هذه النقاط السبعة توضح في اختصار تاريخى شديد ومتسلسل كيفية ضياع العقيدة المصرية القديمة الحقة منذ بداية العهد الفارسى
وهى نقاط تحليلية فى هذا الامر على سبيل المثال كما يلى :-
1- ان الفرحة الكبرى للمصريين وكهنة امون بالعصر البطلمى وتصديق البطالمة فى كل شىء لم يكن بالامر الغريب او المستبعد بالنسبة لهم جميعا،وخاصة انهم من قبل قبعوا تحت وطأة الاحتلال الفارسى لاكثر من قرنبن من الزمان.وفى هاذين القرنين لم تكن هناك سياسة دينية واضحة فى البلاد،بجانب حرمان الفرس للمصريين من اقامة شعائرهم بل حرم عليهم الدخول فى الكثير من المعابد بخلاف المعابد التى قفلت او احترقت او تم هدمها.
2- مجتمع بعيد تماما عن دينه لاكثر من قرنين من الزمان تم فيه انجاب على الاقل خمسة اجيال كاملة بعيدين تماما عن الفكر الدينى والشعائر الدينية الاصيلة،حتى الكهنة كانوا يعيشون تحت وطأة الاحتلال الفارسى فنسيت الاجيال الجديدة العقيدة القديمة تماما.
3- ولاننسى ان الشعب المصرى فى لبه الفكرى عاشقا لشىء اسمه الدين ولذلك وجدوا مرتعهم فى العصر البطلمى وخاصة كهنة امون،وفرحوا بمسألة توفيق الاوضاع.وكان البطالمة اكثر منهم ذكاءا لانهم اتخذوا كل الالهة المصرية فى توفيق الاوضاع ماعدا بعض الالهة الاغريقية والتى كانت تخص الاغريق فقط وخاصة فى مدينة الاسكندرية.
4-هذا هو التحليل الطبيعى للمجتمع المصرى والذكاء البطلمى،حتى ضاع كل ذلك وتحطم على يد الرومان وخاصة انهم كارهين للبطالمة بصفة عامة ولاخر ملكة على مصر وهى كليوباترا،ومع وقوع مصر تحت وطأة الاحتلال الرومانى انتهى الدين تماما حتى ظهور العصر المسيحى ثم عصور الاتهاض وهكذا.
5- العبادات الخرافية والتى وراءها كان الفكر البطلمى دفعت بالرومان بان يعتبروا المصريين بلهاء بل ومنهم من استهزاء بالمصريين وخاصة لكراهية الرومان اصلا للاغريق فى مصر.ومنهم على سبيل المثال الفيلسوف الرومانى (سيسرو) الذى قال (ان المصرى يستحق على ذلك الاحتقار بل ويكون موضع احتقار) فهل سأل الفيلسوف سيسرو نفسه هل كان المصرى فعلا عابدا للحيوان ام هذا ناتج الفكر البطلمى؟؟هل درس سيسرو جذور الديانة المصرية القديمة؟ وغيره الكثيرين فى العصر الرومانى والعصر المسيحى وكلهم اتهموا المصريين باشياء لم تكن فى خلد المصرى القديم على الاطلاق.
6- ولماذا لا نقول الان بان المصرى القديم كان مهتما بالحيوان ومحبا للحيوان وخاصة انه يحرث له ويعمل على حمل امتعته بل وياخذ منه الغذاء مثل اللبن واللحم وكلها اشياء راقية الفكر وان الموضوع ليس له علاقة بالعبادة على الاطلاق.
7- واليوم فى العصر الحديث نجد جمعيات عالمية تعمل من اجل الحيوان وحمايته من الانقراض،وما الى اخره من اهداف جمعيات الرفق بالحيوان،ولايمكننا ان نقول بان كل هؤلاء الان من عبدة الحيوان؟.
ولدينا مثال الان وهو حب الشاعر الانجليزى (كيتس) المحب بجنون بطائر الكروان ولدرجة انه كتب فيه الشعر بل قصائد كاملة،فلماذا لا يقول الانجليز بان كيتس عابدا للحيوان او لطائر الكروان؟.
ثم اليوم ايضا فى عصرنا الحديث ألم نجد مواطنين عادين يهتمون بالحيوان وعند موته يقومون بدفنه فى مقابر خاصة او معهم فى المقبرة،فماذا نقول عن هذا ايضا يا اصحاب العقول؟
فكل هذه الأسباب التحليلية كانت وراء ضياع العقيدة المصرية القديمة،بجانب ان العلماء تمسكوا باقوال المؤرخ المصرى مانيتون السمنودى بدون تحليل صدقها وخاصة انه قال مثلا على سبيل المثال لا الحصر بان المصرى القديم كان عابدا للحيوان،واستشهد بمعابد البطاملة والفكر حول الاله التمساح وما الى غير ذلك.بجانب التاثير اليهودى الكبير في عهد البطالمة الأول واثار هذا التأثيرفى الفكر المصرى وبموافقة البطالمة
بجانب تاثر المؤرخ الاغريقى (هيكاته الابدرى) الذى تجول في ربوع مصر بامر من بطليموس الأول (سوتر) وكان ينادى بعملية لم يتم بحثها تاريخيا بطريقة سليمة وهى (توفيق الأوضاع الدينية بين المصريين والاغريق) مما قاله بانص (بانه كتب هذا التاريخ متجولا بين ربوع مصر للتوفيق بين الاوضاع الدينية من وجهة النظر المصرية مع كهنة الاله امون ووجهة النظر الاغريقية)
ولكنه للاسف الشديد لم يشرح لنا باسهاب معنى توفيق الاوضاع وخاصة ان مصر انذاك كانت تحت سيطرة الاسكندر الرابع وما شهدته البلاد فى هذه الفترة وما قبلها من اضطرابت بعد موت الاسكندر الاكبر ثم فترة تولى اخ الاسكندر حكم مصر وهو (فيليب اريداوس) المعروف باسم (فيليب المجنون) وايضا لم يشرح لنا سبب جنونه هذا.
وهكذا كان باختصار شديد كيفية ضياع حقائق وجذور العقيدة المصرية القديمة والتي يتناولها العالم كلا من وجهة نظره الشخصية و ليس بحقائق تاريخية موثقة،وكما كتبنا في مقالات كثيرة طوال هذا الشهر الكريم.واخيرا أتمنى لكم عيدا مباركا وكل عام وانتم طيبين وبخير وكذلك بلادنا الحيبة مصر والتي هي بلا شك او ريبة أرض فجر الضمير والأخلاق الحميدة،حقا انها أرض التوحيد منذ القديم من الزمان