أخبارسياحة وسفر

” محمد فتحى ” يكتب لــ” المحروسة نيوز ” عن : السياحة الترفيهية ” كنز” لايقاوم ولا يجب التفريط فيه .. فهل من مجيب؟!!

في يوم 14 سبتمبر، 2020 | بتوقيت 10:11 صباحًا

السياحة الترفيهية  القوى الناعمة التى تجذب ملايين السائحين وتدر ملايين من العملات الصعبة فى عصب الاقتصاد.

نعم أنها الحقيقة ..فالسياحة الترفيهية هى أكبر قوى ناعمة تدر مليارات من الدولارات وتسقطب الملايين من السائحين على أصحاب الأفكار الترويجية و الترفيهية .

وكلنا نعلم أن مصر بها كل مقومات النجاح من شواطئ وقاعات إحتفالات و أكبر متخصصين فى عالم الإبهار من صوت وإضاءة وألعاب نارية وغيرها من المتخصصين فى إدخال البهجة والإبهار على جميع الإحتفالات ، ..مما يعنى أن السياحة الترفيهية وكما سبق  فى أوقات ماضية تنجح فى العبور بصناعة السياحة إلى حدود وآمال وتطلعات أكبر مما نتوقع ونحلم بها حال تقديم كل التيسيرات والتسهيلات لها ، إقناع القائمين والمسئولين بقيمتها وأهميتها ، إذا علمنا أن الترفيه بكافة أنواعه  فى حد ذاته له ميزانية تفوق ميزانيات أمور  أخرى فى حياتنا.

فمصر تملك كل أدوات النجاح و التقدم والتفوق فى هذا النمط الأكثر إنفاقاً  على مستوى العالم .. فبلادنا والحمد لله تتمتع بإنها تضم وتحتضن أكبر الفنانين فى عالمنا العربى ،و يعشقها كل نجوم الفن فى العالم ،ويحلم كل منهم بالوقوف بالغناء أمام الأهرامات أو المناطق السياحية المصرية ذات الصيت العالمى.

فلماذا التقصير فى هذا المجال والنشاط السياحى الهام ؟!..ولما الإهمال فيه والذى كان وراء إتجاه ” الصنايعية ” المحترفون المتخصصون  فى هذا المجال إلى هجرة مصر ، وإتخاذ دولاً أخرى منصة لإقامة هذه الحفلات والمهرجانات والمناسبات المتعددة والمختلفة والمتنوعة بالخارج ، وبالتالى نتحسر على ضياع الملايين من العملة الصعبة على اقتصاد مصرنا الحبيبة ؟!.

إننى اتحدث هنا عن السياحة الترفيهية ، والتى يُعد أهم نشاطها هو الحفلات الفنية،  والتى تُعتبر أكبر عامل  جذب سياحى وأعلى دخل فى إقتصادنا ، ويمكن أن يتحقق المليارات من الدولارات  فى أيام قليلة لو وجدنا من  يضعها فى مكانها الصحيح.

وتعالوا نتعرف على تجربة واقعية وعلى مرأى ومسمع من الجميع ، وهى فكرة (تمورو لاند ) فى بلجيكا والتى قامت بها شركة ترفيه هولندية فى عام 2004 ، وهى قائمة على تنظيم  مهرجان موسيقى لمدة ثلاثة أيام يستقطب السائحون من جميع أنحاء العالم ، ويتم طرح التذاكر إلكترونياً عبر الموقع  المخصص للمهرحان قبل موعد إقامته  بستة أشهر على الأقل ،وبمجرد الإعلان عن الطرح،  ما هى إلا سويعات قليلة وتنفذ التذاكر بمختلف قيمتها ومستوياتها ، ويواجه المنظمون سيل من التساؤلات والإستفسارات من أجل طرح المزيد من التذاكر حتى يمكن لأناس أخرون لديهم الرغبة فى الحضور والمشاركة .

وبنطرة إقتصادية بحته دعونا نتعرف بالأرقام  كيف ساهم هذا المهرجان فى جذب الألاف من سائحى العالم إلى بلحيكا ، وحصد الملايين من العمله الصعبة ،فى ايام قليلة  واليكم الأرقام

فى عام 2005                                                                               9000  سائح

فى عام 2006                                                                              16000 سائح

فى عام 2007                                                                              50000 سائح

فى عام 2008                                                                              90000 سائح

فى عام 2010                                                                              120000 سائح

فى عام 2011 الى 2013                                                             180000 سائح

ثم من 2016  حتى الأن                                                                400000 سائح

نعم 400 ألف سائح يفدون من العالم بأسره فى ثلاثة أيام ، وبلغ سعر تذكره الحفل 419 دولار بخلاف الإقامة و الطعام و المشروبات و غيره .

وبحسبه بسيطه نعرف أن قيمة التذكرة 419 × عدد الوافدين  400000 = تكون المحصلة 167600000 دولار ، بالفعل إيرادات التذاكر فقط بلغ  167.6 مليون دولار، هذا بخلاف الرعاه وتأجير المطاعم والكافيتريات وخلافه وتقريبا يتحمل الرعاه جميع أجور الفنانين وجميع التجهيزات الفنية، وجميع الفنادق بمختلف مستوياتها ودرجاتها فى هذا الأسبوع ترفع لافتة كاملة العدد ،وكذلك المطاعم وحالة من الرواج  والإنتعاش  الإقتصادى يصيب جميع الأنشطة المرتبطة بها أى الحصيلة الإجمالية قد تقارب من نصف مليار دولار فى ثلاثة أيام.

إنها الفكرة ياساده ..ولكن تحتاج الإهتمام من الجميع .. فهل صعب علينا أن نقيم مثل هذه التظاهرات والمهرجانات الفنية والموسيقية؟!!.بالطبع لا!!,

لذا فإننى أطالب بضرورة وضع السياحة الترفيهية فى مكانها الذى تستحقه فى لها من أهمية مايمكنها أن تفوق أنماط سياحية أخرى بما فيها الشاطئية التى باتت تعتمد على  سائحى ذو مستوى إنفاق متدنى ، والحروب دائرة لضرب الأسعار فيما بين الشركات والفنادق ، والسياحة الترفيهية فى حد ذاتها تعتمد فى الأساس على السائحين ذوى الإنفاق المرتفع  الراغبين فى المتعه ومتابعة نجومهم وحفلاتهم.

 فما هى الموانع التى تدعنا لانضع السياحة الترفيهية فى وضعها الصحيح ، فماذا لا تجد من يهتم بها مثلما كان من قبل ،  فنحن  نملك من المقومات والإمكانيات ما يجعلنا  نملك دفة هذا النشاط على الأقل فى المنطقة العربية وجنوب أوروبا ؟!.

ولن نستورد خبراء من الخارج ليضع لنا ” ماستر بلان ” لهذه الحفلات ، فكما قلت لدينا من المقومات البشرية التى أثبت تميزها فى هذا النشاط على المستويين العربى والدولى من منظمين ومهندسين للديكور والصوتيات والمرئيات متخصصون فى هذا المجالات والمجالات الأخرى المساعدة  لها ، للأسف الشديد يستعين بهم الخارج لإقامة مهرجانات وتفاعلات ضخمة وكبيرة ،  فى تطبيق واضح للقول المعروف ” لا كرامة لنبى فى وطنه “.

إننى أرى إهتماماً من قبل القيادة السياسية لإعادة مصرنا لريادتها فى كافة مناحى الحياة على المستويين الأقليمى والدولى ، وبالتأكيد تأتى صناعة السياحة  فى بؤرة الإهتمام الرئاسى والدليل إقامة مشروعات سياحية ضخمة فى العديد من المناطق الجديد مثل جبل الجلالة والعلمين والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرهم، وحرص قيادتنا السياسية على إزالة كافة المعوقات التى تحد من إنطلاق السياحة المصرية وتقديم الدعم الكامل لها ، وهو ما يدعوننى إلى أهمية وضع السياحية الترفيهية بمتخلف أنشطتها تحت المجهر وبؤرة الإهتمام ، لإننا جميعاً نسعى وننشد أن تعود مصرنا الحبيبة لتنال حقها الطبيعى كما كانت من قبل فى كافة المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والرياضية والسياحية والزراعية ليعود إيرادات هذه القطاعات بالنفع على  إقتصادنا وعلى الإرتفاع بالمستوى المعيشى للمواطن وإرتفاع قينة الجنيه أمام سلة العملات وتكوين إحتياطى ضخم من العملات الأجنبية .

فالسياحة بشكل عام.. والترفيهية بشكل خاص كنز لايقاوم وأكبرداعم للإقتصاد العالمى فهل من مجيب؟!!

 

كاتب المقال

محمد فتحي

عضو مجلس اداره غرفه المنشات والمطاعم السياحية

رئيس لجنة السياحة الترفيهية بالغرفة

“محمد فتحى “يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” ويطرح تساؤل : لمصلحة من إغتيال السياحة الترفيهية ” القوة الناعمة ” لمصر وفقدان عوائدها ؟!