تبايت ردود الأفعال حول عدم تحديد وزارة السياحة والآثار موعداً محدداً لنقل المومياوات الملكية الفرعونية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارات المصرية بالفسطاط .
وأكد الخبراء إن الوقت الحالى ليس مناسباً لإقامة هذه الإحتفالية نظراً لأن العالم كله مشغول بالموجة الثانية لفيروس كورونا ، وقيام بعض أو أغلب الدول لفرض الحظر على مواطنيها من مغادرة دولهم لحين التأكيد من فعالية المصل الذى تمالإعلان عنه فى أكثر من شركة أدوية وتحصينهم بجرعات من هذا المصل الواقى من فيروس كورونا .
وكانت وزارة السياحة والآثار قد أشارت من قبل أن موعد إقامة وتنظيم موكب نقل المومياوات الملكية سوف يكون فى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الجارى ، وتم عقد لقاء جميع بين الوزير والقيادات السياحية بإتحاد الغرف وجمعيات الإستثمار السياحى .
إعتراضات بالجملة على الموعد
وعلمت ” المحروسة نيوز ” أن هذا الإجتماع قد شهد تحفظاً من قبل الجميع لإقامة الإحتفالية فى هذا التوقيت الذى إعتبره البعض غير مناسباً ، فضلاً عن ضرورة خروجه بشكل يلائم قيمة هذا الحدث وأن يتم الترويج والتسويق له قبل موعده بفترة زمنية ليتحقق الهدف من إقامته فى الدعاية للسياحة المصرية فى الخارج ، ومتابعة الإعلام الدولى له ونقل تفاصيله، فضلاً عن الترويج له فى الأسواق المرتبطة بالسياحة الثقافية والتاريخية ، ليكون جاذباً للعشاق والمولعين بالحضارة المصرية الفرعونية القديمة لحضور هذه الإحتفالية الضخمة .
ودعا الحاضرون وزير السياحة والآثار إلى ضروروة التريث فى إقامة هذه الإحتفالية وتأجيلها إلى وقت أخر ، مشيرين إلى شهر مارس 2021 والذى تكون الصورة قد إتضحت بفعالية المصل الخاص بالتطعيم ضد فيروس كورونا .
الوزير خائف من التغيير الوزارى المرتقب
وعلمت ” المحروسة نيوز ” أن الدكتور خالد العنانى ، وزير السياحة والآثار ، مصمم على إقامة هذه الإحتفالية قبل التغيير الوزارى المرتقب ، والذى من المنتظر حدوثه بعد الإنتهاء من الإنتخابات الخاصة بمجلس النواب وتشكيل المجلس بعد تعيين رئيس الجمهورية للشخصيات العامة .
العنانى عينه على اليونسكو
وبالرغم من أن العنانى يضع عينه على منصب مدير اليونسكو وهو ما يجعله يصطحب السفراء الأجانب فى كل جولاته لإظهار نشاطه لدول السفراء خاصة وإنهم يقومون بكتابة تقارير شبه يومية لدولهم عما تشهده مصر من أحداث ، ورغم التنسيق مع عدد من الدول لترشيحه فى هذا المنصب.
إلا أن العنانى يضع يده على قلبه من خشية الإطاحة به من منصبه قبل إتمام أكبر حدثين مهمين فى الآثار واللذان لا يقلان أهمية عن نقل معبد أبو سمبل فى الستينات والذى تم يوم 22 سبتمبر من عام 1968 ، حيث يضع العنانى نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارات المصرية ، وكذلك إفتتاح المتحف الكبير بالرماية أكبر حدثين فى تاريخه يتمنى تنفيذهما ليكونا فى تاريخه .. ولكن جاءت كورونا لتطرح أحلام وآمال العنانى جانياً وتؤجل إقامتهما إلى موعد لم يحدد بعد.
سامح سعد : الأنسب لإقامة الإحتفالية 31 ديسمبر
من جانبه إقترح الخبير التسويقى سامح سعد ، رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للإستثمار السياحى ” أشتى ” أن يتم إقامة إحتفالية موكب نقل المومياوات الملكية يوم 31 ديسمبر 2020 لأن كل دول العالم تحتفل برأس السنة بطريقة مختلفة ، تسعى كل منها لجذب الأنظار ، إليها .
وأوضح سعد ، أن هذا التوقيت ربما يكون الأفضل فى الفترة الحالية ، معلناً رفضه أن تقام الإحتفالية يوم 25 ديسمبر ” الكريسماس ” للغربيين ، وهي مناسبه دينية عائلية تختلف ايام الإحتفال بها من دولة لأخرى فهناك دول اوروبية تحتفل بعشيه عيد الميلاد يوم 24 ديسمبر و هناك اخرى تحتفل به يوم 25 ديسمبر وهناك دول اسيوية لا تتذكر هذا اليوم و أوروبا الشرقية تحتفل بعيد الميلاد في 7 يناير.
مصر غائبة عن الأحداث السياحية الكبرى من بداية الألفية
وأشار سامح سعد إلى إن لو تم التسويق والترويج لهذا الحدث من الآن لإقامته فى نهاية السنة سيكون له رد فعل ضخم فى الأوساط العالمية ، خاصة وإن مصر غابت كثيراً عن مثل هذه الأحداث الضخمة ، وإن أخر إحتفالية نالت إهتمام العالم كان الإحتفالية بالألفية الجديدة 1999 ، وإتجاه العالم إلى الأهرامات التى جذبت كل وسائل الإعلام العالية وقتها، وإنه يرى أنه من الافضل يكون احتفالات النقل ليله 31 ديسمبر الجارى وينقل علي الهواء للمحطات العالمية مجاناً بدون رسوم لانها ستوفر الملايين من الدعاية لمصر ولمتحف الحضارة الجديد ليضعه منظمي الرحلات ضمن برامج الزيارة عند زيارة القاهرة .
حسن رضوان : التأجيل لـ”مارس 2021 ” الأفضل بعد فعالية مصل كورونا
فيما دعا الدكتور حسن صادق رضوان ، الخبير والمحاضر التسويقى الدولي المحاضر ، العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST ، إلى ضرورة تأجيل إقامة هذه الإحتفالية ، إلى موعد آخر ، ويقترح أن يكون مع بداية الربع الثانى من عام 2021 ، ( أواخر مارس ، أوائل إبريل 2021 ) ليحظى بالإهتمام الذى يليق به ، ليكون دعاية غير مباشرة لمصر فى الخارج ، نظراً للمتابعة الجادة من قبل وسائل الأعلام والمنصات الألكترونية التى ترغب فى نقل هذا الحدث الفريد من نوعه .
يجب تغليب المصلحة العامة على الخاصة
ويؤكد ” رضوان ” إنه يرفض أن يتم إقامة الإحتفالية دون الإعداد الجيد لها ، وإنه يجب أن تحظى أيضاً بإختيار نخبة من الضيوف ذات الجماهيرية وكبار الشخصيات العالمية ، موضحاً أن إقامة هذه الإحتفالية بالشكل السريع ودون تنظيم جيد ، ومن أجل أن تضاف إنجازاً لإندازات الوزير ولتخرج الإحتفالية بشكل ” فطيس ” هذا ما لايقبله أحد مطلقاً ، مشيراً إلى إن يجب أن تغلب المصلحة العامة وصورة مصر على المصلحة الشخصية وصنع الأمجاد دون التنسيق والترتيب الجيد لها .
الإحتفالية فى الوقت الحالى إهدار مال عام
وقال الدكتور حسن صادق رضوان ، إننا لو أقمنا هذه الإحتفالية فى هذا التوقيت الذى ينشغل العالم أجمع بالموجة الثانية لفيروس كورونا وإتجاه العديد من الدول إلى غلق حدودها كإجراء وقائى ، وباالتالى سيكون هذا الإنفاق كأهدار مال عام دون أن يحقق جدواه فى الترويج للسياحة المصرية بشكل عام وللسياحة الثقافية والتاريخية بشكل خاص .