دب طاخ
التحول الرقمى .. وحاسب يا أسطى !!
المرحوم سليمان بك نجيب له مقولة شهيرة في فيلم الانسة حنفي ” لو كنت خدت منه الوصل “
و هذه المقولة كانت لأنه سلف أحد الاشخاص مبلغ من المال ،و لم يحصل علي إيصال بالمبلغ، و لم يستطع اثبات المبلغ و ضاع حقه!!
هل نحن علي إستعداد كي يتم تطبيق التحول الرقمي ؟!
لماذا هذا السؤال الان ؟
في وقت الحظر أيام الكورونا، كنت في الشركة أعمل بمفردي ، طرق الباب ، فإذا بـ”محصل الكهرباء” يطلب سداد ما هو مستحق على مكتبنا من إستهلاك للكهرباء .
وسألت الإدارة المالية حول هذا ؟ .. فجاء ردهم .. لقد سددنا ودفعنا قيمة الفاتورةبالمحفظة الاكترونية.
فأبلغت المحصل بذلك.
فرد قائلاً ” طب هو فين إيصال الدفع ؟”
ضحكت و قولت له ” بس لو كنت خدت منه الوصل !!
وصل ايه حضرتك بقول لسيادتك دفعوا بالمحفظة الاكترونية “
وهذا دفعنى لأن أطرح سؤالى مجدداً .. هل نحن بالفعل جاهزون في حالة الاختلاف بلا أوراق وكافة المؤسسات تعمل بالأوراق و الدفع الاكتروني ؟
هل من دليل في ظل أوراق حرارية من ماكينات الصرف و إيصالات السداد النقدى عبر وسائل الدفع الألكترونى “الكروت ” والتى تختفي كتابتها بعد شهرين و تصبح ورقة بيضاء؟!.
هل المحاكم المصرية جاهزة لعدم وجود أوراق ؟
ماذا لو حدث إختلاف ؟ ..من صاحب الحق هل العميل أم الجهة الأخرى في حالات القضاء ؟
هل الدولة دائما هي الصح ؟
لابد من ترتيب كل النقاط و دراستها و جميع الآليات.. فالموضوع في التحول الرقمي ليس طريقة دفع فقط ، ولكن إثبات ملكية وحقوق و انساب و حاجات أخرى كتيرة !.
و من سيحفظ البيانات الرقمية ؟ ..وهل ستقبل المحكمة بصور من إيصالات سداد لأنها تختفي بعد فترة؟!.
الموضوع جد خطير جدا وبشكل كبير ..و ليس كومبيوتر وبرنامج و ده علي ده و اشتغل .
لا الموضوع يجب أن يتم من جميع الإتجاهات، مالية، و بنوك ،و قضاء، و امن ،ويجب وضع آلية تحكم و تتأكد من صحةالبيانات و كيفية إعتمادها، فالمحاكم يكفيها ما تتلقاه يومياً من إجراءات تقاضى تجعل رول القضايا المنظورة أمام القضاه يتعدى الـ 200 قضية يومياً فى دائرة واحدة !
التحول الرقمي فكر و حلول متكاملة و ليس نظام يتم تطبيقه دون آليات تحفظ لجميع الأطراف الحقوق .. ويتطلب تطوير الجهاز الإدارى لهذة القطاعات الخدمية قبل التوسع فى إستخدام التحول الرقمى والسداد عبر المحافظ الألكترونية ووسائل الدفع الألكترونية الأخرى .. فالقصة لن تكون حاسب آلي فقط يوضع على مكتب ” منظرة ” بدواعى مواكبة التطور التقنى والتحول الرقمى !!.
لقد ذكرنى موقف محصل الكهرباء بموقف طريف حينما طرح طفل صغير سؤلاً عليا فى شكل فززورة قائلاً “يا عمو .. ماذا يربط بين الفحت ، والسائق ، والكمبيوتر ” فأبيت أن أجيب على سؤاله حتى أعرف منه الإجابة رغم معرفتى الكاملة به .
فقال لى أن الذى يجمع بين الثلاثة كلمة ” حاسب ” فالأول “حاسب الفحت” ، والثانى” حاسب يا أسطى” ، والثالث “حاسب آلى ” ، وأخشى أن تكون هذا هو الفكر التنويرى الذى ينتهجه الجهاز الإداى بالدولة مع التحول الرقمى ، لأضيف إليه الإرتباط الرابع بعد موقف محصل الكهرباء “حاسب الزبون”!!
وسلمولى على “اليوزر نيم والباس وورد” ، وسمعونى سلام ” حاسب على قلبى حاسب لحسن فاتورتى بيداى “
اللهم قد بلغت … اللهم فأشهد
كاتب المقال
الدكتور حسن صادق رضوان
المحاضر المتخصص في التحول الرقمي لقطاع السياحة،
الخبير والمحاضر التسويقى الدولي
عضو المجلس المصرى للشئون السياحية
العضو المنتدب ورئيس مجلس ادارة شركة CIHOST