمجموعة في نادي الجزيرة و قررنا انا نعد قوافل طبية و مجموعات عمل مساعدة لها من تدريب اطفال و تنسيق و تنظيم المتقدمين للكشف الطبي و حتي كنا بنحاول نلم فلوس للمساعدات و كان معنا اطباء قدروا يوفروا جزء من الادوية عن طريق الشركات… اكتشفنا ان كان فيه جزء من العالم مش تحت نظرنا  الخ الخ

و في احد الزيارات  لمنطقة كنا ترددنا عليها مرتين تلاته قبل كده و كنا منسقين العمل مع جمعية   خيرية هناك و بنقوم بالعمل في المبني الخاص بها

و انا طالع علي السلم رايح اصلي قابلني رجل في التلاتينات و معاه زوجته و طفل … و الراجل نازل علي السلم عمال يشتم و يسب في حد

– والله لأوريله .. و اللهي لأطلع د… امه … ان ما عورته

المهم انا مش عارف بيشتم مين … طلعت صليت في الدور التالت و بعد شوية لقيت حد  بيشتم في الشارع و بيقول : ان ما بوظتله خلقته … دول بيلموا فلوس و يشحتوا علينا و يضربوها في جيوبهم

و راح قاعد علي سلم بيت قدام باب الخروج بتاعنا … لما اشوف حايروحوا ازاي

نزلت الدور اللي فيه الكشف لقيت زميل فسألته

– كان فيه واحد نازل يشتم .. ده ماله

– زعلان اني اديته رقم و قلتله اتفضل اقعد لما انادي علي رقمك .. قالي ازايي اقعد في وسط الستات

قلتله ما انت معاك مراتك و هو كان جاي يكشف علي ابنه

بما ان معظم اللي كانوا معانا حريم فقررت الخروج لصاحبنا افهم قصته ايه

خرجت من الباب لقيته قاعد في وشيرفرحت معلي صوتي و انا رايح اقعد جنبه

– مين اللي كان بيشتم و بيزعق هنا من شوية

– انا

– و الشبورة دي بقي لازمتها ايه ؟

– واد ابن ……. عامل فيها دكر و عاوزني اقعد استني دوري

– و انت زعلان ليه ؟

– عشان بيكلمني بطريقة متكبرة

وصلت سيدة منتقبة و راحت مزعقاله

– تعرف يا واد لو عملت حاجة حاضربك في وسط الناس

عرفت بعد كده انها امه

نرجع لصاحبنا

اللي سألته

– تخيل فران كل يوم يعمل خمسين الف رغيف .. لما يطلع رغيف بايظ نشتمه؟

انت بتشتغل ايه ؟..

قالي علي صنعته بس مش حابب اذكره عشان ما اسببلوش احراج و عرفت انه في اثناء عمله حصله حادث افقده واحدة من عينيه و لابس النظارة عشان كده

– و الافندي شايف عيني و برضه عاوزني اقعد في الدور

ماكفاية حظي الاسود في الدنيا و الهم اللي الواحد فيه … الدنيا ملطشة معايا .. عمري ما مسكت شوية فلوس في ايدي و ربنا ناسينا خالص

– قلتله استني

و حطيت ايدي في جيبي و كان معايا مبلغ في جيبي مش قليل.. و مديت ايدي له و فيها الفلوس و سالته

– عندي قصة ظريفة حأحكيها لك و في حاجة في ايدي حاتاخدها … اختار تسمع الاول و لا تاخد الاول ؟

– ايه اللي في أيدك؟

– فلوس

– يا سلام ؟ وريني

مديت ايدي و مسكت ايده حطيت فيها الفلوس .. فأكتشف انها كتير

…..طبعا الناس كانت ملمومة علينا و كانوا كتير ليسمعوا الحوار

– ايه ده ؟ دي فلوس كتير اوي

– اه عشانك .. مش انت عاوز فلوس ؟ خدها  .. ربنا باعتهالك

واحد واقف رد قال لا اله الا الله …. اتنيل و اكسف بقي

– جاهز بقي تسمع القصة ؟

– قول

فحكيت له قصة الراجل اللي كان بيشتري التليفزيون اللي في الجزء الاول و ازاي ندم علي الكلام اللي قاله… الناس بقت تقول الله يكسفك و هو وقف وقال لا خد الفلوس  كفاية كده

حلفت ما انا واخدها و اني سعيد اني قدرت اغير يومه و نظرته للحياة

وسلم علي الزميل اللي كان معانا

وحتي يومنا هذا والدته علي اتصال ومغرقاني بدعواتها و مفرجة عليا حياتي بسعادتها

اللهم ادمها نعمة  و احفظها من الزوال

كاتب المقال

الدكتور حسن صادق رضوان

المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة

الخبير والمحاضر التسويقى الدولي

العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST