وزن القلب عن الجساب
لو تتبعنا نصوص العالم الاخر في العقيدة المصرية القديمة،نجد شيئا هاما قد لا يعمله الا القليل وهو وزن القلب عند الحساب… فهنا لا شك مطلقا بان الحساب في العالم الاخر ليس وزن القلب في حد ذاته،ولكن الأهم هو ختم هذا القلب من كلام صادق كان في الحياة الدنيا،فكيف ذلك؟
فالعقل يفكر به الانسان ويصدق على هذا التفكير السليم (القلب) لانه هو العضو الذى يخزن كل شيء فيحفظه ليكون شاهدا عليه يوم الحساب.ولقد اطلق على الحبر المستخدم في الكتابة اسم (ميدو نتر = الحبر او المداد المقدس) ولذلك نجد دائما وابدا الرب تحوتى واقفا وممسكا بالقلم ليسجل كل كلمة كانت على الأرض،بل كل حرف قاله او عمله الانسان على الأرض وحفظه القلب،فان كان خيرا فخيرا وان كان شرا فشر.
وللتأكد على ذلك في تلك المحكمة (ميدو = الماحكمة) نجد ان القلب يقابله في الضبة الأخرى من الميزان الريشة.ومن المعروف بان الريشة من اخف الاوزان على الاطلاق،ولايمكن للقلب مثلا بان يكون بهذه الخفة على الاطلاق،وهذا أيضا يعتبر من الأمور العجيبة في هذه الماحكمة لان القلب بكل المقاييس اثقل من الريشة،وكيف من لا وزن له (الريشة) ان تتساوى مع ما له وزن وهو (القلب) ثم قى
الانسان الصالح السوى ترجح كفة الريشة عن القلب فكيف يستقى ذلك؟
ومن هنا جائنا التفكير بان الغرض من هذه الريشة الخفيفة تزن كل كلمة قالها الانسان،ونجد لذلك نصا مصريا قديما يقول في هذه المحاكمة (وزن الكلام) اذا فان في المحاكمة هذه تزن ليس اعمل الانسان بل تزن كل كلمة قالها الانسان وهى كلها محفوظة في القلب
فاذا كان وزن الكلم خيرا فيخرا،واما اذا كان عكس ذلك فشرا.
ففي هذه المحاكمة نتعلم منها الكثير والكثير الذى يتفق مع الدين والعقيدة قديما وحديثا.ونجد مثل هذه المعانى أيضا في ايات كثيرة في القرأن الكريم وكما جاء في سورة الزلزلة 7 (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
فالذرة من ناحية الوزن فهى اخف من الريشة من الناحية العملية والتي تتكون من عدة جزيئات وأيضا فلا وزن لهم،وملخص هذا كله بان رحمة ربك لال حدود لها وهو غافر الذنب قابل التوب.
فالوزن هنا عند المصرى القديم هو وزن الكلمة وطبعا الكلمة الصالحة الصادقة وهى جزيئات العمل الصالح الذى يترجى منها الانسان بان يدخل جنة الخالق الواحد.وكذلك في ايات القرأن الكريم وخاصة التي تذكر القلب فان الوزن هنا أيضا ليس للكلمة فقط بل للعمل الصالح مهما كان وهنه او صغره لان الخالق الواحد هو الغفور الرحيم.
ولقد اثبت العلماء الحديثون بان العقل يستوعب ملاين وملايين الكلمات بل بلا حدود،وان القلب وحده هو الحافظ لكل ذلك ومصدق لكل ذلك وهو العضو الوحيد الذى يختم على كل ذلك،في كتاب خاص لكل انسان،وهذا نفسه ما قاله الله تعالى في سورة الاسراء 13 (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا)
كما ان لكل انسان سائق وشهيد ومنه القرين،وهذا أيضا ما جاء في الحضارة المصرية،وان لكل انسان قرين،بل هذا القرين على عكس حال الانسان تماما،فاذا كان الانسان صالحا يكون قرينه فاسدا والعكس صحيح.وهكذا نقول دائما بان الانسان السليم له قلب سليم.اذا
فان القلب هو المعيار الرئيسي لفلاح الإنسان ونجاحه في حياته،فإن كان قلبه سليماً صحيحاً،كانت حياته كذلك،فالقلب السليم هو أساس صلاح الإنسان.وفى ذلك قال تعالى في سورة الشعراء 89 (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
وهنا نتسائل بقلب سليم كيف تاتى لهذا المصرى القديم كل هذه الأفكار وكل هذه المعارف حتى في الحساب في العالم الاخر؟ فعندهم الحساب بالقلب،وفى القرأن الكريم الحساب بالقلب وسبحان الله كل من يعارض او يتحدث عن الحضارة المصرية العظيمة بقلب وفكر غير سليم على الاطلاق.
وفى حقيقة الامر واقولها بكل صراحة ان محاكمة العالم الاخر في الفكر المصرى القديم من الموضوعات المهملة دراسيا بكل صراحة ووضوح،بل علماء قلائل فقط من تحدثوا عن ذلك واهتموا بصور الالهة والمناظر ولم يتهموا بالنصوص ولا حتى المقارنة الإسلامية لانهم أصلا عندهم فكرة عن الإسلام سوى انه دين الإرهاب وبس،وسبحان الله عما يصفون.
الم يذكر المصرى القديم الجنة والنار، الم يقل المصرى القديم بان الأرض بعد القيامة ستكون هي الجحيم وعرفها باسم (أكر) الم يذكر المصرى القديم بان الانسان في العالم الاخر له طريقان فقط لا ثالث لهما وهما اما الى الجنة واما الى النار.ذلك هو عالم الغيب و الشهادة وقد عرفه المصرى القديم باسم (برت ام هرو = العالم الغيبى)) وهكذا أمن المصرى القديم بعالم الغيب والشهادة،ونحن المصريون او المسلمين نؤمن مثله بعالم الغيب والشهادة بل نشهد بانه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله.
والى لقاء مع مقال الغد باذن الله