عندما نحدث عن العقيدة او الدين في الحضارة المصرية القديمة نجد الاختلاف الفكرى الكبير سواء بين الأجانب المتخصصين او بين المصريين،والسبب في ذلك بانه ولا واحد منهم اهتم بالجذور الاصلية الفكرية للبشر وكذالك لم يفرقوا بين العقيدة والدين. فالدين هو ما يتدين به الانسان سواء كان حقا او باطلا، وهو اعتقاده ومنهجه في الحياة او طريقه للخلاص في الاخرة.
وهو بذلك يشمل الاعتقاد والجانب العملى منه،فالجانب الاعتقادى هو العقيدة والجانب العملى هو العمل به وبالشريعة سواء كانت عبادات او معاملات. العقيدة والدين واحد عند الانسان السوى وكذلك الملة أيضا،
ولذلك قال تعالى فى سورة البقرة 282 (فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) فاذا اقام الانسان هذا فقد اقام الدين لانه اعتقد فيه وصدقه وعمل عليه.
ومن هنا نتفكر في الفكر المصرى القديم من الجذور والسؤال هل اقام المصرى القديم هذه العقيدة وعمل عليها؟؟ ولذلك اقول بعد دراسة متانية للتاريخ البشرى الحق منذ هبوط ادم عليه السلام، نجد الانتشار البشرى فى الارض كأمة واحدة داعية الى عبادة الاله الواحد،وظهرت اول جماعة للتوحيد على ارض مصر وكان القائد والزعيم لهذه الجماعة هو سيدنا ادريس نفسه وهو اول من خط بالقلم.
وفى ذلك يقول الحق تبارك وتعالى فى القرأن الكريم فى سورة مريم الاية 56 ( واذكر فى الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا ) ففى علم الاثر التاريخى والجغرافى الحق نجد بلا ادنى شك بان النبى ادريس كان من احفاد ادم عليه السلام،وكان يبلغ من العمر 120 عاما عندما توفى ادم،وهو اول من خط بالقلم وحضر الى ارض مصر واسس عقيدة التوحيد وطبقة الموحدين وهذا كله قبل نوح عليه السلام. وبعد احداث الطوفان العظيم وتفرق الناس نجد بزوغ شمس الحضارة المصرية وفجر الضمير الانسانى وظهور نظرية الخليقة والتى نتناولها فيما بعد.وهذه الكلمات لهى شىء محير فعلا للغرب ولكنها لها وقع السعادة فى قلوبنا نحن المصريين وخاصة فى موضوع التوحيد.
ولذلك نقول دائما بالرغبة فى ترميم التاريخ،وهذه الكلمات ظهرت فى قاموس واحد فقط وهو( قاموس العالم الروسى جولينشيف) عمدة علماء اللغة المصرية القديمة والذى لم يضارعه احدا فى هذا المضمار حتى يومنا هذا.
ولذلك نبحث فى تأنى كامل الان عن هذه الجماعة قبل الدخول فى هذه الكلمات،والى ماذا كانت تدعو هذه الجماعة.
جماعة التوحيد (جماعة الحنيفية):
هناك كاهنا مصريا كان فى مدينة اون ويعتبر هذا الكاهن لغزا بشريا ويعتبر على راس قائمة المائة لغز البشرى وكما صنفته وكالة ناسا الامريكية قسم البحث عن حضارات الارض القديمة وعلى راس كل الحضارات بطبيعة الحال الحضارة المصرية القديمة. المهم فى هذا الكاهن انه حذر مصر من عبادة الشمس وكان اول متنبأ فى التاريخ البشرى كله حيث قال بان مصر ستشهد تدميرا كبيرا عندما تعبد الشمس.
ولقد وضع زمنه بعض العلماء فى وكالة ناسا الى فترة لا تقل عن 700 عاما قبل بناء الهرم الاكبر. – وهذا الكاهن يدعى (سيرود) ولايعلمه الا القليل فقط من الشاغلين انفسهم بجذور فجر الحضارة المصرية وخاصة بعد احداث الطوفان وكيفية بزوغ هذه الحضارة.
وبالرغم من انهم قلائل جدا ولايهتمون بموضوع التوحيد الا انهم وقفوا عاجزين امام سر هذا الكاهن وخاصة انه اظهر اول تعاليم مكتوبة عرفت باسم (زش بت = كتاب السماء) ويقول بان هذا الكتاب جاء من السماء على رجل طيب وهو الذى قسم هذا الكتاب الى سور وايات واسفار لهداية البشر.
ولقد حفظ الله هذا الكتاب فى احداث الفيضان العظيم حتى عثر عليه الكاهن سيرود وهو الذى اطلق عليها لفظ ( زش بت = كتاب السماء). – ويجب على الغرب كله سواء امريكا او فرنسا وروسيا وانجلترا اظهار هذه الحقائق التوحيدية للناس،بدلا من دسها فى مخازنهم المتخصصة والخاص بدراسات مصر القديمة.
وفى هذا الكتاب نجد كلمات وهى التى حيرت العالم الروسى جولينشف وخاصة بعد مجهوده العظيم والجبار فى ترجمتها. وتتبع معى الان هذه الكلمات والتى يعلمها كل متخصص عالى الفكر فى هذه الحضارة مهما كان جنسيته او عقيدته ونبدا بكلمة حنف. حنف: وهو لفظ مصرى قديم بمعنى ( خضع او اتبع ) وان هذا اللفظ نفسه هو الذى اخذه ابراهيم واتبعه عند زيارته الى مصر وتزوج من مصرية وهاجر الى ارض فلسطين واسس هناك مدينة الخليل واسس جماعة التوحيد.
والحنفية هى اصل التوحيد واصل الاسلام، ولذلك قال الحق تبارك وتعالى فى القران الكريم ولايفهم المعنى الكثير من الناس وهو قوله تعالى ( وما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا بل حنيفا مسلما وما كان من المشركين ) فهل فكر احدا لماذ ذكرت الحنيفية مع ابراهيم بل تقدمت الحنيفية على كلمة الاسلام ومن اين تعلم ابراهيم هذه الحنيفية،ولماذا زار مصر؟ خصيصا عندما قال عليه السلام (انى مهاجر الى رب ليهدينى) فكلها امور مرتبطة ببعضها البعض وفيها الكثير من التأمل والتفكير.
ولكن للاسف الشديد فان الكثيرين من انصار المدرسة الاثرية المصرية الضعيفة والتى تعتبر من اضعف المدارس على الاطلاق يصرون على نهج (لااثر فى الدين ولا دين فى الاثر) والان اسال كل اهل التخصص من المصريين وغير المصريين ما هى اصل كلمة (حنف) فى الاثار واللغة المصرية القديمة.والى اى شىء او اله خضعت هذه الجماعة.
ومن الامور الغريبة كذلك ان هذه الجماعة دعت بجانب التوحيد الى كلمات تعتبر لغزا ايضا ومن هذه الكلمات نتواصل معها الان. وهكذا وبدون ادنى شك فان الحنيفية هي أصلا الفطرة الربانية التي فطر الله الناس عليها وهى اقدم بعدة عقود فقط عن صحف إبراهيم ولذلك قال الله تعالى في كطتابه الكريم (ان هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى).
وهكذا أصبحت الحنيفية هي دين وعقيدة سيدنا إبراهيم عليه السلام،واخذها ابرايهم عليه السلام من مصر،وذهب الى ارض كنعان وعاش فيها واسس فيها أيضا مدينة الخليل وكذلك لاننسى بناءه للكعبة المشرفة في مكة المكرمة.وهكذا اصبح سينا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء والمرسلين،وظهرت على صفحات التاريخ ما عرف باسم (الديانة الابراهيمية) وهذا كله يدل على التوحيد للاله الواحد، ولكن نتسائل هنا هل كان كل المصريين موحيدن بالاله الواحد؟.. بطبيعة الحال لا طبعا لانه حتى يومنا هذا لم يتفق البشر على عبادة الاله الواحد،واليوم وصل تعداد سكان الأرض مثلا الى ما يقرب من 7 مليار نسمة،وكلً منهم فقط حوالى مليار ونف هم عبدة الاله الواحد.ونعود مرة أخرى الى الحديث عن جماعة الحنيفية في مصر وما هو معتقدهم وكيف كانوا يمارسون هذه المعتقدات ويعملون عليها دون باقى المصريين جميعا.
وهذا في المقال القادم باذن الله