أخبارشئون مصريةمنوعات

الدكتور محمد عبد المنعم صالح يكتب لـ” المحروسة نيوز ” : من نقمة الجائحة الي الفرص السانحة”

في يوم 1 يونيو، 2020 | بتوقيت 1:54 صباحًا

عندما يصل الانسان الي مرحلة الغرور ويزهوا مختالا بنفسه و بانجازاته وبقدرته علي السيطرة علي ما حوله وعلي الكوكب وتاخذه العزة بالاثم ادي ذلك الي تدمير البيئة وتلوث الهواء وارتفاع درجة حرارة الارض وزادت سرعة ذوبان جليد القطبين وارتفاع منسوب مياه البحار و المحيطات واشتعلت الحرائق في الغابات ونشطت الزلازل والبراكين ولم يتنبه في غمرة نزواته وجبروته ان الله قادر علي ان يخسف به الارض او ان يرميه بحجارة من سجيل فتجعله كعصف ماكول اوتاخذه الصيحة فيكون من الجاثمين او ان يرسل اليه فيروساً ضئيلا غير مرئي يحيل حياته جحيما ويغير من وتيرة وايقاع حياته محطما كل القواعد والنظم المعمول بها بين البشر وان يجبر الانسان علي التخلي عن غروره وينحني راكعا امام مشيئة الله عندما يتذكر قوله تعالي” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ” صدق الله العظيم (الروم 41). 

وحيث ان العالم يعيش منذ شهور نقمة جائحة الكورونا الجديدة (19) وهو ابتلاء اصاب البشرية جمعاء من دول الصف الاول وايضا دول الصف الاخير هذا الوباء اجبر البشر جميعا علي تطبيق الحبس الاجباري بالمنازل دون ما حاجة الي احكام قضائية وتوقفت الانشطة الانسانيةفي الصناعة والزراعة والتجارة والخدمات مما تسبب في خسائر اقتصادية هائلة علي مستوي دول العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه- نتيجة الحظر الشامل والجزئي واغلاق كل شيء وتوقف حركة الطيران بين الدول و منع التجمعات ووقف الدراسة بالمدارس والجامعات واغلاق دور العبادة في سابقة ام تحدث في عصرنا من قبل وخلت المساجد والكنائس من المصلين واجبرنا علي التباعد الجسدي والاجتماعي وارتفعت نسبة البطالة في العالم وتزايدت اعداد المصابين بهذا الوباء ووصلت الي خمسة ملايين مصاب حتي الان وتجاوزت اعداد الوفيات ثلاثمائة وخمسون الفا حتي كتابة هذا المقال والله اعلم بما ستسفر عنه الايام القادمة.

كل هذا يذكرنا نحن البشر بقوله تعالي “انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما ياكل الناس والانعام حتي اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغني بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون ” صدق الله العظيم (يونس 24).

وحيث اننا في مصر نعاني من هذه الجائحة كغيرنا من دول العالم وندعوا الله ان يرفع عنا هذه البلاء بانحساره وبايجاد اللقاح المضادلهذا الفيروس اللعين – وهنا انصح و اقول كمواطن مصري عاشق لبلده من اعماق قلبه ان نستغل هذه الفرصة السانحة ونعيد ترتيب اوراقنا بكل الجدية قيادة وحكومة تنفيذية ومؤسسات تشريعية وخدمية وقطاع خاص ومواطنين بان ننتهز غمة ونقمة الجائحة ونخرج منها بقرارات ونتائج مفيدة وناجحة لمستقبلنا في كل الاتجاهات فمثلا:-

  1. ازدياد الوعي المجتمعي بالصحة والنظافة الشخصية واعتياد ارتداء الكمامة الطبية في حالات الاصابات المرضية التنفسيةحماية للاخرين من مخالطين او افراد الاسرة او زملاء العمل او المتجاورين في المواصلات العامة.
  2. التعود علي الالتزام بالنظام في الطوابير في الاماكن التي تتطلب ذلك وعدم التزاحم الغير مبرر .

كما اقترح

  1. ان يكون هناك ميعاد مبكر ومحدد لغلق المحال التجارية والمولات و الكافتيريات وذلك تجنبا للسهر الذي يؤثر النشاط البدني والذهني سواء للموظف او العامل في المؤسسات الخدمية والصناعية والانتاجية مما يؤدي الي زيادة الانتاج وتعظيمه وجودته لتغطية احتياجات السوق المحلي وفتح اسواق خارجية تدعم الاقتصاد الوطني وتوفر المزيد من العملات الصعبة لصالح الاحتياطي الاستراتيجي للدولة وايضا العمل علي تقليل الاستيراد الخارجي وخاصة من السلع الاستراتيجية بالعمل علي توفيرها محليا من خلال المشاريع الانتاجية القومية.
  2. استكمال البنية التحتية الصحية في المشروع القومي للتامين الصحي الذي كانت بدايته بمحافظة بورسعيد ولقد قامت الدولة بجهد غير عادي في توفير الكثير من الاحتياجات خلال فترة الجائحة وقبلها .
  3. تعظيم الاستفادة من استخدام الشبكة الالترونية في التعليم والتي اظهرت تجربتها في اولي وثانية ثانوي نجاحها وكيفية الحصول علي المعلومات بسهولة ويسر الامر سوف ينعكس ايجابا مستقبلا علي منظومة التعليم في مصر والبعد عن اسلوب الحفظ وبالتالي تنشيط ملكة الابداع لدي الاجيال القادمة .
  4. ايضا تعظيم استخدام الشبكات الالكترونية بين المواطنين والوزارات والمؤسسات الخدمية تجنبا للتزاحم وتكدس المواطنين امام المكاتب و ايضا لمنع او تقليل اي فرص للرشوة او للكسب غير المشروع والاهم لسرعة الانجاز وظهر هذا واضحا في الخدمات المميكنة في البنوك ومكاتب الشهر العقاري والسجل المدني وهو ما يجب تعميمه في كل الاجهزة والمؤسسات الحكومية والخدمية حفظا لكرامة المواطن وادميته وصونا لشعب عاني كثيرا من قبل من الاهمال.

وفي القطاع السياحي

يتم انتهاز فرصة ماتم انجازه من وسائل الوقاية و الاجراءات الاحترازية في الفنادق والمطاعم وبالتالي التخلص من نظام الضيافة الشاملة (all inclusive ) .الذي اثر تاثيرا سلبيا علي صناعة السياحة و افقد العاملين مهاراتهم واساسيات عمل الضيافة السياحية وبالتالي اثر ذلك علي اسعار الاقامة بالفنادق وتدني مستوي الاسعار وايضا مستوي السائح الوافد مقارنة باسعار الفنادق والاقامة بالدول السياحية الكبري و ايضا تجنب سياسة حرق الاسعار بين اصحاب المنشات الفندقية والسياحية وذلك من خلال وضع ضوابط تنظم هذه الامور من خلال وزارة السياحة والجهات ذات الصلة والخبراء والمتخصصين في هذا الشان بما يفيد قي زيادة الدخل القومي للبلاد ولنا في دول كبيرة في المجال السياحي اسوة حسنة كفرنسا واسبانيا وايطاليا ونضيف لها ما يتناسب وظروف وامكانات بلدنا التي تذخر بالكثير والمتنوع من المقاصد السيلحية الثقافية والاثرية والشاطئية والاستشفائية والسفاري البحرية والصحراوية و سياحة المؤتمرات والكثير من المحميات الطبيعية التي لا مثيل لها في العالم .

انها فرصتنا لنصحوا من غفلتنا و نفيق لانفسنا و نستبين طريقنا نحو حياة افضل وارحب انها فرصة علينا ان ننتهزها مع قيادة سياسية وتنفيذية وتشريعية تعمل لصالح هذا الوطن بكل تجرد واخلاص الهمكم الله الصواب والرشاد لما فيه مصلحة هذا البلد العظيم وتحيا مصر- تحيا مصر تحيا مصر.

كاتب المقال

الدكتور محمد عبد المنعم صالح

استشاري صحة البيئة

خبير الميكروبيولوجيا الطبية والوبائيات