جدد الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، دعوته لحكومات منطقة أفريقيا والشرق الأوسط إلى التدخل العاجل لرفع القيود المفروضة على السفر بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) وتفاقم تداعياته الاقتصادية على المنطقة، فيما يعمل الاتحاد على خارطة طريق موحدة لعودة حركة الطيران إقليمياً وعالمياً.
وقال محمد البكري، نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط، في مؤتمر صحفي اليوم عبر الإنترنت، أن الاتحاد يعمل بمشاركة جميع دول العالم على خارطة طريق موحدة تتضمن مجموعة من المعايير والإجراءات يتم التوافق عليها للاستعداد لعودة حركة وصناعة الطيران بعد تخفيف القيود المفروضة
وأضاف البكري ، أن الخطة من المتوقع ظهور بوادرها مع نهاية شهر مايو القادم، ونأمل الانتهاء منها قبل نهاية الربع الثاني من العام الحالي على أن تطبق بداية من الربع الثالث، موضحاً أن العمل مستمر وبمشاركة جميع الأطراف ذات الصلة والجهات الرسمية والحكومية وخصوصا الجهات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية.
وأوضح أن حجم الخسائر المتوقعة على الإيرادات في المنطقة قد يصل إلى 24 مليار دولار بالمقارنة مع العام الماضي، بزيادة عن التوقعات السابقة 5 مليارات منذ بداية أبريل، مشيراً إلى هبوط الاقتصادات المدعومة بقطاع الطيران في المنطقة أكثر من 66 مليار دولار من إجمالي 130 مليار تشكله، حيث تشير التوقعات السابقة إلى هبوط 51 مليار دولار.
وأشار البكري، إلى انخفاض حركة المسافرين جواً بنسبة 51% خلال العام 2020 بالمقارنة مع العام الماضي. حيث أشارت التوقعات السابقة إلى 39% كنسبة انخفاض، فضلا عن أن نحو 1.2 مليون وظيفة في القطاع والقطاعات المرتبطة به تتعرض إلى خطر محتدم في منطقة الشرق الأوسط، بالمقارنة مع 0.9 مليون في التوقعات السابقة.
وتعتمد هذه التوقعات على الدراسة التي أجراها الاتحاد الدولي للنقل الجوي في حال استمرار فرض قيود السفر لمدة ثلاثة أشهر، مع الرفع التدريجي لبعض هذه القيود على السفر المحلي يليها رفع القيود على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكد بكري رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، أن شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط تواصل مواجهتها لتداعيات فيروس «كورنا»، فحركة المسافرين جواً انعدمت بشكل كامل مما سبب بتوقف تدفق الإيرادات لشركات الطيران، ومهما حاولت الشركات تخفيض التكاليف فإنها لن تنجو من أزمة السيولة المالية.
وأضاف البكري: “لا شك أن انهيار قطاع النقل الجوي سيكون له آثار أكبر على اقتصادات الدول والعديد من الوظائف المتعلقة به، لا سيما أن منطقة الشرق الأوسط وبفضل موقعها الاستراتيجي تعتمد بشكل كبير على هذا القطاع، وأن دعم الحكومات الطارئ للقطاع سيكون ضرورياً للحفاظ على الوظائف وضمان استمرارية عمل شركات الطيران”.
ودعا البكري حكومات منطقة الشرق الأوسط لتخفيف هذه الخسائر إلى تقديم الدعم عبر، توفير الدعم المالي المباشر، توفير القروض وضمانات القروض ودعم الشركات في الأسواق المالية، إضافة إلى الإعفاءات الضريبية.
وقال نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط، إن القطاع يحتاج إلى جانب المساعدات المالية إلى وضع خطط والتعاون ضمن القطاع لضمان جهوزية استعداد القطاع بعد احتواء فيروس كورونا. حيث يعمل الاتحاد حالياً على وضع منهج متكامل لإعادة إطلاق قطاع النقل الجوي حالما ترفع الحكومات وجهات الرعاية الصحية قيود السفر.
وذكر أن الاتحاد نظم خلال هذا الأسبوع مجموعة من الاجتماعات الافتراضية على المستوى الإقليمي والتي جمعت حكومات المنطقة والأطراف المعنية في القطاع والتي ركزت على فهم ما هو المطلوب لإعادة فتح الحدود، الاتفاق على حلول التي يمكن العمل وفقها ويمكن قياس كفاءتها.
وأضاف البكري: “تعاني معظم الدول من احتواء وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية، وأن إعادة إطلاق قطاع النقل الجوي وفتح الحدود سيكون عاملاً أساسياً في عملية التعافي الاقتصادية، فقطاع الطيران متعطش لمواصلة أعماله عندما تكون جميع العمليات ضمنه أمنة وسليمة، كما تعد مرحلة إعادة الإطلاق معقدة وعلينا أن نضمن جهوزية نظام هذه المرحلة من خلال وضع رؤية واضحة لتحقيق سفر آمن وتمكين ثقة المسافرين وإيجاد السبل لإعادة الطلب على السفر كما كان، حيث أن التعاون والتنسيق سيكونان أساسيان لمرحلة إعادة الإطلاق”.