..في دراسة قوانين ماعت او قوانين الفطرة الانسانية وسمو الاخلاق،نجد مقولات كثيرة تستحق الدراسة الجادة وكيف يصل المصرى القيم الى هذا الفكر والسلوك القويم،مع اننا لا نجد في هذا الزمان حقيقة واضحة للدين او الملة في مصر القديمة وخاصة تلك الحقبة من الزمان،ولقد وضحنا ذلك في المقال قبل السابق ولكن هنها وجب علينا دراسة هذه الاقوال العظيمة.
– (انا احيا بالحق) قالت ماعت في قانونها الأول بالنص (انا احيا بالحق) فما معنى ذلك وما هو الحق.
فالحق هو الموجد لشيء حسب ما تقتضيه الحكمة وقال تعالى في كتابه الكريم (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) فالحق هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى،فالحق هو الموجَد الذي يوجده الله تعالى بمقتضى حكمته. فكل فعل الله تعالى حق،ومثال على ذلك الجنة والنار.
وقال تعالى في كتابه الكريم ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ)) فالحق هو الاعتقاد للشىء اعتقاداً مطابقاً لما هو عليه،ومثال على ذلك أن يقال فلان يعتقد بكذا او كذا اعتقاد حق.فالحق هو الفعل والقول بحسب وقدر ما يجب،ولذلك قال تعالى في كتابه الكريم (كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ).
فحياتنا كلها حق منذ المولد حتى الممات لنذهب الى خالقنا ونلاقيه يوم الحساب،وعلى كل انسان ان يعيش لاجل هذا اليوم العظيم ولذلك كانت حياتنا على الأرض بالحق.ولانقصد بالحق هنا القانون والنزاعات الإنسانية والمحاكم انما قصد الحق هنا هو الحياة بمجملها التي نحيا بها حتى ياتى امر الله وحده ولا شريك له.
فلقد جاء في قانون الربة ماعت لفظا يتفكر فيه الباحثون حتى يومنا هذا وهو كلمة (انا احيا بالحق) ولقد افرد علماء المسلمين الكثير والكثير في حقيقة الحق ومعناه،لان هذا اللفظ في المطلق يعنى الحياة التي نعيش فيها حتى مماتنا وهى الحياة الحق والموت الحق وكل شيئا خلقه الله حقا وكان خلق الانسان حقا ليؤكد هذا كله بان الحق احق ان يتبع وان لهذه الحياة الها واحد لا شريك له،وكان المفهوم الكامل للحق ما نزل من ايات الحق في القران الكريم.
وكلمة الحق في اللغة هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره،وفي اصطلاح أهل المعاني هو الحكم المطابق للواقع،يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب، باعتباراشتمالها على ذلك،ويقابله الباطل والعياذ بالله.
اليس خلقنا حق اليست حياتنا حق اليس موتنا حق ومن كان له الحق في كل ذلك،هو الخالق الحق الواحد الذى لا شريك له ونحن له مؤمنون.
وهذا هو ايمان الحق للاله الواحد الذى لا شريك له وعلى ذلك كان مولدنا وعلى ذلك نموت.
فما اجمل قانون ماعت منذ الالاف من السنين وهو القانون الأول الذى يقول (انا احيا بالحق) بل والاجمل منه قول الله تعالى في سورة الدخان الاية 38 (مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) فاذا كان خلق السموات والارض الا بالحق فما بالك بخلق الانسان
وهو الذى اهون الخليقة كلها،فكان خلقه بالحق بيد الخبير العليم
وقال تعالى في سورة يونس 35 (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي ) وهكذا كان المصرى القديم او بعضا من المصريين القدماء يسيرون على الحق ويتبعون الحق ولذلك قال احدهم في اعترافه الجميل (انا احيا على الحق)
– (انا اعمم السلام) واعمم هنا هو فعل ويعنى اجعله عاما ومعنى اعمم السلام ان انشرالسلام.
وقال العلامة محمد بن يزيد ان (السلام) في لغة العرب أربعة أشياء،سلمت سلاما مصدر سلمت،ومنها السلام جمع (سلامة)
ومنها السلام اسم من أسماء الله تعالى،وان السلام الذى هو مصدر سلمت. أنه دعاء للإنسان بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه وتأويله التخليص،قال: وتأويل السلام اسم الله أنه ذو السلام الذي يملك السلام اى يخلص من المكروه.
ولذلك قال تعالى في سورة الواقعة 91 (فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ) وكذلك قال في سورة الشعراء الاية 89 (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
فالسلام في مفهومه الواسع هو البراءة والخلاص والنجاة من الشر والعيوب وعلى هذا المعنى تدور تصاريفها ونحن حتى يومنا هذا اذا حدث لنا شيئا كريها او غير مرغوب فيه نقول بالسنتنا (رب سلم اللهم سلم) فما اجمل اللغة العربية الجميلة عندما نجد بان هناك الكثير من المعانى التي تشير الى السلام وكلها كلمات مترادفة مثل (امان، امن، اطمئنان، تصالح، عفو، صلح، تحية، سلم، صلح، طمأنينة)
فنشر السلام بين الناس سنته قوانين ماعت واكدته ايات كثيرة في القرأن الكريم،واتعجب من اهل مصر اليوم الذين يتشدقون بالحضارة المصرية القديمة او حتى يتشدقون بالقرأن الكريم ولا يفعلون هذا ولا ذاك.
فاين السلام الان بين جميع المصريين،ونحن الدولة الوحيدة في العالم كله التي تجد في محاكمها ملايين القضايا التي يمكن ان تحل بفنجان قهوة او رضاء نفسى او السلام الحقيقى بين هذا او ذاك واتعجب اكثر من كثرة القضايا التي بين الأزواج وخاصة لو بينهما أولاد،
فهل نسيتم جميعا اخلاق ماعت هل نسيتم جميعا اخلاق القرأن الكريم.
والسلام بين الشعوب امرا مؤكدا وليس في المجتمع الواحد،فلما كانت كثرة الأسلحة من اجل أموال زائفة لمحاربة هذا او ذاك او حتى محاربة دين الله وهو الذى امرنا بالسلام.فلم يحثنا على القتال بصغة الدفاع الا في ثلاثة امورلا رابع لهما، فالسلام بين الناس امرا اليها وبين الأمم بعضها البعض لان عكس او مضاد السلام كلمة (الحرب)
وهل نسينا قول سيدنا عيسى عليه السلام عندما ولد فقال صلى الله عليه وسلم (سلاما على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا)
ففي الميلاد سلام وفى الحياة سلام وفى يوم الموت سلام ويوم البعث سلام.ولا ننسى بأن لفظ السلام اسم من أسماء الله اعلى القدير
فهل نتفكر في السلام الان وخاصة السلام مع النفس قبل الاخرين.
فاذا صدق الانسان بالسلام النفسى لصدق مع الاخرين بنفس ما يجيش في صدره،
وعليكم جميعا السلام وعلينا جميعا السلام وعلى ربنا العظيم السلام
والى لقاء مع مقال الغد باذن الله