شئون مصريةمنوعات

الكاتب الصحفى عبده مغربى يكتب :لا تعقدوا كثيراً من الآمال على المجلس الجديد لنقابة الصحفيين

في يوم 19 مارس، 2019 | بتوقيت 4:11 صباحًا

بداية أؤكد أنني سعيد جدًا بهزيمة اليسار في انتخابات نقابة الصحفيين، ليس كراهية في اليسار بحد ذاته، وإنما في أفراده الذين مللنا وجوههم الصفراء، وشعاراتهم الجوفاء، وسعيد أكثر بإخفاق “الهتيفة” ممن لاباع لهم في المهنة ولا لهم باع في الخدمات.
لقد انتهت انتخابات نقابة الصحفيين، فاز فيها من فاز وأخفق من أخفق، الآن يمكن أن نقول؛ لقد دقت ساعة العمل، غير أنه أي عمل هذا الذي ينتظره أعضاء الجمعية العمومية من مجلس النقابة بتشكيله الجديد؟

أراني على حق إن قلتُ أن أغلب شعارات المرشحين وفي القلب منها شعارات هؤلاء الذين حازوا على ثقة الجمعية العمومية كانت تدور في معظمها حول هيبة النقابة، وبالتبعية هيبة الصحفيين، ما يعني أن هيبة الصحفي والنقابة كانت هي معيار الثقة الأساس في فوز أغلب الفائزين، “الهيبة” التي انحدرت لأدنى مستوياتها منذ تأسست نقابة الصحفيين، على أنه وقبل أن نحاول أن نستعيد هذه الهيبة، ينبغي علينا أن نسأل أنفسنا أولًا؛ من الذي أضاع هذه الهيبة؟ الصحفيون أم الدولة أم الجمهور والقراء؟.

للإجابة عن هذا السؤال.. ينبغي قبلها الإجابة عن هذه الأسئلة؟

1- كم منتسب للنقابة تسلل لجداولها بشهادات المؤهل وشهادات الخدمة العسكرية المزورة؟ وكم عدد الملفات المفتوحة للتحقيق في هذه القضية؟ وما الذي تم بحق من ثبتت ضدهم تهمة التزوير ؟ ولماذا طويت هذه القضية ولم نعد نسمع عنها شيئًا منذ فترة؟ ألا ينالون مثل هؤلاء من هيبة المهنة ومن هيبة نقابة الصحفيين.

2- ماذا فعلت النقابة مع الصحف التي ثبت بالدليل القاطع أنها تقوم كل يوم بتعيين محررين نظير مبالغ مالية يدفعها من لا مهنة له إلى الصحيفة نظير أن تحرر له عقد عمل يحصل بمقتضاه على كارنية النقابة ومن ثم البدل وهو لم يمارس المهنة أصلا ؟ مثل هؤلاء ألا يسيئون إلى المهنة وإلى النقابة وينالون من هيبتها؟

3- كم منتسب لنقابتنا العريقة تمكًن من القيد في جداولها وأصبح يحمل كارنيه نقابة الصحفيين وهو لا يجيد أساسًا قواعد الإملاء؟ هل يمكن دراسة ما جناه مثل هؤلاء على هيبة المهنة؟

4- كم موظف إداري بالصحف المقيدة بالنقابة لم يشتغل أساسًا بالمهنة، لكنه أصبح عضوًا في 4 شارع عبد الخالق ثروت فقط لأنه يريد أن يحصل على بدل التدريب؟

الإجابة عن هذه الأسئلة كفيلة بأن تجعل الكلام عن هيبة النقابة مجرد شعارات لدغدغة مشاعر الصحفيين سينتهى تأثيرها بانتهاء العملية الإنتخابية، وقد انتهت.. فلا تتأملوا كثيرًا في المجلس الجديد ذلك أن أغلب من فازوا كانوا أعضاء في المجلس القديم وقد توافرت لهم الكثير من الفرص لكن أحدًا منهم لم يجرؤ أن يفتح مثل هذه الملفات.

ربما من أجل ما سبق فضًل كاتب هذه السطور أن يبقى في البيت يوم الجمعة الماضية ولا يذهب للإدلاء بصوته المقدس يوم العرس الإنتخابي للصحفيين.

ورغم علمي بأن مهام المجلس الجديد ثقيلة ومزعجة، خاصة فيما يتعلق بإعادة هيكلة المؤسسات الصحفية الرسمية، وهي الهيكلة التي أصبحت واجبة وحتمية، إلا أن مجلسًا لم يستطع فتح ملف تنقية جدول النقابة من الأدعياء والفشلة والمزوريين ابدًا لن يتمكن من مواجهة طوفان الهيكلة الذي من المؤكد أن فيضانه بما يحتويه من متضررين سيحط في النهاية داخل مبنى نقابة الصحفيين وفي القلب منهم الهتيفة والفشلة وأصحاب الشهادات المزورة الذين سيشعلونها حريقُا في 4 ش عبد الخالق ثروت إذا ما تم تخفيض أعدادهم أو تخفيض رواتبهم، ذلك أن مثل هؤلاء تحديدًا عبء على هذه المؤسسات وعبء على المهنة، ومن ثم فليس عليهم طلب في سوق الصحافة والصحفيين، وليس أمامهم وقتها إلا الصراخ والعويل.