مقال خاص لقطاع السياحة
وللحياة بصفة عامة
ارجو ان تتحمل الاطالة واقرأ هذا البوست للنهاية خاصة إذا كنت من أهل القطاع السياحي.
لمدة يومين سابقين كنت اقوم ببرنامج تدريبي لعدد من مديري التسويق والمبيعات بالفنادق في 3 دول شرق أوسطية عن استراتيجية تخطيط الحملات الدعائية في الأزمة الغير عادية لفيروس كورونا .
جرت العادة في كل برامجنا التدريبية أن نرسل لجميع المتدربين قائمة ببعض الأسئلة قبل التدريب بأسبوع نطلب منهم الرد عليها ، عادة ما تحتوي علي هذا النوع من الأسئلة التي تكشف لنا الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المتخصصين والعاملين في المجال بغير قصد (في موضوع التدريب) ظنا منهم بأن هذه الأخطاء هي إجراء واجب عمله كما تعلمنا من الذين سبقونا، ويطلق عليها مصطلح MYTHS
لكنني هذه المرة خرجت عن هذه العادة ، وقمت بوضع أسئلة في موضوع التدريب من ذلك النوع الذي يطلق عليه OPEN ENDED QUESTIONS ، أي تترك للمتلقي المساحة في أن يعبر بأسلوبه عن موضوع السؤال وما يشعر به كرأي شخصي ، والغرض كان عن عمد أن نقيس مدي انطباعهم النفسي تجاه رد الفعل المتوقع من العملاء نحو المنتج السياحي الذي يسوقونه، ولا يفوتني المجهود الذي بذله معي أحد أفراد فريق العمل ويدعي (كريس) في وضع هذه الأسئلة وتحليل الإجابات.
النتيجة أن 14 من إجمالي 18 مشارك كانوا في غاية الإحباط ، لدرجة أن بعضهم كان يري انه لا فائدة من أي جهود تسويقية الآن و،ان الامور لن تعود لطبيعتها قبل عامين أو ثلاثة أعوام علي الأقل للحركة السياحية العالمية ، ولهم بعض الحق في ظنهم هذا في ضوء المعطيات المتاحة.
بعد البداية التقليدية للبرنامج التدريبي من تعارف واذابة الجليد بين الحضور بدأنا برنامجنا بموضوع خارج المادة التدريبية تماما ولمدة نصف ساعة تحدثت معهم عن ال 3 لاءات 3Don’ts والتي يجب عليهم (وعلينا) جميعا أتباعهم:
1 – لا تقرأ ارقام الاصابات والوفيات اليومية عن فيروس كورونا في البلد الذي تعيش فيه والمقصد الذي تسوقه . هذه الأرقام تشغلك تماما عن الأرقام الأهم التي يجب عليك التفكير فيها وهي الأرقام التي تسعي للوصول إليها. ارقام الاصابات والوفيات تعني الكثير لأشخاص آخرين يعملون في مجال البحث العلمي والصحة.
هل عدد الاصابات مؤشر لوضع المنطقة أم أنه مؤشر لتصرفات وممارسات المصابين في اغفال وتناسي بعض الإجراءات الوقائية؟
هل شرح لك أحد عدد الوفيات بما له وما عليه؟ ماهي الشرائح العمرية للمتوفين؟ كم منهم كان مصابا بمرض مزمن قبل إصابته بكورونا؟ من منهم توجه للمستشفي أو المركز الصحي مبكرا فور اكتشافه الاعراض؟ ومن منهم ذهب متأخرا بعد أن تمكن منه الفيروس ووضعه الصحي أصبح خطيرا؟
وضربت لهم مثلا شخصيا عن نفسي، فمنذ 3 اسابيع كنت أراقب تصاعد الاصابات من 300 الي 400 الي 700 ، وكنت مرعوبا من أن نصل للرقم 1000 يوميا ، هل توقفت الارقام؟ علي العكس وصلنا 1300 ثم 1500 ، وعندما عادت للتراجع إلي 1200 ثم 1079 شعرت بالسعادة علي الرغم أن هذا الرقم الأخير اعلي من رقم ال 1000 الذي كنت لا اتمني الوصول إليه!!!
دع ارقام كورونا لباحثيها و متخصصيصها وابحث انت في ارقامك وما يخص عملك من ارقام .
2 – لا تنشر Don’t share اية اخبار عن الفيروس وتداعياته، اترك النشر للجهات المسئولة عنه ومن شاء فليقرأ البيانات الرسمية ومن لم يشأ فهذا شانه! أن ما تنشره يؤثر علي أصدقائك وزملائك في العمل وحتي رؤسائك، الأخطر أن ما تنشره لأصدقاء وبالطبع منهم من هو خارج البلاد يقرأه أصدقاء آخرون لهم وقد ينشرونه وتتوالي عمليات النشر لكثير من الناس فيهم عملاء قد يكونون من شريحة عملائك، انت بهذا ترسخ لديهم صورة ذهنية غالبا ما تترسخ لديهم وليس من السهل خروجها من رؤوسهم.. انت بذلك تخدم منافسيك دون أن يبذلوا هم أي مجهود !!!!
3 – تشاهد برامج حوارية قبل النوم Talk Shows ، ابحث قبل النوم في الانترنت عن أفلام قديمة أو كوميدية أو برامج ترفيهية أو حتي العابا مسلية .
كمية الإحباط الذي يغلف نومك بالبرامج الحوارية يبدأ بعد استيقاظك وذهابك لعملك سيؤثر سلبيا علي قراراتك وطريقة عملك.. هذا قد يكون مقبولا في الأوقات العادية التي تكون فيها الأخطاء من الممكن تداركها، وليس في الأوقات الصعبة التي نعيشها !!!
الخلاصة اننا بنهاية اليوم الثاني خرجنا جميعا كمجموعة بأفكار غير تقليدية لم تكن مدرجة اساسا في البرنامج التدريبي.
اسف للاطالة …. ولكنك لن تخسر لو جربت ليومين فقط أن تنفذ اللاءات الثلاثة.