(انا احترم كل المعتقدات)
اظهر المصرى القديم احترامه الكامل لكل المعتقدات ولم تقم يوما في تاريخ مصر القديم اية عصبية او حروب بينهم بسبب الدين او المعتقد، وأكذب اى شخص يقول غير ذلك وخاصة لو كان قارئا جيدا وبنصوص اصلية في تاريخنا القديم.
وهكذا حثنا الإسلام على احترام عقائد الاخرين،فلكل انسان دينه ومعتقده الخاص به.
واشمل صورة في القران الكريم وتشمل هذا الامر كله ما جاء في سورة البقرة 285 (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚكُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
فلقد حثت آيات القرأن الكريم على إحترام الأديان والمعتقدات المخالفة لتعاليم الإسلام، وأظهرت التشريعات والتوجيهات الشرعية التي تحفظ حقوق غير المسلمين في بلاد المسلمين ومنها:حقهم في توفير الحماية لهم من أي اعتداء،ويشمل هذا الحق حماية أنفسهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم.
كما يرى بعض الفقهاء وقيلت اكثر من مرة في المؤتمرات الدولية والإسلامية بأن الدولة الإسلامية مطالبةٌ بتوفير الأمان المجتمعي لغير المسلم وكذلك عند بلوغهم سن العجز والشيخوخة، وذلك على اعتبار أنهم رعايا في بلاد المسلمين ومن مواطنيها.
ومعلوم تماما أن من مقدمة حقوقهم احترام اختياراتهم العقيدية دون إكراهٍ لهم على معتقدٍ أو إجبار على الدخول في الإسلام،وفى ذلك قال تعالى في سورة البقرة 256 (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) فهكذا يصون الإسلام حقوق الاخرين وكذلك حقهم في العمل وممارسة حياتهم بطبيعية كاملة وحق التملك أيضا.وأعطاهم الحق في تولي الوظائف عدا تلك التي تقوم مهامها على أساسٍ شرعى مثل:الإمامة العامة،والقضاء الشرعي،وبعض الوظائف الأخرى.
ولا ادرى حقا لماذا في بلادنا الإسلامية تقوم بين الحين والأخر تراشقات ومشاحنات بين المسلم وغير المسلم،مع ان المسلم الحق يعلم دينه ويعلم حقوقه وواجباته مع المسلمين ومع غير المسلمين، فمن يقوم أصلا بمثل هذه المشاحنات؟!.
سؤال افكر فيه دائما واتعجب حقا بقيام مثل هذه الأمور في بلادنا الإسلامية.فنحن المسلمين نؤمن ايمانا جازما بالسيد المسيح عليه السلام وبامه الصديقة الطاهرة البتول فلما العصبية اذا من هذا او ذاك؟.
يا ايها الناس جميعا من الفضائل الإنسانية هي فضيلة إحترام الأديان وخاصة بان الأديان جميعا في لبها التوحيد ولكن كثيرا من الناس لا يعلمون.
ايها المسلم الكريم لو حقا تحب الله ورسوله وتعمل على حب الإسلام ورسوله وتدعى الخلق القويم أحب اخيك غير المسلم لانه شريك لك في الوطن والماء والهواء وعلى الله وحده الحساب وليس انا او انت.
فمن النصوص القديمة لم نجد اى تعصبا في فكر المصرى القديم، ولا حتى في علو سلطة كهنة الرب امون في الدولة الحديثة،انما كان هؤلاء الكهنة ظاهرين على غيرهم من الكهنة الاخرين لانهم اصحب سلطة فقط ولم تقع اية ضغائن بينهم.ولقد كذب العلماء الاثاريين الأجانب عندما قالوا وكتبوا بالحروب الدينية في مصر القديمة،ولا حتى حدث هذا في عصر اخناتون نفسه،بل كان صراع على السلطة ولا شيء سوى السطلة اما علاقات دينية متحاربة فهذا لم نجده ولن نجده على الاطلاق.
وفى مصر القديمة كان هناك 42 مقاطعة ولكل مقاطعة الههتم الخاصة،ولم نجد قط مقاطعة تحارب الأخرى من اجل هذا الاله او تلك الالهات،بل كان مجمتع يعيش على السلمية والسلام،وخاصة ان كل هذه الالهة كانت بالنسبة لهم مجرد وسطاء بين الانسان وبين الاله الواحد الخالق الذى هو في السماء ويكمن خلف قرص الشمس.
كما انه بصورة عامة فلسفية أيضا،كان تعدد الالهة هذه الغرض منها فقط هو تصور المصرى القديم للكون ولفهم تكوين الوجود وربطه بالكون،فكان تعدد الالهة مجرد محاولات لفهم هذا المعنى لا اكثر ولا اقل.
فكان الهدف هو محاولة فهمه لخلق هذا الكون ولخلق الانسان نفسه،ولا أتصور باى حال من الأحوال بان أفكار مثل هذه يمكن ان تؤدى الى قيام المصرى القديم باى حربا من اجل هذا الاله او ذاك.
وهنا سؤال هام لجميع الناس وهو:كيف تقام حضارة عظيمة مثل هذه الحضارة لو كان المصريين انفسهم لا يحبون بعضهم البعض، و تحكمهم قوانين ماعت وما الى اخره؟ فهل من مجيب؟
ولا ننسى كذلك بان المصرى القديم كانت لا تهمه الحياة الدنيا،وانما يعمل على الأرض من اجل الخلاص و الى العالم الاخر بسلام من اجل جنته الموعودة وهى (الايارو) وهكذا بنوا حضارةً فريدة من نوعها في نواح عديدة علمية واجتماعية وثقافية وسياسية،ارتبطت جميعها بالدين،الذي مثّل للمصريين القدماء أساس كل فعل في الحياة،والمؤشر على خلودهم بعد الموت،فالذى يهمهم فقط هو الخلود بسلام في جنة الايارو لا اكثر ولا اقل.
فهل بمثل هذا المعتقد كان المصرى القديم يفكر في الكراهية او في حب الها عن الاخر؟.. سؤال لكل العالم الغير فاهم حقا للحضارة المصرية القديمة،ولا فاهم حقا لحقيقة الإسلام وتعاليم الإسلام الحنيف
والى لقاء مع مقال الغد باذن الله
كاتب المقال
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى