تعد السياحة واحدة من أهم القطاعات بالنسبة لدول العالم المختلفة، وذلك لأهميتها الإقتصادية وتأثيراتها الإجتماعية والبيئية.
إن صناعة السياحة والسفر تساهم بدور كبير فى النمو الإقتصادي، وتخلق العديد من فرص العمل المباشرة والغير مباشرة،.
حيث يساهم قطاع السياحة والسفر فى توظيف مئات الملايين من الأشخاص حول العالم، هذا بالاضافة الى الدور الفعال لصناعة السياحة والسفر فى تعزيز السلام وتحقيق التنمية الإجتماعية للمجتمعات المضيفة.
وفي ظل اهتمام منظمة السياحة العالمية بتنمية سياحة مسئولة ومستدامة، فقد أصدرت المدونة العالمية لآداب السياحة Code of Ethics، والتى تنص علي الحق في السياحة وحرية انتقال السائحين مع التركيز علي أهمية السياحة للمجتمعات المحلية واحترام الثقافات المختلفة.
فالسياحة تسير وفقاً لمباديء اخلاقية تضمن حقوق جميع المستفيدين وتنظم العلاقة بينهم.
وقد ظهر مصطلح السياحة الميسرة (Accessible Tourism) تماشياً مع تطور أساليب ومناهج السياحة ليشير إلى تكيف البيئات والمنتجات والخدمات السياحية لتحقيق سهولة الوصول، والاستخدام والاستمتاع من قبل جميع المستخدمين بغض النظر عن اختلافاتهم وقدراتهم، لتشمل كل من يواجه تحديات أو معوقات تحد من عملية التنقل من منطقة لآخري بغرض السياحة، فالسياحة الميسرة تطبق وفقاً لأسلوب علمي يركز علي إزالة الحدود والمعوقات من أمام الجميع وتمكينهم مما يضمن لهم حرية وسهولة الانتقال والمشاركة والاستمتاع بالتجربة السياحية وفقاً لمقاييس عالمية.
ولقد اتفق خبراء السياحة على أن المقاصد السياحية يجب ان توفر خمسة عناصر رئيسية (5 A’s)حتى تحقق توقعات السائحين وبالتالى يقوموا بترشيح زيارة المقصد إلى اقاربهم واصدقائهم للاستمتاع بتجربة سياحية متميزة، وتشمل هذه العنصر ما يلي:
(سهولة الوصول والانتقال من وإلى الدولة وداخلها، الإقامة، مقومات الجذب السياحي، الأنشطة، والتسهيلات).
وهذه العناصر الرئيسية يجب تطويعها وفقاً لمقاييس عالمية لتمكين الاشخاص ذوي القدرات الخاصة من القيام بالنشاط السياحى والاستمتاع بتجربة سياحية فريدة.
كما قام مجموعة عمل من المهندسين المعماريين ومصممي المنتجات وباحثي التصميم البيئي، بقيادة Ronald Mace في جامعة ولاية كارولينا الشمالية بتطوير المبادئ السبعة للتصميم العالمي في عام 1997، حيث كان الغرض من هذه المبادئ توجيه تصميم البيئات والمنتجات والاتصالات لتكون جمالية وقابلة للاستخدام إلى أقصى حد ممكن من قبل الجميع بغض النظر عن عمرهم أو قدرتهم، تتمثل المبادئ السبعة فى:
المبدأ 1: الاستخدام العادل : بمعني ان يكون التصميم مفيد وقابل للتسويق للأشخاص ذوي القدرات المتنوعة مع ضمان الخصوصيه والأمان والسلامة على قدم المساواة لجميع المستخدمين.
المبدأ 2: المرونة في الاستخدام:بما يضمن توفير القدرة على التكيف مع وتيرة المستخدم.
المبدأ 3: استخدام بسيط وبديهي :يكون من السهل فهم استخدام التصميم ، بغض النظر عن خبرة المستخدم أو معرفته أو مهاراته اللغوية أو مستوى التركيز الحالي.
المبدأ 4: المعلومات الملموسة: ينقل التصميم المعلومات الضرورية بشكل فعال إلى المستخدم ، بغض النظر عن الظروف المحيطة أو القدرات الحسية للمستخدم عن طريق استخدم اساليب مختلفة (تصويرية ، لفظية ، ملموسة) لتقديم المعلومات.
المبدأ 5: التسامح مع الخطأ: حيث يقلل التصميم من المخاطر والعواقب السلبية للأعمال العرضية أو غير المقصودة ويعمل علي تقليل المخاطر والأخطاءو تقديم التحذيرات المناسبة.
المبدأ 6: الجهد البدني المنخفض:يمكن استخدام التصميم بكفاءة وراحة وبأقل قدر من التعب.
المبدأ 7: الحجم والفضاء للنهج والاستخدام:يتم توفير الحجم والمساحة المناسبة للاقتراب والوصول والاستخدام بغض النظر عن حجم جسم المستخدم أو وضعه أو حركته.
وفي مصر، تسعى وزارة السياحة والآثار إلى طرح أنماط جديدة من السياحة تتناسب مع احتياجات السائحين من اجل زيادة معدلات الحركة السياحية الوافدة واتاحة السياحة لكافة افراد المجتمع عن طريق إدخال نهج السياحة الميسرة إلى مصر والعمل على تيسير الحركة أمام ذوي القدرات الخاصة من خلال الاهتمام بتهيئة االبيئة الملائمة من حيث البنية التحتية، وتوفير التدريب المناسب للعاملين في القطاع السياحي من اجل استقطاب هذه الشريحة.
ولذلك فقد تم افتتاح مسار خاص لذوى الاحتياجات الخاصة من المكفوفين بالمتحف المصرى بالتحرير، وذلك لتعريف القطع الأثرية الموجودة في هذا المسار بطريقة برايل، وأيضاً أجهزة الصوت الإلكترونية، إضافة إلى معبد الكرنك بالأقصر، الذى يعتبر أول موقع أثرى فى مصر مفتوح وممهد لاستقبال زائريه من ذوى القدرات الخاصة.
كما انه يوجد في مصر العديد من الفنادق المؤهلة لذوي القدرات الخاصة، هذا وقد اعلنت وزارة السياحة والآثار، وغرفة المنشأت الفندقية عن معايير جديدة لتصنيف الفنادق.
وقد تم مراعاة وضع اشتراطات خاصة لذوي القدرات الخاصة يضاف الي ذلك ان وزارة السياحة والآثار، وقد قامت بعقد عدد من الدورات التدريبية لتأهيل المرشدين السياحيين على شرح المعالم الأثرية بلغة الإشارة.
كما قام قطاع المتاحف بتفعيل الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف والتي من خلال خطة عملها انشأت قسم للتربية المتحفية لذوي الإحتياجات الخاصة بداخل كل متحف تابع لقطاع المتاحف التابع للمجلس الأعلى للآثار بوزارة السياحة والآثار، والتي قامت بتدريب السادة المسئولين عن تلك الأقسام، والتي بدورها تعمل على رفع كفاءة المتاحف لاستقبال الاشخاص من ذوي الإعاقات المختلفة.
فعلى سبيل المثال:تم الانتهاء من كافة الاعمال بمتحف المركبات الملكية ببولاق، وتم عمل الطرق الممهدة (رامب) بالمتحف الآتوني وكفر الشيخ وقرب الانتهاء منها بالمتحف اليوناني الروماني، كما تعمل على تخصيص دورات مياه يتم تأهيلها، لتخدم الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية وكبار السن،. وتقوم بعمل مسار للزيارة لذوي الإعاقة البصرية مع عمل بطاقات شرح بطريقة برايل، ولوحات إرشادية بلغة الإشارة مثل متحف المركبات الملكية بالقاهرة، بالإضافة لترجمة العديد من الفيديوهات التعريفية والخاصة بالورشة الفنية بلغة الإشارة للأشخاص ذوي الاعاقة السمعية.