آثار ومصرياتالمنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (7)

في يوم 30 أغسطس، 2020 | بتوقيت 7:42 مساءً

من المشاكل التاريخية التي أوقعنا فيها المؤرخ مانيتون بانه قال (بان المصرى القديم كان عابدا للحيوان)  وكان اول من يطلق هذا في التاريخ المصرى القديم بأكمله،ولم نسمع مثل هذا في اى نص مصري سواء كان نصا معبديا او نصا جنائزيا.

وهذا ما اعجب به البطالمة وكذلك الرومان مما دفع بالمؤرخ الرومانى الشهير (سيسرو) يقول نصا (ان المصرى يستحق على ذلك الاحتقار بل ويكون موضع احتقار لانه كان عابدا للحيوان)

فهل سأل الفيلسوف سيسرو نفسه هل كان المصرى فعلا عابدا للحيوان ام هذا ناتج الفكر البطلمى؟.. وهل درس سيسرو جذور الديانة المصرية القديمة؟؟ وغيره الكثيرين فى العصر الرومانى والعصر المسيحى وكلهم اتهموا المصريين باشياء لم تكن فى خلد المصرى القديم على الاطلاق.

الا يكفى يا مانيتون ما قلته عن فكرة الثالوث ثم تاتى وتقول باننا كنا عابدين للحيوان،واستشهد بذلك بعبادة الكبش مثلا وخاصة آنذاك في الإسكندرية بدات فكرة عبادة سيرابيس وغيره من الالهة العجل وفى منف أيضا.

وزاد الطين بله بان يقول البطالمة بانه هناك كاهنا مصريا كان يدعى (ابولونيوس) في عام 300 ق.م. وكان اول من يتحدث عن العجل ابيس وعقيدته،وهنا أسال المؤرخين هل هذا كان اسما مصريا أصلا؟؟ واتحدى العالم كله قديمه وحديثه بان يثبتوا لى بانه منذ عهد الملك مينا حتى عهد  الملك ابرس في الاسرة 26 بان العجل ابيس كان معبودا في مصر.

ولكن هناك نصوص تحدثنا عن مصارعة الثيران والتي قام بها الملك ابريس نفسه كاخر ملك يقوم بهذه الطقسة في التاريخ المصرى،وهل يعنى ذلك بانه كان عابدا لهذا العجل؟؟

يبقى على هذا المنوال كل مصارع ثيران في اسبانيا (الماتادور) يبقى عابدا لهذا الثور؟.. مش كده ولا ايه؟ .. ولا تنسوا جميعا الإجابة على سؤال التحدى الذى كتبته ههنا.

فالمصارعة تدل على القوة سواء صارع ام لم يصارع،اما القدسية فلقد نوهنا عنها من قبل في كتابى جذور الحضارة المصرية القديمة.

ونعود الى مقوله مانيتون وخاصة في فكرة (عبادة الكبش) منذ القديم من الزمان،ونقول له يا سيد مانيتون،ان الكبش معروف فى الحضارة المصرية منذ القديم من الزمان لانه كان رمزا للاله امون منذ ان كان الاله المحلى لطبية او عندما كان الاله الرئيسى فى عصر الدولة الحديثة.

فهو مجرد رمز لا اكثر من ذلك مثل الكثير من الربات والرموز المصرية وكما في دراسة التاريخ.فلماذا تقول انت يا مانيتون بانه كان من الحيوانات المقدسة في مصر القديمة؟.. وهل وجدت مثلا معابد له في الدولة القديمة او حتى الحديثة؟؟ ومما قاله بالنص (ان عبادة الكبش كانت معروفة فى مصر منذ بداية الاسرة الثانية ومن قبل العجلين ابيس ومنفيس)

فالرمزية كانت شيئا هاما في الحضارة المصرية ولكن هذا لا يدل على العبادة قط،فمثلا اليوم فى عصرنا الحديث نحتفل مثلا بسيدنا الحسين وهو مقره فى القاهرة ولكن هناك من اهل اسوان يحتفلون به،فهل معنى ذلك باننا عابدين لسيدنا الحسين؟.

 فهو رمزا او وسيط لا اكثر ولا اقل.هذه الوسيطة التي حرمها الإسلام تماما ولكن ماذا نفعل في عقول المصريين أمثال هؤلاء.

ثم من ناحية أخرى نجد التهليل الكامل في العصر البطلمى للكبش منديس،وفرحة مانيتون بذلك وأيضا كهنة امون على أساس انه الكبش الرمز للرب امون،وهذا لم يكن بفكرهم هم بل للاحداث التي جرت من حولهم والتي جعلتهم مثل علماء الفتنة.

ولا ننسى من قبل هذا العصر البطلمى عاش المصريين لاكثر من قرنين من الزمان  تم فيه انجاب على الاقل خمسة اجيال كاملة بعيدين تماما عن الفكر الدينى والشعائر الدينية الاصيلة،حتى الكهنة كانوا يعيشون تحت وطأة الاحتلال الفارسى فنسيت الاجيال الجديدة العقيدة القديمة تماما.

ولاننسى ان الشعب المصرى فى لبه الفكرى عاشقا لشىء اسمه الدين ولذلك وجدوا مرتعهم فى العصر البطلمى وخاصة كهنة امون وفرحوا بمسالة توفيق الاوضاع.

وكان البطالمة اكثر منهم ذكاءا لانهم اتخذوا كل الالهة المصرية فى توفيق الاوضاع ماعدا بعض الالهة الاغريقية والتى كانت تخص الاغريق فقط وخاصة فى مدينة الاسكندرية.

وهذا هو التحليل الطبيعى للمجتمع المصرى والذكاء البطلمى،حتى ضاع كل ذلك وتحطم على يد الرومان وخاصة انهم كارهين للبطالمة بصفة عامة ولاخر ملكة على مصر وهى كليوباترا،ومع وقوع مصر تحت وطأة الاحتلال الرومانى انتهى الدين تماما حتى ظهور العصر المسيحى ثم عصور الاتهاض وهكذا.

وهنا أقول فكرة أخرى اكثر احتراما وهى،لماذا لا نقول الان بان المصرى القديم كان مهتما بالحيوان ومحبا للحيوان وخاصة انه يحرث له ويعمل على حمل امتعته بل وياخذ منه الغذاء مثل اللبن واللحم وكلها اشياء راقية الفكر وان الموضوع ليس له علاقة بالعبادة على الاطلاق.

واليوم فى العصر الحديث نجد جمعيات عالمية تعمل من اجل الحيوان وحمايته من الانقراض وما الى اخره من اهداف جمعيات الرفق بالحيوان،ولايمكننا ان نقول بان كل هؤلاء الان من عبدة الحيوان؟.. ولدينا مثل الان وهو حب الشاعر الانجليزى (كيتس) المحب بجنون بطائر الكروان ولدرجة انه كتب فيه الشعر بل قصائد كاملة،فلماذا لا يقول الانجليز بان كيتس عابدا لطائر الكروان؟.

ثم اليوم ايضا فى عصرنا الحديث الم نجد مواطنين عادين يهتمون بالحيوان وعند موته يقومون بدفنه فى مقابر خاصة او معهم فى المقبرة،فماذا نقول عن هذا ايضا يا اصحاب العقول؟.

وقبل ختام هذا المقال البحثى اريد تناول ثلاثة نقاط  هامة على سبيل المثال لا الحصر للتاكيد على كلامى هذا من الناحية التوثيقية ولتكون دراسة مقارنة بين الفكر البطلمى وبين حقائق منسية فى التاريخ المصرى القديم الخاص بجذور الديانة والعقيدة المصرية القديمة.

ومنها مثلا الربة حاتحور والتي تغالى بها البطالمة وكذلك الرب حابى ولكن هذا يكون موعدنا مع المقال القادم باذن الله

كاتب المقال

الباحث الآثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (6)

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (6)

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (6)

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (6)

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (6)

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (6)

   

مقالات ذات صلة