أعلنت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، بدء تطوير محمية سيوة الطبيعية؛ لتصبح واحدة من أهم مقاصد السياحة البيئية على مستوى العالم، وذلك في إطار توجيهات رئاسة مجلس الوزراء بمتابعة تطوير المحميات الطبيعية وإدارتها وفق النظم العالمية؛ لتحقق الحفاظ على الموارد الطبيعية مع تعظيم فرص التنمية الاقتصادية والترفيهية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال جولة وزيرة البيئة التفقدية، اليوم الجمعة، بمحمية سيوة الطبيعية؛ لمتابعة خطة التطوير والترويج للسياحة البيئية بالمحميات الطبيعية في مصر، بحضور الفريق المسؤول عن التطوير وخبراء السياحة البيئية بالمحميات الطبيعية.
وأكدت وزيرة البيئة أن خطة تطوير محمية سيوة تستغرق فترة زمنية تتراوح بين 12 و18 شهرا، وتمويل يتراوح بين 50 إلى 70 مليون جنيه، من أجل إحداث نقلة نوعية حقيقية تكون فيها محمية سيوة رمزا للسياحة البيئية والعلاجية، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص وشركاء العمل البيئي والمجتمع المحلي، والذي تحرص الوزارة على إشراكه لأنه أساس عملية التطوير وأحد العناصر الهامة للحفاظ على الثراء البيئي والثقافي بالمحميات والترويج لمنتج فريد للسياحة البيئية بمصر.
وأشارت إلى قيام الوزارة اليوم بطرح مجموعة من المحميات على الموقع الإلكتروني الرسمي لها، وهى محميات (الفيوم والغابة المتحجرة ودجلة) للقطاع الخاص؛ لتقديم خدمات بها والاستثمار فيها.
وأشارت إلى أن ملامح التطوير تشمل تعديل اللوائح والتشريعات، إذا كانت تحتاج لإصدار قانون معين لضبط أنشطة معينة للحفاظ على التنوع البيولوجي مثلما حدث في تنظيم الأنشطة بشرم الشيخ، كذلك إشراك القطاع الخاص والجهات المعنية من أجل حماية الموارد الطبيعية كجزء لا يتجزأ من كافة الأنشطة والقطاعات، وبما يجعل حماية البيئة فرصة ومنحة للمجتمع؛ من أجل التنمية مع التصالح مع الطبيعة والحفاظ على مواردها والاستمتاع بها في ذات الوقت.
وأوضحت فؤاد أن مصر لديها العديد من المحميات الطبيعية منتشرة في كافة ربوعها منها محميات البحر الأحمر وجنوب سيناء، وما تزخر بها من شعاب مرجانية وكائنات بحرية فريدة، إلى جانب محمية سيوة، والتي يظهر فيها تنوعا مميزا بين الزواحف والنباتات والحفريات والماء والملح، مؤكدة أن الوزارة تعمل على استراتيجية متكاملة للترويج عالميا للسياحة البيئية، وما تمتلكه مصر من ثروات فريدة على مستوى العالم.
في سياق متصل، عقدت وزيرة البيئة، اجتماعا مع العاملين بمحمية سيوة؛ للوقوف على كافة الاحتياجات والاقتراحات الخاصة بتطوير المحمية باعتبارهم جزءا أساسيا من المحمية وأساس العمل بها، ولابد من الاهتمام برفع كفاءة العنصر البشري، كما أن 97% من العاملين بالمحمية من المجتمع المحلي في سيوة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى جهود مصر كرئيس للمؤتمر الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، حيث تم الانتهاء من وضع أول مسودة لخارطة طريق عالمية في ظل الظروف الاستثنائية، التي يعاني منها العالم خلال أزمة انتشار فيروس “كورونا”، تضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية في العالم وخاصة إفريقيا وتطرح أساليب الدعم المالي للمشروعات الخاصة بالتنوع البيولوجي، من خلال الدول المتقدمة، وإشراك كافة شركاء العمل البيئي والمجتمعات المحلية وجار حاليا مناقشتها والاستقرار عليها.
جدير بالذكر أن محمية سيوة تم إعلانها محمية طبيعية عام 2002، وتعتبر من المناطق الغنية بالمقومات السياحية المتميزة منها (سياحة الآثار – السياحة العلاجية – سياحة السفاري – والسياحة الصحراوية) نظرا لما تتمتع به المنطقة من وجود مناطق أثرية متميزة مثل معبد الإله آمون وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر، وجبل الموتى بمنطقة الدكرور والمقابر الأثرية من العصر الروماني والتي بها مجموعة من العملات والحلى الأثرية، كما توجد منطقة “دهيبة” التي تضم المقابر المنحوتة في الصخر وأيضا منطقة “خميسة” وتضم مجموعة من المقابر ترجع إلى العصر اليوناني.
ويتمثل التنوع البيولوجي في منطقة سيوة بوجود أكثر من 40 نوعاً من النباتات البرية، التي تشمل أنواعا طبية ورعوية وغيرها من النباتات؛ لتثبيت الرمال، كما أن بعضها ذي أصول وراثية مهمة، علاوة على حطيات أشجار السنط والأتل، وكذلك حوالي 28 نوعاً من الحيوانات البرية، ومنها أنواع نادرة مهددة بالانقراض مثل الضبع المخطط والغزال المصري والغزال الأبيض والثعلب الأحمر وثعلب الفنك وأيضاً 32 نوعاً من الزواحف وحوالي 164 نوعاً من الطيور، بالإضافة إلى أعداد كثيرة من اللافقاريات والحشرات.