(خيتى دوا اف)
وفى عهد الدولة الوسطى ظهر أيضا احد الحكماء بتعاليم قوية وفيها أيضا كان التوحيد بالاله الواحد،وهو الحكيم (خيتى دوا اف) في عهد الملك امنمحات الأول،وكانت تلك التعاليم من اعظم التعاليم على الاطلاق في عهد الدولة الوسطى.وهى تعاليم المرؤة مما تدفع الإنسان بالقول بان مثل هذه التعاليم لابد ان تكون نابعة فقط من الوازع الدينى وبها من سمو الاخلاق ما هو دينى فعلا،وخاصة ان مثل هذه التعاليم لانجدها قط فى تعاليم الاله اوزير نفسه ومنها على سبيل المثال :-
– انظر ان المصيبة قد حلت بى عندما كنت بدونك ايها الاله الواحد ( فأى اله كان يقصد !!) ولماذا الواحد!! وبالطبع هو لايقصد الاله اوزير والا كان خصصه بالاسم،فأى اله واحد كان يقصد ههنا ؟؟.
فخلاف تعاليم أخلاقية كثيرة تركها كوصية لابنه،وهى كلها تعاليم لاشك فيها مطلقا بانها نابعة من فكر دينى واخلاقى رفيع المستوى. و على فكرة هذه التعاليم قال بانها للاله الواحد وليس اوزير لان مثل هذه التعاليم الرفيعة لم نجدها حتى في تعاليم الوزير وكان رب مصر كلها في هذه الفترة.
وهنا السؤال التاريخى لكل علماء العالم: من اى عقيدة استقى خيتى هذه التعاليم؟.
وفى نهاية النصائح نجد خيتى يقول لابنه بالنص الحرفى (اذا اتبعت هذه التعاليم اكون قد وضعتك على الطريق الصحيح للاله ولن تقاسى الالام فى حياتك وستصل بها الى اعلى وظيفة فى البلاد بل ستكون فى المجلس الاعلى للحكام)
ومن المعروف لكل دارس حقيقى ومدقق في تاريخنا المصرى القديم وخاصة في عهد الدولة الوسطى،سيجد ان السطلة والعقيدة و السطوة كانت للاله اوزير،هذا الرب الذى امتدحه الكهنة والكثير من الناس بصورة مبالغة فيها وكانه هو الخالق نفسه.
ولكن في خضم كل ذلك نجد بان نجد بان هناك مصريين يدعون الى عبادة الاله الواحد،وكان اشهرهم في هذا العهد خيتى دوا اف.
وقبل دخولنا في عصر الدولة الحديثة، والحديث عن حكيم يحتار معه العالم كله حتى الان بل أقيمت له المؤتمرات العدة والعدة والذى سيكون حديثنا في المقالات القادمة،ولكن قبل الحديث عنه نتوقف عن احد قوانين الربة ماعت والتي تقول (انا احترم شئون الاخرين) مما يؤكد السلمية التامة في المجتمع المصرى حتى اتى فرعون موسى وبدل الامر تماما وفى ذلك حديث اخر ليس الان.
فلقد كان احترام شئون الاخرين ومراعاة حرمة الاخرين من اخلاقيات المصرى القديم ومن اخلاقيات الإسلام.وان كان المجتمع العالمى عرف هذا الامر بعد نزول القرأن الكريم،الا ان المصرى القديم قد عرفها منذ الالاف من السنين.
الم يقول خيتى دوا اف لابنه بالنص (اذا اتبعت هذه التعاليم اكون قد و ضعتك على الطريق الصحيح للاله) فيجب على كل انسان ان يحترم خصوصية الاخر او افشاء اسرار هنا او هناك وخاصة في الأمور العائلية،ولا يجب التلاسن او النميمة وهذا كله ان حدث ينافى الاخلاق تماما ولا يتناسب مع الانسان المسلم العالم باوامر ربه وكما جاء في ايات القرأن الكريم.
وللاسف الشديد في عصرنا هذا كثرت المغالطات والاقاويل سواء كانت من الرجل او من المرأة بل ويتدخلون في الحياة الشخصية لاقربائهم واصحابهم فضاعت الاخلاق وكثرة الفتن والعلاقات السيئة بين الناس وهكذا خربت العلاقات تماما.
وللأسف الشديد هذه الظاهرة وللأسف الشديد مرة أخرى،أصبحت ظاهرة اجتماعية خطيرة وخاصة في بلاد الإسلام،تلك المجتمعات التي تعتبر نفسها ملتزمة إيمانياً فكيف ذلك؟ مع أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتصف المؤمن بهذه الصفة المذمومة على الاطلاق.
فالمؤمن الحق يراعي الحرمات ويحترمها،ولا يتدخل في شئون الآخرين،ويحترم أسرارهم وحياتهم الخاصة،بل يدافع عن هذه الحرمات بكل ما أوتى من قوة أو بأس،ولا يرضى بأيٍ حالٍ من الأحوال أن تفضح الخصوصيات والأسرار أمامه.
وعدم مراعاة حرمة الآخرين،تعبر عن عدم احترامنا لإنسانيتنا،وهذا المعنى لفت إليه المرجع السيد (محمد حسين فضل الله) حيث قال (لعل من أسباب هذه الظّاهرة،هو عدم احترامنا لإنسانيّتنا،أو لان الإنسان لا يحترم الإنسان في هذا المجال.وهذا يعني انّ العلاقات لا تخضع لاحترام حرية الإنسان في القضايا الخاصة التي يعيشها).
من هنا،يجب على الإنسان أن يفكر دائماً في انه كما لا يحب أن يتدخل في شئونه الخاصة أحد،يجب عليه ألا يتدخل في شئون الآخرين، ومن تدخل فيما لا يعنيه،يجد ما لا يرضيه.وفى ذلك قال تعالى في سورة الصافات 24 (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) وكذلك في سورة الاسراء 36 (ِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُا مَسْؤُولاً).
فعلينا أن نعرف كيف نحرك أبصارنا في مواقع الخير والحق،فلا نممدها لتتبع عورات الآخرين،وتصد نقاط ضعفهم وأسرارهم،ولا نستخدم أسماعنا لتتبع خصوصيات الناس،ومن ثم نشرها هنا وهناك
وفى حديث عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال:جمع خير الدّنيا والآخرة في كتمان السر ومصادقة الأخيار،وجمع الشرّ في الإذاعة ومؤاخاة الأشرار
والى لقاء مع مقال الغد باذن الله