إن إدارة الموارد البشرية بشكلها الحديث ليست وليدة الساعة إنما هي نتيجة لعدد من التطورات التي يرجع عهدها إلى بداية الثورة الصناعية، تلك التطورات التي ساهمت في إظهار الحاجة إلى وجود إدارة موارد بشرية متخصصة ترعى شئون الموارد البشرية في المنشأة.
فهى سلسلة من الإجراءات و الأسس تهدف إلى تنظيم الأفراد للحصول على أقصى فائدة ممكنة من الكفاءات البشرية و استخراج أفضل طاقاتهم من خلال وظائف التخطيط و الاستقطاب و الاختيار و التعيين و التدريب و التطوير و ا لتقييم و التقويم و الحوافز المالية و المعنوية.
اى أن إدارة الموارد البشرية داخل الشركات مسئولة عن جذب و تنمية و المحافظة على بقاء العنصر البشرى أطول فترة ممكنة.
و هناك تكامل بين إدارة الموارد البشرية وبين الإدارات الأخرى في المنشأة، فهي ليست إلا إدارة مساعدة للإدارات الأخرى حيث تساعدها على تدبير احتياجاتها من الموارد البشرية والترقية والنقل وتقييم الأداء.
و كانت إدارة الموارد البشرية قديما ترتكز في إدارتها على حجم الإنتاج دون النظر إلى ما يتم إنتاجه و على أسلوب رد الفعل و تصحيح الخطأ في إدارة شئون العاملين و دائما تنظر إلى العنصر البشرى على انه عنصر تكلفة على الشركة >
بينما إدارة الموارد البشرية الحديثة ترتكز في إدارتها على جودة الإنتاج و الخدمة و بأسلوب المبادرة و الوقاية و دائما تنظر إلى العنصر البشرى على انه أهم أصول الشركة على الإطلاق و انه الاستثمار الأمثل و أفضل ميزة تنافسية للشركات و بذلك أصبحت الإدارة شريكا استراتيجيا في إدارة الشركات و من هنا تحولت إلى إدارة المواهب.
الكاتب
الدكتور محمدعبد الفتاح زهرى
رئيس قسم الدراسات الفندقية – كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة
خبير و مستشار التدريب الإدارى بالوطن العربى
