ملخص ترجمة للمقال الذى حررته بالاسبانية حول موضوع صار حديث المدينة باسبانيا والعالم بعد ان قرر فجأة ملك اسبانيا السابق دون خوان كارلوس الاول ليس فقط مغادرة القصر الملكى بل ترك الجمل بما حمل وغادر بلده الذي احبه وشعبه الذى يعشقه وأثر ان يختفي للخروج من الازمة التى نتجت عن طلب البعض مقاضاته بل ومغادرته القصر الملكى حيث يقيم مع نجله الملك الحالي وذلك لقبوله هدية من ملك السعودية منذ اعوام جراء التعاقد علي قيام اسبانيا بتنفيذ مشروع القطار السريع بين مكة والمدينة
وفي خطابه الذى وجههه لنجله الملك الحالى فيليب السادس علق انه تحت امر العدالة وانه سيعود ويمثل امام القاضي اذا طلب منها ذلك وبالتالي لايعد رحيله هروبابل اعتكافا وحتى لايتسبب في حرج لابنه.
ومقالي هذا ليس دفاعا عن التهم الموجهة له فهذا الامر سوف يحسمه القضاء الاسبانى كما ذكرت بالمقال بالاسبانية، فقط اردت ان اسرد ماشهدت خاصة انه وزوجته الملكة صوفيا يشهد لهما حبهما وعشقهما للحضارة المصرية كما لهما اياد بيضاء علي اسبانيا والسلام العالمي.
يعد دون خوان كارلوس الأول أحد أفضل الملوك في العالم ، الذي حلق باسبانيا عاليا وشهد عصره علي مدى مايقرب من اربعون عاما رواجا للاداب والفنون والعلوم والتعليم والصحة وصارت اسبانيا واحدة من اهم الدول في العالم سواء في التصنيع او السياحة او التجارة كما يشهد له انه بمثابة مهندس الحركة الانتقالية من نظام الحكم الفردى ل فرانكو الي الديموقراطية التى ارسي قواعدها منذ توليه العرش منذ عام 1975 وتمكن من تحسين صورة بلاده لدي شتى دول العالم بمواقفه الداعية للمساواة والعدالة والسلام ، مما جعل الكثيرون يطلقون عليه افضل واجهة ومرآة لاسبانيا بالخارج ودوره بهذا الصدد فاق دور اي وزير خارجية علي مدي اربعة عقود ، ولخوان كارلوس أصدقاء في جميع أنحاء العالم .
ولقد شهدت بنفسي حرص جلالته علي دعم الاقتصاد والسياحة لاسبانيا حين رافقت مؤتمرا برئاسته عام 2006 والذى عقد بالقاهرة وضم مايربو علي مائتى وخمسون من رجال الاعمال ومنظمى الرحلات الاسبان حيث كنت منسق المؤتمر ذلك بالتعلون مع صديقي الاستاذ محمد الحسانين راع السياحة الثقافية في مصر
أصر ملكا اسبانيا على الاقامة معنا بفندق سوفيتيل الجزيرة ولم يشأ الاقامة بقصر الرئاسة كى يتمكن من حضور اجتماعات مؤتمر رجال الاعمال الاسبانى المصري بذلك الفندق ولوحظ حرص الملك علي حضور كافة الاجتماعات ببنما لم يحضر الرئيس مبارك اجتماعا واحدا علي مدى خمسة ايام .
وبعد انتهاء المؤتمر حرص ملكا اسبانيا علي زيارة الاسكندرية ومكتبتها حيث خصصا نهارا باكمله لمتابعة ودعم الخبراء الاسبان اثناء ترميمهم لمستندات وبرديات قديمة اهدتها اسبانيا لمكتبة الاسكندرية ولوحظ تخصيصي ملكا اسبانيا اربعة ساعات لزيارة معامل ترميم تلك المستندات.
بينما لم يلتقيا بالرئيس المصرى الا لبضعة دقائق بل وخلافا للبروتوكول لم يراققهما الرئيس مبارك للاسكنرية علما بان الملكة صوفيا تحرص كل مرة تزور مصر علي زيارة الاسكندرية التى عاشت ودرست بها في طفولتها بنفس المدرسة التى درس بها عمر الشريف في المرحلة الابتدائية فيكتوريا كولدج ابان هروب والديها ملكا اليونان ولجؤهما للاسكندرية .
بينما كانت الملكة طفلة حديثة الولادة كما حرصت الملكة صوفيا علي زيارة مدرستها للمرحلة الابتدائية وكما بالصورة المرفقة مع هذا الخبر هتفت هنا كنت اجلس من اربعون عاما (الان حوالى 56 عاما) وهى نفس المدرسة التى درس بها الفنان عمر الشريف
حكاية أخرى ، تجدر الإشارة إلى أن دون خوان كارلوس الأول ، الذي كان يعشق الرياضة البحرية واليخوت، حدث منذ حوالي 20 عامًا أن أحد أمراء الإمارات العربية المتحدة كان يقضي الصيف معه في مايوركا حيث كان لديه يخت فخم وقبيل مغادرته مايوركا قام باهداء الملك الاسبانى هذا اليخت غير ان الملك تبرع به لمايوركا والذي بيع وخصص ريعه لترميم احد متاحف مايوركا ويحكي احد اصدقاء الملك خوان كارلوس انه لاحظ حزن الملك الذى صار بلا يخت فقام الاصدقاء باهدائه يختا متواضعا والذى بالطبع اقل فخامة من البخت للامير العربى
لحسن الحظ ، أعطى هذا الملك الفخري لإسبانيا ابنه فيليبي السادس كخليفة له ، الذي يتبع المسار الجيد الذي سلكه والده لصالح إسبانيا والسلام العالمي.
ان العديد من الحاصلين علي جائزة نوبل للسلام ربما لم يخدموا السلام كما الملك دون خوان كارلوس الأول ، علاوة على ذلك ، ان بعضهم ايديهم ملطخة بدماء ضحاياهم الأبرياء ، ومنهم مناحيم بيغن رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق الذى اغتال الاف الفلسطينيين واللبنانيين وآخرين ومثال اخر هو رئيس الوزراء الإثيوبي الذي يعتزم قطع مياه نهر النيل عن مصر ببنائه سد النهضة كما أعلن وزير خارجيته ان نهر النيل صار بحيرة أثيوبية.
وفيما يتعلق بالاتهامات التي يتعرض لها الملك دون خوان كارلوس ، أعتقد أنه ليس من مهمتي أن أحكم عليها ، لأنها مسألة ستحسمها العدالة.
أود فقط أن أذكر أنه قبل مغادرته العرش في عام 2014 ، قام بجولة برفقة رجال الأعمال الإسبان شملت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حيث بفضل جاذبيته وشعبيته العالية لدي الملوك والامراء العرب ، مما امكنه توقيع اتفاقيات لمشاريع تاريخية لإسبانيا لأكثر من 30 مليار يورو مما ساهم في انعاش الاقتصاد الاسبانى انذاك.
الملك خوان كارلوس والسياحة:
تعد السياحة أهم مورد في إسبانيا والتى تشكل 13٪ من الناتج المحلي الإجمالي الإسباني ،، حيث دعم الملك دون خوان كارلوس السياحة وشجعها أكثر من أي شخص على مدى عقود ، كما ابتدع تقليد افتتاحه شخصيا لاهم معرض سياحى باسبانيا والثانى علي المستوى الدولي وذلك منذ نشأته عام ١٩٨٢ في مدريد كاسا دى كامبو والذي انبثق عنه بعد سنوات مؤتمر وزراء سياحة اسبانيا ودول امريكا اللاتينية والذى حرص الملك السابق بافتتاحه ودعمه شخصيا كل عام قبيل بورصة مدريد مما كان احد اسباب تربع اسبانيا علي عرش السياحة الدولية مما يتيح خلق ملايين من فرص العمل.