نواصل اليوم ما قاله العلماء في حكم الحكيم أمينوبى ومقارنتها بسفر الأمثال، فلقد فام العالم الالمانى أدولف إيرمان وعمل مقارنة بين سفر الأمثال وحكم الحكيم أمنوبى واثبت تاريخيا بان حكم أمنوبى اقدم بكثير من سفر الأمثال.
وقال (لقد اقتبس اليهود كتابات وحكم امينوبي ونسبوها الي النبي سليمان في كتاب سفر الأمثال كما إعتادوا سرقه أي شيء متمثلاً في التاريخ والأرض و كل شيء).
ولذلك سنضع هنا أمام القارئ النص الحرفي لأقوال الحكيم المصري القديم امنيوبى ، ثم يليه ما كُتب في سفر الأمثال العبري للتأكد من صحة واقعة الإقتباس ، ومن المعروف بأن أحكام أمنيوبى أقدم بعدة قرون كثيرة بسفر الأمثال.
1- قال أمينوبى : امل اذنيك لتسمع أقوالى وأعكف قلبك علي فهمها ، لأنه شيء مفيد إن وضعتها في قلبك ولكن الويل لمن يتعداها
– سفر الأمثال : امل أذنيك واسمع كلام الحكماء ، ووجه قلبك الي معرفتى ،لأنه حسنان حفظتها في جوفك ، إن ثبتت جميعا علي شفتيك
2- قال أمينوبى : أرغفه تحصل عليها بقلب فرح ، خير من ثروه تحصل عليها في تعاسه
– سفر الأمثال : أكله من القول حيث تكون المحبة ، خير من ثور معلوف ومعه بغضه
ولقد حذر الحكيم المصري أمنيوبى من مخافه الإندفاع والتهور والطيش
3- قال أمينوبى : لا تصاحبن رجل حاد الطباع ، ولا تلحن في محادثته
– سفر الأمثال : لا تصطحب غضوباً ، ومع رجل ساخط لا تجيء
4- قال أمينوبى : الكاتب الماهر في وظيفته ، سيجد نفسه كفؤا لأن يكون من رجال البلاط
– سفر الأمثال : أرايت رجلا مجتهدا في عمله أمام الملوك يقف
وهذا لايدع أى مجال للشك كما أثبت علماء الآثار والمصريات من الأجانب بأن المؤلف الحقيقي لسفر الأمثال هو الحكيم المصري القديم امنيوبى ، وأن اليهود إقتبسوا كلماته و تعاليمه من بردياته و نسبوها لنبي الله سليمان ، ونقول أيضا بأنه من أجمل ما كتبه الحكيم
أمينوبى هذه الأحكام والتعاليم وهى في لبها كلها تعاليم دينية وأخلاقية ، وهذا يوضح لنا بكل تأكيد النضوج الفكرى الدينى عند المصرى القديم وخاصة في عهد الدولة الحديثة عصر الرعامسة الذين يتهمهم الكثير من العلماء بالجبروت والفرعنة للأسف الشديد.
وهذه الحقائق تؤكد بان التوحيد بالإله الواحد كان يوجد في منذ القديم من الزمان، وفى ذلك قال أحد الفلاسفة الفرنسيين (فرانسو دوماس) وهو ليس مسلما ولا حتى مؤمنا.
وعندما قرأ الكثير عن حقائق العقيدة المصرية القديمة قال بالنص (عندما تظهر الوصايا التى تتعلق بالعدالة والإحسان منذ الدولة القديمة فإنها تنسب فى معظم الأحوال إلى الله) وهكذا يتفكر الغرب وكل من يبحث بجدية في حقائق غير معلومة عن الحضارة المصرية القديمة.
بل هناك بعض العرب قالوا بأن أمينوبى يمكن أن يكون هو سيدنا لقمان الحكيم نفسه ، وخاصة أن كلاهما كانوا من أصل مدينة أسوان في جنوب مصر.
وقيل في تاريخ الأثر عن خالد بن الربيع ما يلى عن سيدنا لقمان الحكيم (هو لقمان بن ياعور ابن اخت أيوب ، أو أبن خالته ، وهو من أسوان بمصر.
وإنه كان نجاراً ، وقيل أنه كان خياطاً ، وقيل أنه كان راعياً ، وقد عاصر سيدنا داوود عليه السلام،وقد أعطاه الله الحكمة)
وذكر المسعودي في تاريخ (أنه ولد على عشر سنين من ملك داود عليه السلام ولم يزل باقياً في الأرض،مظهراً للحكمة والزهد إلى أيام يونس بن متى عليه السلام).
ومازلت مع العالم كله أتساءل حتى الآن من هو في حقيقة الأمر الحكيم العظيم المصرى الأصل أمينوبى!! .
ولكن هنا سيسأل الكثير من الناس بطبيعة الحال كيف ضاعت حقائق العقيدة المصرية القديمة في عرف التاريخ.
وهناك إجابة شافية واضحة ومن التاريخ المصرى نفسه وبنصوص كذلك،لأن نتحدث في تاريخنا بنصوص أصيلة وأخترتها حتى لايكون فيها أى شك إذا حدث التباس فكرى في الموضوع.
وأن هذا الأمر بدأ بالفعل في طمس حقائق كثيرة على يد الأشوريين ، ولكن الأكثر منهم فعلا كان الفرس ثم العصور التي تلت الفرس في أرض مصر.
وسوف نشرح كل ذلك بالتفصيل المختصر من واقع تاريخنا المصرى الذى لا يكذب ولا يتجمل ، وان ذلك سيكون مع المقاليين التاليين
لأنها حقائق التاريخ التى أغفلناه أو أغفلها الأجنبى عندما بدأ يكتب عن تاريخنا القديم ونحن كنا في سبات عميق أاعتقد مازلنا حتى يومنا هذا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
إلى لقاء مع المقال القادم بإذن الله