تساهم شركات الرعاية الطبية والتكنولوجيا الحيوية في مجمّع دبي للعلوم، أول مجمّع أعمال حيوي شامل مكرّس للعلوم في المنطقة، بدور فاعل ضمن جهود دولة الإمارات الرامية للحدّ من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).
ويحتضن مجمّع دبي للعلوم، التابع لمجموعة تيكوم، أكثر من 350 شركة يعمل فيها أكثر من 3600 مهني محترف في مجالات العلوم والطاقة والبيئة. وتتنوع شركات المجمّع بين الشركات العالمية الرائدة والشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تعمل لتوفير التقنيات أو إجراءات التحقق من فيروس (كوفيد-19)، بالإضافة إلى تقديم خدمات التشخيص والتعقيم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وأكد مروان عبد العزيز جناحي، مدير عام مجمّع دبي للعلوم، ورئيس فريق عمل قطاع صناعة الأدوية والمعدات الطبية ضمن استراتيجية دبي الصناعية لعام 2030، أن الرعاية الصحية تُشكل الآن محور استجابة دولة الإمارات المتميزة للظروف الراهنة، وقال: “يحرص شركاؤنا في مجمّع دبي للعلوم على أداء دورهم الحيوي بتوفير خدمات التشخيص والاختبار والتعقيم، لضمان سلامة المجتمع في دولة الإمارات ودول المنطقة”.
وأضاف جناحي: “يتميز مجمّع دبي للعلوم بالمختبرات العلمية ذات المستوى العالمي، ومرافقه المتخصصة، والمصمّمة وفقاً لأعلى المعايير المعتمدة في هذا القطاع، والتي أتاحت القدرة على استقطاب الشركات العالمية إلى دولة الإمارات، ومكّنت المجمّع من تحقيق ابتكارات هامة في الحفاظ على الحياة”.
ومن بين شركات الجيل الجديد التي اتخذت من دبي مقراً لها، شركة علوم الجينات “أجيوميكس”، أكبر مؤسسة تجارية مرخصة لتحديد التسلسل الجيني في الشرق الأوسط، والتي تحظى باعتماد دولي من قبل كلية علوم الأمراض الأمريكية. وتسهم “أجيوميكس” بدور أساسي في الاختبارات السريرية المتعلقة بفيروس (كوفيد-19)، من خلال تعاونها الوثيق مع جميع الجهات الحكومية المعنية. وعلى مدار أيام الأسبوع، يتم فحص العينات المأخوذة من المرضى ثلاث مرات يومياً في مختبر الشركة، والتي تعدّ الأولى من نوعها في تقديم النتائج الدقيقة والموثوقة للمجتمع الطبي. وإلى جانب الجهود المبذولة في هذا الإطار على الصعيد الوطني، ساهم نشاط الشركة في تحقيق الريادة العالمية في معدلات إجراء الاختبارات الفردية لفيروس (كوفيد-19).
ومن مقرها في دبي أيضاً، تحظى شركة التوزيع العالمية “ألاينس جلوبال”، بموقع الصدارة على مستوى الجهود العالمية المبذولة لاختبار وتشخيص حالات (كوفيد-19) في الأسواق الناشئة. وتقوم المجموعة بتوريد اختبارات (تفاعل البلمرة المتسلسل) “بي سي آر”، والأجهزة والمواد الاستهلاكية إلى المختبرات. كما ابتكرت الشركة أيضاً حلاً شاملاً لاختبارات (كوفيد-19) اعتماداً على الاختبار الجزيئي السطحي، والذي تم توفيره للعديد من البلدان ومقدمي الرعاية الصحية في جميع أنحاء المنطقة، حيث قامت الشركة بتزويد ما يتجاوز 100 ألف اختبار جزيئي لفيروس (كوفيد-19)، بالإضافة إلى العشرات من تجهيزات أسطح العمل المخبرية في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وتعد “بيو-راد الشرق الأوسط” شركة أخرى تصنع منتجات لأغراض التشخيص وتوزعها على عملاء الرعاية الصحية في أفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى حول العالم. وتعد الشركة التابعة لمختبرات “بيو-راد” التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقراً لها، شريكاً في مجمع دبي العلوم منذ عام 2014. وعقب تفشي فيروس “كوفيد-19″، استخدم مزودو الخدمات المخبرية في الإمارات أنظمتها لإجراء فحوصات تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR). وقد أطلقت الشركة المتخصصة في علوم الحياة، مؤخراً معايير وضوابط مجازة بهدف تحسين جودة نتائج الاختبارات.
من جانبها، تعمل شركة “ثيرمو فيشر ساينتيفيك” الرائدة عالمياً في خدمة العلوم، على المساهمة في الاستجابة لوباء “كوفيد-19” بطرق عديدة، حيث حشدت الشركة فرقها العلمية والتجارية لدعم جهود تحديد الفيروس وتطوير اللقاحات وتوزيع معدات الحماية الشخصية لتلبية الطلب العالمي على تقنيات الوقاية. وتقدم الشركة كذلك اختبارات التشخيص باستخدام تكنولوجيا qPCR وفقاً لعلامة CE-IVD التي تلقتها في 26 مارس، وتعمل حالياً على إنتاج أكثر من 5 ملايين اختبار لفيروس “كوفيد-19” أسبوعياً لتوزيعها في أنحاء العالم.
بدورها، قامت شركة “إيوليسير” الفرنسية المتخصصة في جودة الهواء الداخلي، والشريك التجاري في مجمع دبي للعلوم منذ عام 2018، بتزويد منشآت الرعاية الصحية بجهاز Eolis Air Manager الذكي لإدارة جودة الهواء. وتتمتع تكنولوجيا هذا الجهاز الحائزة على براء اختراع، بحساسات تحدد مستويات تلوث الهواء الداخلي وتعمل على التخلص من الفيروسات والغبار ومثيرات الحساسية والروائح. وتستخدم مستشفيات في أكثر من 35 دولة أجهزة تنقية الهواء هذه لتعقيم المساحات الداخلية، وتسهم الشركة من مقرها بدبي في تمكين دول الشرق الأوسط على مجابهة “كوفيد-19”.
وزادت شركة “كيميا بيور” القدرات التصنيعية لمعقمات اليدين بهدف تلبية الطلب المتنامي. وقد عملت الشركة المتخصصة في تصنيع منتجات العناية الشخصية، من مقرها في مجمع دبي للعلوم على مدار أعوام عديدة، وتواصل جهودها لتطوير العلامات التجارية المتخصصة في النظافة مثل “مراسي” و”بيكابو” التي تساعد على تعزيز سلامة السكان في الإمارات وأمنهم. وتتوفر منتجات الشركة في أهم متاجر التجزئة الكبيرة مثل كارفور.
يذكر أن مجمع دبي للعلوم تأسس في عام 2005 لدعم عملية الابتكار عبر مساعدة الشركات على تسخير التقنيات والمعارف الحديثة لتعزيز النمو في قطاعات العلوم الإنسانية والنباتية والمادية وعلوم البيئة والطاقة. وتواصل العديد من تلك الشركات تأدية دور مهم وفعال لتمكين الإمارات من التغلب على الظروف الحالية الاستثنائية.