المنطقة الحرةسلايدرسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الدكتورة “وصال أبو علم ” تكتب لــ” المحروسة نيوز “عن : الآكاديمية المغبونة.. والفجوة بين الواقع والمتوقع!!

في يوم 3 يوليو، 2020 | بتوقيت 1:54 مساءً

بعض مهام الأبحاث العلمية إما أن تعبر عن الواقع الحالى وتحلله وتشير لنقاط القوة والضعف لتعظيم نقاط القوة وتقليل نقاط الضعف ، أو لدراسة ظاهرة من الماضى وكيف تطورت ؟ وكيف تم التعامل معها عبر الزمان للاستفادة والتنبؤ ؟..كما يحدث الآن فى دراسة الأزمات السياحية للتنبوء بالمتوقع من السيناريوهات لعلاج والتعامل مع كارثة كورونا.

أو تتناول الأبحاث مشكلة تحتاج لمنهجية البحث العلمى فى تناولها والوصول لحلول ،وحلول بديلة .

أو تنير الطريق لآليات التطوير والمستحدثات منها للإستعداد للتعامل معها فى المستقبل القريب منه أو البعيد.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، نادى القطاع الأكاديمى بالأخذ بالأساليب الحديثة لآليات التسويق السياحى ومنها الواقع الإفتراصى الذى شرفت بإعداد عدة أبحاث له منذ 20 عاما، وتنبه له القطاع الآن.

كما ناديت بأهمية تبنى التجارة الإلكترونية فى السياحة فى أول بحث عام 2002 أى ما يقرب من 18عاماً، وأشرفت على أول رسالة ماجستير للتجارة الإلكترونية فى السياحة عام 2005 ، و الإشراف على رسالة دكتوراه عن الإدارة الإلكترونية عام 2007، وبدء القطاع السياحى للتنبه لأهمية هذه التطبيقات الآن.

العديد من الأبحاث الخاصة بالتوصية بضرورة الإندماجات ،والتكتلات الأفقية والرأسية لمواجهة التحديات والمنافسه تمت منذ عشرات السنيين.

وقد شرفت بمراجعة أبحاث عن الـ SEO  ،والسمعة الإلكترونية ،وأهمية السوشيال ميديا للقطاع السياحى ،والتى نادت بها الأبحاث وظهرت منذ التسعينات ،تنبه لأهميتها القطاع الآن. 

أتكلم عن قشور من موضوعات الأبحاث العلمية التى ينتجها القطاع الأكاديمى ،لا ينتبه لها القطاع إلا من رحم ربى، ممن يبحث دائماً معنا على التعرف على أبحاث القطاع الأكاديمى لمتابعة التطور أو تحليل مشكلة والوصول لآليات حلها.

ومن أحدث الدراسات التى  شرفت بمناقشة رسالة دكتوراه عن آليات الدفع الإلكترونى فى السياحة وخاصة قطاع الطيران ،عندما كنت فى جامعة سارى فى إنجلترا ، كان كل البروفسورز هناك يعملون مستشارين بالقطاع المهنى ،فلا نجد هذه الفجوة التى نراها فى مصرنا الغالية.

كل محاولات الدمج بين القطاع الأكاديمى والقطاع المهنى هى محاولات وإجتهادات فردية وليس هناك منظومة لإستفادة كل قطاع من الآخر.

ناقشت الأبحاث ايضاً التشريعات السياحية المصرية، ومقارنتها بالواقع ،وبالتشريعات الدولية للقطاع، وماهى المتطلبات والتوصيات المقترحة لتطويرها منذ عشرات السنين، وشرفت بالإشراف على رسالة ماجستير فى هذا المجال مع استاذ جليل فى القانون والخبرة الكبيرة للتشريعات السياحية، لو كانت طبقت، ولو كان هناك آلية لتطوير هذه التشريعات دورياً لما وصل القطاع لما يعانى منه الآن.

ناقشت الأبحاث السياحة البينية وناقشت مشاكلها وطرحت الحلول منذ أكثر من 10 سنوات والتأكيد على أهميتها ، وشرفت أيضاً بالإشراف عليها، بدء القطاع للتنبه لأهمية السياحة البينية الأن ويناقش مشاكلها.

ماذكرته هو بعض الأمثله للقليل جداً من بعض الأبحاث التى كان لى علاقة بها، وأنا عضو واحد فقط ممثل للأكاديميا، فما بالك ببقية الخبرات الأكاديمية فى مصر ايضاً!!.

نحن نحتاج التقرب من القطاع المهنى للتعرف على مشاكله وممارساته ،ونعتمد عليها فى أبحاثنا ،والقطاع المهنى يحتاج لنا للوصول لأفضل أساليب حل مشاكله بمنهجية علمية صحيحة ،وللتعرف على أحدث التطبيقات العالمية ومتطلباتها للإستعداد لها.

الفجوة الزمنية تقل الآن ،ونعيش عصر الأزمات والكوارث والتطور السريع والمتلاحق للتكنولوجيا، وليس هناك من وقت ليعمل كل قطاع بمنعزل عن الآخر، يجب تضافر الجهود والتعاون والإندماج لصالحنا جميعاً إذا كنا نريد إصلاح هذه المنظومة السياحية .

كاتب المقال :

الدكتورة  وصال أبو علم

  • أستاذ بقسم الدراسات السياحية كلية السياحة والفنادق – جامعة حلوان

  • وكيل الكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع سابقاً

  • عضو اللجنة الدائمة لترقية اعضاء هيئة التدريس للعلوم السياحية بالمجلس الآعلى للجامعات

  • مراجع ومدرب بالهيئة القومية لضمان الجودة والإعتماد

  • مدير وحدة الدعم الفنى بمركز ضمان الجودة بجامعة حلوان سابقاً

   

مقالات ذات صلة