آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الباحث الآثارى والمرشد السياحى “أحمد السنوسى “يواصل كتاباته عن: ” العقيدة والدين في مصر القديمة” (26 )

في يوم 19 مايو، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

وننظر الان الى الختام فى الفصل الثلاثون ثم بعد ذلك احكم بنفسك انت وضميرك على هذا كله.

الختام فى الفصل الثلاثون،فيقول بالنص الحرفى ( تامل بنفسك هذه الفصول الثلاثون فانها تمتع وتعلم وهى تفوق كل الكتب،فهى تعلم الجاهل.واذا قرأت هذه التعاليم امام الجاهل اصبح طاهرا بها من الخبائث. فأملاء نفسك بها وضعها فى قلبك لتكون رجلا يعرف تفسيرها عندما تعرفها تماما،وتكون مفسرا لها كمعلم ولن ينالك غضب من الله … الختام … ).

وبعد هذه القراءات الدراسية المتانية لهذه النصوص كاملة عدة مرات يمكننا ان نخرج بعدة استنتاجات نتحدى بها العالم كله دفاعا عن حضارتنا القديمة والحديثة،وفيها نثبت بان مصر كان بها التوحيد منذ اقدم العصور،وحتى ولو كان رجلا واحدا وخاصة فى عهد الغلو والتعالى بالاله امون رع،ومن هذه النقاط الهامة التى يمكن تناولها فيها ما يلى:-

 (1) الواقع ان امنوبى كانت له رسالة يحملها الى العالم وليس مصر فقط،والواضح ايضا ان تعاليمه اظهرت للعالم الحديث الاخلاق السامية والموحدة بالاله الواحد،ويمكن القول بانه دين الفطرة التى فطر الله الناس عليه وهو دين الاله الواحد،وهل هناك شك فى ذلك!

(2) ان هذه التعاليم من اولها الى اخرها فى الفصل الثلاثون فيه دراسة للحياة والارشاد الى الخير والهدى،وهل نجد مثلها فى اية حضارة من الحضارات؟؟ فهل نتعلم من هذه التعاليم ايها  العالم الراقى الاول كيفية معاملة الانسان لاخيه الانسان؟؟.

(3) انه ذكرعدد قليل جدا لا يتعدى اصابع اليد الواحدة ألهة مصرية الا انه لم يمجدها بل بصق على احدهما وهو الثعبان ابوبى.

(4) انه لم يذكر قط اله الدولة انذاك وهو امون رع،وهذا فى حد ذاته من الامور الغريبة حقا ويعلمها كل دراس متخصص فى الحضارة المصرية القديمة وبالاخص المتخصصين فى ديانة الدولة الحديثة،وكيف لا يذكر الاله المعلم له هذه التعاليم وهو امون رع اله الدولة انذك؟؟ وهذه النقطة هامة للغاية.

(5) ذكرا عدد من الالهة المصرية الهامة مثل تحوت،خنوم،رننوت بخلاف الثعبان ابوبى الا انه لا يصدق في ايا منهما وهذا ما يلاحظه كل دارس ومدقق فى هذه التعاليم،بل يحس الدارس بانه يشير الى قوة اخرى عظيمة خفية وراء تلك الاسماء الالهية.

(6) جاهد بفكره وتعاليمه ليكون الاصلاح هوالحل،وان الاصلاح فضيلة ولابد للانسان ان يتفكر فى الموت والابدية،ويكون حافزا يدفع الانسان بان يسلك الطريق المستقيم فى الحياة الدنيا مخافة الله الواحد الاكبر.

(7) أقر بان الله هو الذى يسعد ويغنى وليس الالهة المصرية،وان التدين هو اعظم شىء فى الوجود.

(8) لاشك مطلقا واتحدى العالم كله بان تعاليم امنوبى تحمل رسالة الى العالم لتؤكد عدة نقاط لا ينكرها الا جاحد وهى

– ان الالهة المصرية لا شأن لها والشأن كله هو لله العلى العظيم الذى لا اله غيره.

– ان دستور فهم الحياة لا يمكن ترسيخه الا فى ظل اله واحد وانه هو فقط المدبر لسكان سفينة الحياة.

– ان الكمال لله وحده وهو رب الارزاق ولذلك يجب على الانسان الا يخاف غيره هو الواحد.

– ان الانسان هو المخطىء فى حق الهه والحساب ينتظر المخطىء.

– ان محاولة الانسان للوصول الى الكمال ضربا من المحال لان الانسان خلق ضعيفا وان الله هو القوى.

– ان الله هو العادل وعلى الانسان ان يتوكل عليه.

– ان الله يبارك العمل الصالح ويحب الخير ويكرم الانسان.

– ما اسعد الانسان ان يموت على الحق ليكون امن فى يد الله.

وبهذا ننتهى من خلاصة تعاليم امنوبى ونقول بان ذلك الموضوع شغل بال الكثيرين من العلماء وخاصة اصحاب المدرسة الالمانية المعتدلة وعقدوا لذلك المؤتمرات العدة فى اوروبا.

وقد قال العالم والس بدج وكذلك العالم الدنماركى البروقيسور اولنج عن تعاليم امنوبى (انها تدخل في دائره التعاليم الدينيه لما فيها من عمق ديني،كما انها تنفذ الي الاعماق بدرجه تفوق من سبقوه من الحكماء.فاذا كانت التقوي في نظر اصحاب الحكمه الاخرين تعد فضيله.وان فكره الموت والخلود الابدي قوه دافعه للمرء علي السلوك الفاضل وان الله وحده هو الذي يمنح الغني و الحظ)

وقال العالم الكبير جيمس هنرى بريستد (ان جميع العلماء بكتاب العهد القديم يجزمون ان معظم كتاب سفر الامثال قد اخذ بالنص من الحكيم المصري القديم امنوبي،اي ان النسخه العبرانيه هي تقريبا ترجمه حرفيه عن الاصل الهيروغليقي العتيق.امنوبي الحكيم،مؤلف سفر الأمثال)؟

وقال العالم الالمانى ارمان في عام 1924 (شاع بين اليهود ان مؤلف سفر الامثال هو سليمان الحكيم بينما مؤلفه الحقيقي هو امنوبي الحكيم) ومن المعروف بان العالم الالمانى كان اول من نبه الي الشبه بين حكم وامثال امنوبي وبين سفر الامثال،وقد وضح ارمان ان الفكر المصري كان مصدرا رئيسيا لاسفار العهد القديم في بحثه المقدم الي المجمع العلمي البروسي وعنوانه ( مصدر مصري لامثال سليمان) وقد تكلم في هذا البحث عن تعاليم مصرية اكتشفت حديثا علي ورق البردي كتبها الحكيم امنوبي.وقد تكررت هذه الحكم المصرية بشكل واضح في سفر الامثال.اثار بحث ارمان واكتشافه هذا علماء المصريات في المانيا وخارجها وتوالت البحوث و الدراسات للمقارنه بين الكتابين.وهذه المقارنة سوف نتحدث عنها في المقال القادم

والى لقاء مع مقال الغد باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى

   

مقالات ذات صلة