آثار ومصرياتمنوعات

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (6)

في يوم 23 أغسطس، 2020 | بتوقيت 1:00 مساءً

وفى هذا المقال نواصل بعضا من اقوال مانيتون والتي  تمسك بها القديم والحديث في ارائاهم حول العقيدة المصرية القديمة،وهى اقوال خاطئة بكل المقاييس،ولنتبع بعضا منها ههنا.

أولا- كلامه عن خلق العالم (شو وتفنوت) فيقول:لم يكن إلا ماء وضباب،ولم تكن الحياة،ولم تكن النباتات،طبقتان متلاصقتان من المياه بينهما فاصل فضي من النور،أسفله من المياه الذي هو (نون) المحيط الأزلي،مياه وظلمة.

فالشمس لم تكن قد تكونت بعد،وعلى سطح المحيط الأزلي نون طفت بيضة ذهبية في حجم ألف بيضة من بيض النعام،

ثم حدث انفجار هز الكون كله،وانفجرت معه تلك البيضة التي طفت على سطح نون،وخرج (أتوم) من تلك البيضة،ليدفع بالطبقة العليا إلى العلا، فارتفعت وانفتقت عن الطبقة السفلى التي هي البحار

لكن الظلمة كانت لا تزال مسيطرة، حتى عطس أتوم يوماً (شو) فظهرشو رب الفضاء،ثم تفل أتوم،أي بصق، فكانت (تفنوت) ربة الندى ظل أتوم في الظلمة مراقباً لـ تشو وتفنوت،فقرر تزويجهما،فحملت تفنوت لا تسعة أشهر بل ألف عام حتى أنجبت ابنتها (نوت) لتصبح سيدة السماء،وابنها (جب) أصبح جسد الأرض

وتتابع القصة لنجد أنه أعجب أتوم بقدرته على التزويج،حتى أمر أتوم المتزوجين بأن ينسلوا،وأمر نوت سيدة السماء أن ترفع سماءها بعيداً عن سطح النون،لتتضح زرقتها بعد قتامتها،حيث لم يكن ليل ولا نهار.

 فاستجابت نوت لكلمات أتوم،حينها تجلت المصابيح في الظلمة وأصبح النور والنهار،فكان الصباح وكان المساء.

وخرج رع وقال:أنا (رع) صارت لي الكلمة،وسحبها من أتوم،ومنذ ذلك الوقت صارت الكلمة لرع ليتوارى أتوم.

وهنا نسال السيد مانيتون هل توارى الرب اتوم طوال التاريخ المصرى؟ هل كنت على علم بنظرية الخلق او التي اطلق عليها الاغريق لفظ (تاسوع هيلوبليس) وما اكن دور اتوم في الخليقة وهو اتلذى بنفسه خلق الشمس قبل شو وتفنوت،لانها كانت اول الخليقة!!

ثم ما تللك الخرافة التي افسدت بها عقول الكثير قديما وحديثا حيث قال اتوم ((لقد وضعت العضو الذكرى في قبضتى واستمتعت جنسيا فولدت شو تفنوت)) ففي اى نصا أصلا وجدت هذا الكلام يا مانيتون.

مع انه في اصل القصة المصرية أصلا انه خلق شو وتفنوت من فمه وليس عن طريق عضوه الذكرى،

فتلك الأفكار الدخيلة في العقيدة المصرية كانت من نتاج الفكر البطلمى التي درست في معاهده وعقت البطالمة يمكن اكثر من مصريتك يا سيد التاريخ.

ثم من ناحية أخرى فان الرب اتوم لم ينوارى قط.وهناك بردية هامة محفوظة في متحف بروكلين (بردية العصر المتأخر) وتروى هذه البردية نظرية الخلق واتوم ولم نجد لفظك هذا في الترجمة على الاطلاق.

كما ان اتوم لم توارى على الاطلاق،بل كانت له علاقة بالملك طوال التاريخ المصرى حتى في العصر المكـاخر وكما تقول هذه البردية،

ودوره الكبير السنوي في (عيد بداية العام) والذى يعاد بالتأكيد على دور الملك المصرى وتجديد النشاط كل عام والاحتفال سنويا بهذا العيد.

وتشير هذه البردية أيضا بان الرب اتوم اخذ لقب لم يذكر كثيرا في تاريخ الالهة المصرية وهو (أبو ملك مصر) ذلك اللقب الذى وضعه العلماء الحديثون في صفاتن الرب حورس،متناسيين أصلا بان هذا اللقب كان في الأصل لاتوم.ثم ان حورس ما هو الا حفيد اتوم وكما في الأسطورة المصرية القديمة.

وكذلك في (كتاب الموتى) وخاصة في الفصل 148 نصا يقول (رغبة المتوفى في ان يكون بالقرب من اتوم حتى تكتسب منه قوته)

وكذلك نصا اخر يقول (وليجعله قوياً بالقرب من آتوم) وفى العصر المـاخر الذى كتب فيه هذه البردية تم ذكر بعضا من التمائم على شكل سحلية وكانت رمزا للرب اتوم.

وفى ذلك العصر تم العثور على الكثير من التمائم تعلق في دلالية على صدور النساء وهذه التمائم كانت على شكل سحلية وهى رمزا للرب اتوم.

كما ان اتوم ارتبط بالعديد من الارباب المصرية مثل الربة (رنبت) وقد مثلت على هيئة امرأة تحمل علامة السنة على رأسها،تجسيدا لعلامة السنة.وكذلك الرب(سوبك) وكان احد الارباب الازلية وقد مثل في صورة انسان برأس تمساح.

وهذا ليس له علاقة بان المصرى القديم كان عابدا للحياون كما ادعيت انت لان هذا ليس صحيحا على الاطلاق في النصوص المصرية القديمة،ولنا شوطا في هذا الامر باذن الله مع المقال القادم.

كما ان الرب اتوم كانت له عبادة خاصة في مناطق الدلتا قيدما وقبل ان يتوحد مع الاله رع وكما كتبتم في فكركم البطلمى للأسف الشديد.

وكان يعتبر (رب الارباب) وهو الذى خلق الشمس عندما كان الكون كله في ظلمة شديدة،

وكان يعتبر من اقدم المعبودات المصرية في تاريخ الارباب المصرية.ثم ان الخلق يا مانيتون كان عن طريق التفل او العطس وليس عن طريق المنى والجنس.

ثم ان الكثير مما كتبته انت عن الاساطير المصرية اتخذها اليهود منك وكتبوا اسطيرهم،

وفى ذلك جدال كبير بين الاساطير المصرية الاساطير اليهودية والتي بعضا منها كتب في اسفار العهد القديم،

كما كتبت انت في (الجبتانا) والتي نقدك فيها يوسيفوس عن طريق كتابة ابيون في كتابه الشهير المحفوظ في روما حتى الان بامس (الرد على ايبون) وانه لولا يوسيفوس كما كنا سشعمنا عنك في التاريخ القط.

ومن الغريب بان اليهود اهتموا بك،لانك كنت بتحتقرهم وسطوتهم الكبرى في عهد الطالمة الأول وخاصة في عهد مليكك بطليموس الثانى وقلت عنهم اى عن اليهود (انهم جنس نجس).

وهذا فعلا احلى ام كتتبته في حياتك كلها.شيئين فقط يا مانيتون يحسبان لك،الشىء الأول تجميع التاريخ المصرى بملوكه في ثلاثين اسرة وكان تقسيما جيدا منك.،والشىء الثانى انك قلت عن اليهود بانهم جنس نجس.

اما بخلاف ذلك فلم تكن مؤرخا على الاطلاق بل كاتبا لاساطير وقد تكون بترضى هذا البطالمة المحبين للاساطير منذ القديم من الزكان.

وفى المقال القادم نسالك لماذا قلت على ان المصرى القديم كان عابدا للحيوان.فهل هذه حقيقة أم خرافة منك فقط؟ّ!!

والى لقاء مع المقال القادم باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

 

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (5)

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (5)

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (5)

 

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (5)

 

الباحث الآثارى “أحمد السنوسى” يواصل رحلته مع ” المحروسة نيوز ” فى كتابة مقالات عن : دراسة واقعية حول شخصية المؤرخ المصرى القديم “مانيتون السمنودى ” (5)