آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى ” احمد السنوسى ” يكتب سلسة مقالات لــ” المحروسة نيوز ” عن ” العقيدة والدين في مصر القديمة” ( 2 )

في يوم 25 أبريل، 2020 | بتوقيت 12:00 مساءً

..ان جماعة الحنيفية في مصر كان لها سلوك خاص تعبدى يخلاف ما كان يفعله المصريين الاخرين،وهذا يدل أيضا على سماحة الشعب المصرى منذ القديم من الزمان وليس هناك اية كراهية لاى معتقد على الاطلاق وعكس ما يقوله بعضا من” كدابين الزفة” سواء من الأجانب او المصريين.

ولا ننسى بانه في قوانين ماعت والتي لى نظرة خاصة عليها سنذكرها فيما بعد وكان عددها 42 قانون تخلاقة وسمو اخلاق رفيع،نجد في البند رقم 39  مقولة (انا احترم كل المعتقدات)

ولقد وجد العالم الروسى” جولانشف” وهو الأوحد فى الدراسات المصرية القديمة لهذه الجماعة العديد من التعاليم وهى مكتوبة باللغة القديمة وهذا فى حد ذاته توثيق تاريخى مكتوب بحيث لا نقبل ادنى شك او ريبة على الاطلاق.

ومن اهم هذه المفردات:

  • صبا:وهو لفظ مصرى قديم بمعنى (هدى او هداية) وهذه الكلمة او اللفظ كانت الطريق الذى يسير فيه جماعة التوحيد او الحنيفية فى مصر قديما،ومعنى ذلك ان عقيدة هذه الجماعة هم اتابع الهدى او دين الهداية.
  • وهذه الجماعة نفسها هم اليذن يتبعون فيمات بعد سيدنا يوسف عليه السلام في مصر، وهم هم أيضا اصل وفصل ما اطلق عليه العلماء لفظ (الاشراف).

وهذا ما يؤكد ويثبت أيضا بان الحضارة المصرية القديمة لم تكن حضارة وثنية،حتى الالهة نفسها الكثيرة في هذه الحضارة فكلهم لم يعبدها المصريين لانه للأسف الشديد نحن المصريين تعلمنا من الاجنبى وهذا الاجنبى نفسه بدا هذه الحضارة من الناحية الدينية من العصر البطلمى وليس قبل ذلك، ولذلك مازلنا ننادى بعلو فم بترميم التاريخ.

وهناك حدث موثق في نصوص الاهرامات نفسها وخاصة في نصوص هرم الملك (اوناس) وذكر الطوفان العظيم،هذا الطوفان الذى اغرق الأرض ومن عليها ولم ينجو منه الا قليل من الناس يقول النص بالحرف الواحد (ان الارض كلها غمرت بالمياه حيث لم يبقى على الارض اية مدينة وقليل من البشر نجوا من هذا الحدث الالهى الجلل).

والسؤال هنا : من اين اتى الملك اوناس بهذه المعلومة التاريخية العظيمة والتى حدثت بالفعل ؟.

وكما قلت وبدراسة متانية جدا وترجع الى تاريخ قديم والى ما قبل سيدنا ابراهيم عليه السلام بفترة لا تقل عن 1600 عاما من زمن دخول سيدنا ابراهيم مصر،ونجد انه كان انذاك فى مصر جماعة مصرية تدعو للتوحيد وعبادة الإله الواحد،وهى جماعة الحنيفية هذه.

2- برك: وهى كلمة مصرية قديمة وبمعنى (بارك) وهذا اللفظ ايضا له نفس المعنى وكما فى الكلمات السابقة او الاتية وكما فى اللغة العربية تماما.

حتى ولو تحدثنا عن اقدم نظرية خلق في التاريخ البشرى وهى بلا شك نظرية (هليوبليس او نظرية اون) وهذا ما اطلق عليه العلماء اسم (تاسوع هليوبليس) فمن المدقق في هذه النظرية يجدها أيضا تعطينا انطباع كامل بان الاله الخالق واحد فقط ولا اله غيره كيف؟؟

فتقول (ان الخالق الذى اوجد نفسه بنفسه رغب فى خلق الكون والارض وبناء مملكة بشرية ليعيش فيها الانسان وكانت هذه المملكة ارض مصر)  وهذا يدل بدون ادنى شك ان اصل هذه النظرية قائمة على التوحيد وان الخالق واحجد وهو الذى اوجد نفسه بنفسه.

وهذه النظرية وضعت لها عدة ملاحظات هامة لعلها تكون مرجعا لنا وان الخالق واحد مثل :-

1- ان الإله الخالق هو اله واحد فقط وليس الهة متعددة، وهو الذى اوجد نفسه بنفسه من العدم في المحيط الازلى.

2- ان هذا الإله خلق الشمس والسموات والأرض،يعنى الشمس ليست الها بل مخلوق من هذا الاله وكذلك الريح والعواء وهكذا.

3- ان هذا الإله الخالق لم يتحدد بالاسم،هو اقوى من اتوم نفسه بل هو خالق اتوم نفسه.

4- ان الإله الخالق خلق كل هذه الاشياء من اجل ابناءه من البشر،ولكن دفع اولا بالالهة لتسكن هذه الارض لتكون نمذجا لما سيكون عليه البشر بعد خلقهم.

5- ان الإله الخالق خلق كل هذه الاشياء من اجل ابناءه من البشر،ولكن دفع اولا بالالهة لتسكن هذه الارض لتكون نموذجا لما سيكون عليه البشر بعد خلقهم.وكلن عندنا في الإسلام نثول بان هذه الأرض سكنتها كائنات ما بحرية او غير بحرية،وقبل ان يسخلق الله تعالى ادم نفسه ولذلك عرفت الملائكة معنى كلمة سفك الدماء وكما في القصص القرأنى الكريم

ثم تقول هذه النظرية بان اول من سكن ارض مصر كانت الالهة وزلذلك عرفت باسم (ارض الالهة) ماقدم اسم لممكلة مصر في التاريخ المصرى كله،ولكن هذا المسمى تلاشى فيما بعد وخاصة بعد خلق الانسان الى الأرض وبداية العمران البشرى.ولكن في العصر البطلمى

أضيفت قصة أخرى من تاتليف البطاملة وهى قصة ان (الآلهة سكنت هذه الأرض وحدثت بينهم حروب شديدة سوفك الدماء)

ولكن هذا يتنافى مع فكرنا الإسلامى لان الله احد فقط ومعه ملائكة وجان وخلائق كثيرة قد لا يعلمها الانسان حتى يومنا هذا ولذلك قال تعالى في القران الكريم (واوحى في كل سماء امرها)

3-سبح : وهو لفظ مصرى قديم بمعنى (التسبيح) فمن هو هذا الإله الذى كانت تسبح له هذه الجماعة؟ وخاصة انه فى الالهة المصرية المختلفة لم نجد لها كلمة تسبيح واحدة بل كلمة تمجيد وهى بمعنى ( ايمحو = التمجيد) الا ترى الان الفرق بين الكلمتين،وخاصة ان كلمة التسبيح او (سبح) كانت تستخدمها جماعة التوحيد منذ بزوغ فجر التاريخ المصرى وهى الارض التى بلا شك او جدال على الاطلاق الان هى اول ارض فى التاريخ عبدت الاله الواحد بعد احداث الطوفان العظيم،وهى ارض مصر العظيمة فجر اخلاق والضمير

والى لقاء مع مقال الغد وكلمة لابد ان يتوقف عندها كل دارس لهذه الحضارة العظيمة وهى كلمة حج

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى

مقالات ذات صلة