آثار ومصرياتأخبارشئون مصريةمنوعات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى “أحمد السنوسى “يواصل  كتاباته عن: ” العقيدة والدين في مصر القديمة” (17 )

في يوم 10 مايو، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

القلب والريشة

الريشة في الوزن لها أهمية كبرى يا سادة ولأنها اخف وزن على الاطلاق بل اخف من الذرة تنبهوا جيدا

والحساب على وزن الكلمة وليس وزن القلب، فالقلب اثقل من الريشة فكيف تطب الريشة وهى اخف وزنا؟؟

معلومة لتصحيح تاريخ منسى وقد فهم خطأ في الترجمات،والله اعلم على كل حال…اشكركم

أولا: المحاكمة تعرف باسم (ميدو): هناك ملحوظة هامة في محاكمة الموتى وخاصة في النصوص المكتوبة والموثقة حيث ان الحساب يكون على الكلمة وليس في وزن القلب في حد ذاته،وهذا ما يجب ملاحظته في القراءة والمعرفة وعند شرح الموضوع في المقابر للضيف الاجنبى،ولاولادنا أيضا ولكل مصري مهتم بتاريخنا القديم الجميل وانه لا يناقض القران مطلقا

ففي المحاكمة بالعالم الاخر نجد ان وزن القلب في حد ذاته ليس هو المهم ولكن الأهم هو ختم هذا القلب من كلام صادق في الحياة الدنيا.فالعقل يفكر به الانسان ويصدق على هذا التفكير السليم (القلب) لانه هو العضو الوحيد الذى يخزن كل ما في العقل والقلب معا.ولذلك كان الكلام والكتابة الدينية من الأشياء المقدسة في العقيدة المصرية ولقد اهتم الكاتب نفسه بتأكيد ذلك بل وبالحبر الذى يكتب به واطلق على هذا الحبر او المداد اسم ((ميدو دجسر = المداد المقدس)) ولذلك نشاهد  دائما في الرسم التصويرى (تحوت او جحوتى) واقفا ممسكا القلم ليسجل كل كلمة بل كل حرف عمله الانسان في حياته على الأرض وحفظه القلب فان كان خيرا فخيرا وان كان شرا فشرا.

وللتأكيد على ذلك في تلك المحاكمة نجد ان القلب يقابله في الطبة الأخرى من الميزان (الريشة) ومن المعروف بان الريشة من اخف الاوزان على الاطلاق ولا يمكن للقلب مثلا بان يكون بهذه الخفة على الاطلاق. وهذا أيضا يعتبر من الأشياء التي لم يتم بحثها في تاريخنا المنسى وخاصة في المحاكمة في العالم الاخر.

فالقلب مثلا يوزن الالاف من الجرامات اما الريشة فلا،وكيف من لاوزن له مطلقا وهو الريشة ان يتساوى مع ما له وزن وهو القلب

ومن الغريب في هذه المحاكمة مثلا وخاصة في الانسان الصالح نجد ان الريشة ترجح كفتة الميزان عن القلب فكيف يستقى ذلك؟؟؟

((ملاحظة هامة جدا براى الخاص المتواضع))

ومن هنا جائنا التفكير بان الغرض من هذه الريشة الخفيفة هو وزن كل كلمة قالها الانسان ونجد ذلك ايضا في النصوص حيث نجد كلمة (وزن الكلام) في الترجمة النصية الصحيحة في نصوص تلك المحاكمات.فموضوع الريشة والميزان من الأمور الهامة في الشرح للاجنبى لكى يتفهم حقيقة العقيدة المصرية القديمة وكيف ان الريشة هى التي يطب ميزانها وليس القلب لان هذا الموضوع عمل لبس فكرى كبير عند البعض اجنبى او غير اجنبى.

وكل كلمة من هذه الكلمات حفظها القلب فاذا كان وزن الكلمات خيرا فخيرا والعكس صحيح،وهذا ما قاله الله تعالى أيضا في سورة الزلزلة 7  ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ))

وكذلك في حديث عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.

ولقد افرد علماء الإسلام العظام في تفسير وفلسفة الفرق بين العقل والقلب وياليت كل انسان يتعرف على هذه الفروق في الدراسات الإسلامية حتى يكون لنا عقل سليم وقلب سليم في جسم سليم.

واظن يا أصحاب العقول الوزن وميازن الكملة كما وضحها المصرى القديك لا تتعارض قط مع ايات القرأن الكريم باستثناء الرموز الإلهية كما في النصوص القديمة طبعا،فما احلى حضارتنا القديمة وما اجمل اسلامنا القويم وان الحمد لله رب العالمين

والى لقاء مع مقال الغد باذن الله

كاتب المقال

الباحث الآثارى والمرشد السياحى

أحمد السنوسى