نعلم جميعاً بأن قطاع السياحة يُعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لأيّ دولة، لما له من تأثير إيجابي في بناء الإقتصاد والنهوض به.
لذا تُعدّ السياحة في مصر من المصادر الأساسية للدخل القومي، بالإضافة إلى أنّها من أهم عوامل التنمية والازدهار في الدولة، وذلك لدورها في كسب العملات الأجنبيّة الصعبة، وإتاحة عدد كبير من فرص العمل للأفراد.
حيث يُقدّر عدد الوظائف في قطاع السياحة بما يُقارب 4.5 مليون وظيفة أي ما نسبته 13٪ من الأيدي العاملة في الدولة.
ومن هذا المنطلق تأتى الأهمية الكبرى للسياحة ليس لكونها مصدر دخل فقط ـ وإنما تُعتبر من الوسائل التى يرتكز عييها العالم فى تبادل الثقافات من خلال التعرف على ثقافة البلد الزائر لها والعادات والتقاليد، والتى تُعد بالفعل أحد مرتكزات الأمن القومى وفقاً لما تؤكد عليه القول المعروف والمشهور الشائع ” أعرف عدوك ” مع الفارق فى التشبيه .
ولقد واجهت السياحة المصرية خلال العقود الثلاثة الماضية العديد من الأزمات التى تسببت فى التهديد الكبير لأمنها القومى ولو راجعنا بالذاكرة للخلف دون الخوض فى التفاصيل سنجد أن إية أعمال إرهابية توجد للسياحة يكون تأثيرها كبيراً.
خاصة وأن وسائل الإعلام عند تناولها لمثل هذه الإعمال تضع غياب الأمن وعدم الأمان فى المقصد السياحى أول الإتهامات التى توجه لهذا المقصد .
وقد واجهت مصر خلال هذه الفترة من الأعمال الإرهابية المدبرة للتأثير على إقتصادها القومى وكذلك أمنها الكثير من هذه الحوادث والتى تركت ندباً فى وجهه المحروسة.
وهو ما يدعونا للتأكيد على أهمية توافر الأمن سواء بالشكل العلنى أو السرى للحفاظ على مقدرات مصر من السياحة لكونها مصدراً هاماً للدخل ونموها يدفع بمزيد من الإستقرار الإجتماعى والإقتصادى وبالتبعية أمنها القومى .
وبلا شك فإن هناك بعض الأوضاع السلبية فى الداخل والتى تهدد الأمن القومى المصرى ، والتى يجب أن نواجهها بكل حسم وصرامة ومنها عمل الأجانب فى الإرشاد السياحى ، تحت دواعى الترجمة أو كما يطلق علية ” التور ليدر “.
والذى تلجأ له بعض الشركات السياحية تحت بند النقص أو العجز فى عدد المرشدين السياحيين الناطقين بهذه اللغة، وتعتمد عليهم إعتماداً كلياً فى الشرح للآثار المصرية.
بينما لا يستطيع المرشد الاجنبي شرح معالم مصر الأثرية بالشكل الصحيح ،ويشرحون للسائحين بمعلومات مغلوطة حول الحضارة المصرية وان اليهود هم من اقاموا المعابد والاهرامات.
وقد تم بالفعل رصد عدداً لمثل هذه الحالات فى بعض المناطق السياحية والآثرية ، الأمر الذى نجدد فيه مطالبتنا بضرورة إيقاف ما يطلق عليه ” تصريح الترجمة ” الذى تصدره وزارة السياحة بناءً على طلب الشركة السياحية وإلغاءه بشكل نهائى لكونه يُعد تهديداً واضحاً وصارخاً فى الأمن القومى وإنتهاك صريح للمعلومات التاريخية عن الآثار المصرية وتشويهها.
كما أن الأمن القومى المصرى يتعرض أيضاً للعديد من حالات الإبتزاز من قبل بعض الأجانب الذين يقومون بممارسة أعمال منافية ومخلة بالآداب مع بعض العاملين بالمنشآة الفندقية وبعد عودتهم لبلادهم يدعون تعرضهم للتحرش أو الإغتصاب من قبل هؤلاء العاملين ، ويحددون الشخص ، وتضطر المنشآت الرضوخ لهذا الإبتزازودفع تعويضات ضخمة من أجل الحفاظ ولحماية سمعتها وسمعة مصر السياحية .
فلا يجب أن نفعل مثل النعام والتى تقوم بدفن رأسها فى الرمال عند مواجهة المخاطر التى تهددها ، ولذا فإن قيام بعض الخارجين عن النشاط السياحى أو حتى بعض العاملين به بممارسة الإبتزاز لبعض السائحين وقيامهم بالنصب والإحتيال مانحين لأنفسهم الحق كما يدعون و يقولون ” فى تقليب الزبون ” .
وهو مايسىء للسياحة المصرية فى الخارج وبالتالى تنتشر فى وسائل الإعلام الأجنبية والدولية مثل هذه الأفعال التى يكون لها تأثيراُ سلبياً على السياحة ، وهو ما يدعونا إيضاً، إلى المطالبة بضرورة مواجهة هذه الممارسات غير الأخلاقية بتغليظ العقوبات ، وزيادة عناصر شرطة السياحة والآثار لمواجهة مثل هذه الأفعال.
هذا فضلاً عن إن الأمن القومى المصرى يتعرض للتهديد من قبل بعض الكيانات غير الشرعية والتى يطلق عليها ” دكاكين بير السلم ” التى تقحم نفسها فى العمل السياحى دون قواعد وضوابط “تحكم عملها ، (مثلما يتم تطبيقها فى القطاع السياحى بمختلف أنشطته وأنماطه )، ودون وازع أو خوف من الجهات الرقابية المعنية والتى تسخر جهودها فى التفتيش والمراقبة والإشراف على القطاع السياحى .
بينما تترك هذه الكيانات تفعل ما تريد ووقتما تريد وحينما تقع الكارثة من جهتهم يصب الجميع جام غضبه على القطاع السياحى ، دون التأكد من شرعيته أو قانونييه إذا كان خاضعاً للقطاع السياحى من عدمه ، ولكن توجه الإتهامات للقطاع السياحى وبالتبعية تتناولها الصحف الأجنبية وتضخمها بشكل مبالغ فيه وتؤثر على سمعة مصر الخارجية السياحية وأمنها القومى .
وهنالك الكثير من المخاطر التى تواجه صناعة السياحة وتهدد الأمن القومى المصرى .. سوف نتطرق إليها فى مقالات تالية بإذن الله ..إننا نسعى لإصلاح منظومة السياحة وتنقيتها من الشوائب العالقة بها والتى يمكن أن تدنس الثوب الأبيض الذى نعمل أغلبنا على نقاءه وشفافيته .