آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى والمرشد السياحى “أحمد السنوسى “يواصل كتاباته عن: ” العقيدة والدين في مصر القديمة” (28)

في يوم 21 مايو، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

بعد كل هذه المقالات واثبات يقينى بان مصر كانت فيها التوحيد في كل العصور،يتسائل الناس الان كيف ضاعت كل هذه الحقائق ولماذا لم يثبت التوحيد منذ العصور المتاخرة المصرية حتى ظهور الإسلام ودخوله مصر؟

والاجابة على هذا السؤال سيكون أيضا من التاريخ المصرى نفسه،والذى بدأ منذ العصور المتأخرة حتى قبل العهد الفارسى نفسه،حيث ان الفرس قالوا بان العقيدة المصرية القديمة ما هي الا اساطير فما بالك بفكر الفرس مع فكرة التوحيد في مصر أصلا؟؟

وكانت البداية الحقة في العصر المتأخر المصرى وخاصة في عهد الاسرة 26،حيث عاشت مصر في حالة اضطراب سياسى واجتماعى ودينيى ولم نجد فيها اية نصوص دينية موثقة،ولو حتى اسطورة مما اضاعت فيها ملامح العقيدة المصرية الى حد كبير فما بالك بالفكر التوحيدى، ثم اتت الطامة الكبرى والاحتلال الفارسى لمصر.

ولم يكن غريبا انذاك بالنسبة لمصر وكهنتها وخاصة انهم قبعوا تحت وطأة الاحتلال الفارسى لاكثر من قرنين من الزمان.وفى هاذين القرنين لم تكن هناك سياسة دينية واضحة فى البلاد،بجانب حرمان الفرس للمصريين من اقامة شعائرهم بل حرم عليهم الدخول فى الكثير من المعابد بخلاف المعابد التى قفلت او احترقت او تم هدمها.

فمجتمع بعيد تماما عن دينه لاكثر من قرنين من الزمان  تم فيه انجاب على الاقل خمسة اجيال كاملة بعيدين تماما عن الفكر الدينى والشعائر الدينية الاصيلة،وظهر منهم على سبيل المثال اول مؤرخ مصرى فى التاريخ وهو مانيتون السمنودى،حتى الكهنة كانوا يعيشون تحت وطأة الاحتلال الفارسى فنسيت الاجيال الجديدة العقيدة القديمة تماما.

ولاننسى ان الشعب المصرى فى لبه الفكرى عاشقا لشىء اسمه الدين ولذلك وجدوا مرتعهم في العصر البطلمى وخاصة كهنة امون،وفرحوا بمسالة توفيق الاوضاع.وكان البطالمة اكثر منهم ذكاءا لانهم اتخذوا كل الالهة المصرية فى توفيق الاوضاع ماعدا بعض الالهة الاغريقية والتى كانت تخص الاغريق فقط وخاصة فى مدينة الإسكندرية،وطبعا لم يظهروا اى فكر توحيدى في البلاد على الاطلاق.

وهذا هو التحليل الطبيعى للمجتمع المصرى والذكاء البطلمى،حتى ضاع كل ذلك وتحطم على يد الرومان وخاصة انهم كارهين للبطالمة بصفة عامة ولاخر ملكة على مصر وهى كليوباترا،ومع وقوع مصر تحت وطأة الاحتلال الرومانى انتهى الدين تماما حتى ظهور العصر المسيحى.

وهنا اطرح فكر احد العلماء الالمان ومتخصص في العقيدة المسيحية وله اهتمام خاص بالحضارة المصرية القديمة وخاصة من الناحية الدينية وهو العالم (ايرهارد كايزر) وله كتاب شهير في المانيا باسم (اقوال من فراعين موجودة فى العهد القديم) وقال في كتابه بالنص الحرفى (لابد الان ان يهتم المصريين بتاريخهم القديم وخاصة بان لديهم كلية متخصصة فى علم الاثار وكثيرين منهم على دراية عالية باللغة القديمة،وعليهم من ترميم وتغير تاريخ بلادهم لانه يستحق هذا فعلا،فلديهم حضارة كبرى ولكن حتى الان لايعرفون قيمتها على الاطلاق) وهذه وجهة نظر احد العلماء الالمان الحديثون وخاصة فى العقيدة المسيحية وله اهتمام خاص بالحضارة المصرية الدينية القديمة

ولقد كتب أيضا ان فرحة المصرين بانتهاء العهد الفارسى الظالم كانت فرحة كبيرة غير محسوبة دينيا،وخاصة انهم وجدوا بان البطالمة ارحم من الفرس فى كل شىء وفى اى شيء.هذه الفرحة الكبرى وتغالى الكثير من الكهنة بهذه الفرحة قد افسدت ومحت العقيدة المصرية القديمة تماما،سواء من ناحية الالهة المصرية او من ناحية الفكر التوحيدى.

هذه الآراء جعلتنى ادرس بصدق كيف كانت هذه الفرحة وماذا ضاع من مصر في هذه الفرحة،وخاصة الاستسلام الكامل للفكر البطلمى.

فاين كان الشعب الموحد آنذاك وكذلك اين كان كهنة امون آنذاك او اى نوع من الكهنة المصريين.فلقد اختفى الكهنة تماما في العصر البطلمى،ولم يظهر منهم أحدا قط سوى المؤرخ المصرى الأصيل (مانيتون السمنودى) الذى تربع ونشأ في المعاهد البطلمية وكتب تاريخ مصري فيه الكثير من المغالطات الفكرية والدينية بامر من بطليموس الثانى وكان ذلك بداية عام 275 ق.م.

ولاننسى كذلك بان مانيتون هو من الجيل الخامس منذ احتلال الفرس لمصر،حيث ولد في نفس اليوم الذى توفى فيه الاسكندر الأكبر ونشأ في كنف الفرحة الكبرى المصرية بالبطالمة وتمجيد الاسكندر الأكبر بصورة مبالغة فيها آنذاك،

وهو اول من قال بان البطالمة ارحم من الفرس،ولكنه كان متشددا ضد االيهود والفكر اليهودى ووصفهم بانهم انجاس.

ولم يشرح لنا المزيد لهذا الغضب او سييه وخاصة بان اليهود آنذاك ومنذ عهد الملك بطليموس الأول اصبح لهم سطوة كبيرة في مصر وبالأخص في مدينة الإسكندرية،وما ادراك ما اليهود أصلا الكارهين لمصر وللعقيدة المصرية القديمة وما بالك أيضا حالهم مع اية جماعة موحدة في مصر آنذاك، هذا وان كان أصلا يوجد جماعة موحدة من الأصل.

ولذلك وضعت بفضل الله سبعة نقاط تاريخية ومن التاريخ المصرى نفسه لمعرفة كيفية ضياع العقيدة المصرية من التاريخ سواء كانت عقيدة الهية او حتى عقيدة موحدة،وذلك يكون في المقال القدم باذن الله وهو المقال الأخير في هذا الشهر المبارك وكل عام وانتم طيبيين.

والى لقاء مع مقال الغد باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

   

مقالات ذات صلة