ألم يحن الوقت لترشيح الشيخة مى آل خليفة أمينا عاما لمنظمة السياحة العالمية؟فلقد فازت مملكة البحرين بجائزة مؤسسة أغا خان للعمارة وذلك خلال حفل التكريم الذى أقيم فى مدينة (قازان) . تلقت الجائزة الشيخة مى بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الجائزة عن جهود مملكة البحرين فى “تسليط الضوء على تاريخ صيد اللؤلؤ فى موقع التراث العالمى ضمن باقة من مشروعات احياء المبانى والمواقع التراثية فى حى المحرق بمملكة البحرين ..”. لقد تأسست جائزة أغا خان للعمارة عام 1977 لتنمية الأفكار الرائدة فى عالم المعمار واحياء التراث الإنسانى والحفاظ عليه خاصة فى الدول التى ازدهرت عبر الحضارة الإسلامية العريقة. وتم اختيار مملكة البحرين كواحدة من أفضل المواقع التراثية ضمن عشرون مشروعا دوليا تقدم لنيل الجائزة.
لقد أثمرت جهود الشيخة مى فى تلقى مملكة البحرين العديد من الجوائز والأوسمة الدولية. فلقد أصدر الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية قرارا بتسمية الشيخة مى بنت محمد آل خليفة رئيسةهيئة البحرين للثقافة والآثار (سفيرا خاصا للسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية لعام 2017). وهو تشريف لم يحصل عليه سوى سبع شخصيات دولية تضم ملوك ورؤساء جمهوريات ورؤساء وزارات لتمثيل المنظمة العالمية،وذلك تقديرا لجهود الشيخة مى فى الحفاظ على الهوية الثقافية والتراث الحضارى لمملكة البحرين وهى السيدة العربية الوحيدة التى نالت ذلك التكريم. لقد تمكنت خلال عقدين من الزمان من إنجاز مهام تاريخية أصبحت من معالم مملكة البحرين التراثيةوالثقافيةومصدر فخر واعتزاز للعالم العربى ودول مجلس التعاون الخليجى.
فيعد مركز الشيخ إبراهيمبن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث منبرا للفكر الحر واستشراف المستقبل حيثتعقد ندوات ثقافية أسبوعية تستضيف عمالقة الأدب والفكر والإعلام والإبداع فى العالم العربى. ليس هذافحسب بل عززت تراث البحرين القديم من خلال تطوير عمارة بن مطر التى أصبحت منتدىللفن والنحت والتشكيل ومعلما تاريخيا يسرد وقائع الغوص من أجل جلب اللؤلؤ النادرالثمين الذى اشتهرت به مملكة البحرين منذ قرون خلت زمن حضارات دلمون وتايلوس وأوال حتى تاريخنا المعاصر.هذا إلى جانب ترميم وصيانة عمارة بو زبون التاريخية فى قلب المحرق العتيق.
كذلك طورت البيوت التراثية فى دروب المحرق حيث شيدت بيوتا للحفاظ على التراث التاريخى من أزياء وملابس ومنسوجات وفنون الطهى والطعام التقليدى الذى اشتهر به الخليج العربى. ويستمتع عشاق الموسيقى الشعبية من أهل البحرين ودول الخليج بالموسيقى التراثية التى تعزفها فرقة محمد بن فارس مساء كل خميس .
وإلى جانبإحياء التراث ساهمت فى تـأسيس متحف قلعة البحرين الذى أصبح واحدا من أشهر المعالم الأثرية فىالبحرين الحديثة التى يحرص الزائر الأجنبى على زيارتها وتفقد تاريخها وأثرها الحضارى العريق.لم تقف جهودها عند تجديد التراث وبعث روائع التاريخ القديم بل تمكنت ببراعة من تشييد مسرح البحرينالوطنى بدعم كريم من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.ذلك الصرح الوطنىالذى يعرض على أبناء مملكة البحرين وضيوفها روائع الفن والطرب والموسيقى على مدار العام. ويعد ربيع الثقافة الذى تحتفى به مملكة البحرين من كل عام وساما على صدر المملكة حيثتنظم المعارض الفنية التى يشارك فيها فريق موهوب من الفنانين التشكيليين إلى جانب إبداع الشعراءفى بيت الشاعر الراحل إبراهيم العريض وندوات الصحافة والإعلام التى تعقد بصفة دورية فى دار رائد صحافة البحرين الراحل عبد الله الزايد.
غير أن واحد من أهم إنجازات الشيخة مى الثقافية والحضارية هو تأسيس المركز الإقليمى العربى للتراثوالثقافة الذى يقدم الدعم المادى والمعونة الفنية للدول العربية للحفاظ على أرثها التاريخى العريق ويغطى خارطة هائلة تغطى العالم العربى تمتد من موريتانيا غربا حتى جزيرة سوقطرة فى جمهورية اليمن جنوبا.لقد أثمرت جهود الشيخة مى فى الشروع فى بعث طريق اللؤلؤ التاريخى والذى يعد أحد العلامات البارزة فى تاريخ دول الخليج العربى التى اشتهر رجالها بالغوص واقتناص اللؤلؤ النادر الثمين الذى كانت تسعى بيوت الأزياء العالمية فى أوروبا مثل بيت أزياء CARTIER وخبراء صياغة الحلى والمجوهرات للحصول عليها لتزيين تيجان ملوك وملكات أوروبا منذ مئات السنين.
كللت جهودها بالنجاح وحصلت على دعم المنظمات الدولية مثل المركز الدولى لدراسة وترميم وصيانة الآثارICCROM وكذلك المجلس الدولى للمواقع الأثرية ICOMOS إلى جانب مباركة منظمة اليونسكو بطبيعةالحال للمشروعات الأثرية والتراثية والثقافية فى مملكة البحرين والخليج.ساهمت فى نشر تراث وحضارة البحرين عن طريق المعارض الدولية التى أقيمت فى المتاحف العريقة بمدينة (سان بيتسبرج) بروسيا وكذلك المشاركة فى المعرض الدولى بميلانوMILANO WORLD EXPOحيث حاز جناح مملكة البحرين على عدة جوائز قيمة وشهادات تقدير دولية.
ولما كان عام 2017 هو العام الدولى للسياحة المستدامة من أجل التنمية فلقد ساهمت التنمية الثقافية والفنية فى مملكة البحرين فى جذب أعداد هائلة من التدفقات السياحية التى تشهدها البحرين حاليا حيث ارتفعت نسب الإشغال الفنادق السياحية ونمو الإيرادات إلى جانب الأسواق التجارية التى تزدحم بالزوار والسائحين والوافدينإلى مملكة البحرين برا وبحرا وجوا. جدير بالذكر أن هيئة البحرين للسياحة والمعارض قد شرعت فى تنفيذ إستراتيجيتها الرائدة التى انعكست فى جذب الاستثمار الأجنبى لمملكة البحرين لتشييد الفنادق الفاخرة إلىجانب مشروعات الترويح والمنتجعات السياحية. فيصاحب ربيع الثقافة الذى يقام كل عام مهرجان الأطعمة FOOD FESTIVAL الذى يجذب جمهورا غفيرا يستمتع بتنوع فريد من الأغذية المحلية والمأكولات العالمية فى جو من المرح والفرح والمودة على ضفاف خليج البحرين.