أخبارسياحة وسفرشئون مصرية

الباحث والفندقى ” عادل شكرى” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : يا عزيزي.. كلنا “متفيرسون” !!

في يوم 14 يونيو، 2020 | بتوقيت 6:50 مساءً

قبل أن تبدأ في قراءة هذه الخواطر أرجو أن تعلم كما يعلم الكثير من المقربين إلي أنني لا ناقة لي ولا جمل في مدينة الغردقة ، وأقر بأني لا أعرف الكثير من مستثمري السياحة بها عكس خبرتي ومعرفتي بمدن جنوب سيناء كلها وكذا مدينة مرسي علم ، وعليه فأنا ليس لي أية علاقة أبدا أو صلة بمالك فنادق هاواي من قريب أو بعيد .

وأود أيضا أن أؤكد علي رفضي التام من أن تدير برامج التوك شو ومقدميها – سواءا كان موسي أو عمرو أو إبراشي أو غيرهم – أرفض أن يديروا قطاعا أنتمي إليه بوازع حفاظهم علي الدولة المصرية ولكن في الواقع هم يحافظون علي المعلنين الرعاة لبرامجهم ونسب المشاهدة وبارك الله لهم في أرزاقهم طالما كانوا بعيدا عن أرزاقنا بمبدأ لا ضرر ولا ضرار ، وأرفض كل إعلام أصفر تنبح أبواقه لصاحب العظمة وتدمر منافسين له .

هاواي سيزر ، فندق ضخم قد كان يعمل به قبل الأزمة حوالي 1000 عامل ، تسربت منه مقاطع فيديو لصور نزلاء يرقصون علي أنغام الدي جي دون تباعد أو إجراءات إحترازية ، وهاجت الدنيا وماجت ، ولم تنتهي حلقة برنامج الحكاية إلا بعد أن إستراح مقدمه بعد المداخلة الثانية لمحافظ البحر الأحمر يفيد فيها بإغلاق الفندق بعد الإتصال بوزير السياحة .

هل أخطأ الفندق ؟ نعم أخطأ ! ولكن هل الفندق هو المخطأ الوحيد ؟ تتفق معي أو تختلف فإن ردي قولا واحد هو لا و 1000 لا .
ألست معي أن النزلاء أيضا أخطأوا بعدم إتباع الإجراءات التي – تحميهم هم أولا – من تجمع وعدم إرتداء كمامات وحفاظ علي المسافات ؟

ستقول لي أن الضوابط كانت موضوعة مسبقا للفنادق ، وأن إدارات الفنادق تعلم تماما أن المخالفة ستعرضهم للإغلاق ، هذا صحيح ، ولكننا دائما نتبوأ المركز الأول عالميا في وضع القواعد المنتقصة ، بل والقوانين المطاطة التي يجد في كثير منها من يريد المخالفة الثغرات التي ينفذ منها !!!. 

من وضع القاعدة نسي أو تناسي أن تطبيقها تقع مسئوليته علي طرفين ، الفندق وهو مقدم الخدمة ويقع عليه المسئولية الأكبر ، والنزيل وهو مشتري الخدمة والمستفيد منها وهو مسئول أيضا ولو بنسبة أقل من مسئولية الفندق .

من منا لا يعرف مماراساتنا في الفنادق كمصريين في الفنادق والمناطق السياحية ، وهي مماراسات قد يطلق عليها في كثير من الأحيان (غير مسئولة) ليس عيبا فينا كشعب لا سمح الله ولا همجية أو غوغائية لا قدر الله ، وإنما عن جهل بالمماراسات الصحيحة.

كنت قد أثرت هذا الموضوع في مقال سابق في منتصف أغسطس 2016 ومن يهتم يستطيع أن يراجع ما كتبت علي الرابط التالي :

http://almasalla.travel/7165/

هل هذه الضوابط – غير الشاملة لكل الأطراف – هي خطأنا الوحيد ؟ لا ولكن لن أطيل عليكم وسأرد علي هذا السؤال في الجزء الثاني من هذه الخواطر.

بقي أن تعرف أن ما حدث في فندق سيزار هاواي هو ماحدث تماما في أحد منتجعات إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة بواسطة بعض المقيمين البريطانيين ، وفي الجزء الثاني من هذه الخواطر سأشرح كيف عالجت دائرة السياحة الخاصة بالإمارة هذا الموضوع .

ما بعد الكورونا يا سادة أصابنا ما أصاب العالم أجمع بمواجهة مواقف وسيناريوهات نواجهها لأول مرة في حياتنا العملية والمهنية.

فليس الحل أن أطلب من دي جي أي فندق أن يذيع إبتهالات دينية بدلا من موسيقي ترفيهية.

الحل هو أن نعلم ونتعلم ونعلم الآخرين كيف يمكننا أن نتقي مساوئ الكورونا ، التي أصابتنا جميعا فأصبحنا جميعا متفيروسون . 

وللحديث بقية مادام في العمر بقية ..

كاتب المقال 

عادل شكرى 

الباحث والخبير السياحى

مدير إدارة العمليات بشركة بي هوست سيرفيز دبى

الأمين العام لغرفة المنشآت الفندقية بجنوب سيناء الأسبق