أخبار عاجلةالمنطقة الحرةتنمية عقاريةشئون مصرية ومحليات

الدكتور محمد عبد المنعم صالح  يكتب لـ ” المحروسة نيوز “عن :فيروس الكورونا يعيد رسم خريطة العالم!

في يوم 10 أبريل، 2020 | بتوقيت 9:43 مساءً

..كائن حي صغير لا يرى بالعين المجردة، ولا بالميكرسكوب الضوئي ،هو “فيروس الكورونا الجديد”  الذي يجتاح العالم الآن مخلفاً كل يوم آلاف الوفيات في كل الدول وآلاف الإصابات الجديدة والتي تجاوزعددهم المليون إصابة.

هذا الفيروس غير المرئي كشف كل القوى الحاكمة في العالم ، كل ما كان يطلق عليها قوي عظمي تعرت أمام هذا الكائن الصغير غير المرئي.

لقد كشف هذا الفيروس مسميات كان يطلق عليها الثمانية الكبار أو العشرين الأغني والأعلي إقتصادياً في العالم ،لقد تساوت هذه القوى مع الدول الأقل والأفقر إقتصاداً.

لقد ألغي هذا الفيروس إجتماعاتهم المباشرة وجعلهم يجتمعون خلف أجهزة الكمبيوتر خوفاً وهلعاً من هذا الكائن غير المرئي.

بل وأصاب الكثير من شخصياتهم العامة والحاكمة والكثير من قيادات الدول وحكامها وملوكها رغم تواجدهم في بروجهم المشيدة وخلف جدران قصورهم وقلاعهم.

فيروس الكورونا الجديد

هذا الكائن الصغير ،سيعيد رسم خريطة العالم من جديد، فكما أن هناك فترات  تغير بين فصول السنة فسوف تحدث تغيرات قارية وإقتصادية وتجارية.

كل هذا سيغير خريطة العالم الإقتصادية والإجتماعية بل قد يمتد التأثير إلى  ما هو أبعد من ذلك ، فكما زالت حضارات وامبراطوريات وتوارت، فربما حان وقت زوال قوي وحضارات إسترهبت كثير من الدول الصغيرة وتبارت في القتل والتدمير والتحطيم وإستغلال الموارد الطبيعية لهذه الدول وشردت شعوبها بل ووصل الجبروت الي طرد شعوب من أوطانها وإسكان قوي الاحتلال وتجميع شراذم لشعب مشرد ومحكوم عليه بالذلة والمسكنه ليوطنوهم محل من شردوهم و دمروهم وهجروهم .

إذا كان هذا تاثير الكورونا أفلا ينتبه الكثير من الدول والأمم التي تعيش تحت مظلة هذه القوى التي إنكشفت وتعرت ،أن تراجع نفسها وسياساتها وتعيد ترتيب أولوياتها لترسم لنفسها مستقبل أفضل بدلاً من التناحر علي السلطة ونهب ثروات شعوبها وتوجيه إقتصادهم لصالح هذه البلاد وإصلاح بنيتكم التحتية والفوقية وتطورون بلدانكم وكفاكم عقدة الخواجة التي كشفها أصغر كائن حي علي ظهر الارض وفضحهم أمام أنفسهم و أمام العالم.

ألا تجعلكم هذه المحنة والبلاء الذي يجتاح العالم أن تنظروا إلي أنفسكم لتروا ما أنتم فيه منذ زمن من تناحر وإنقسام وإقتتال وما آلت إليه بلادكم من تردي علمي وثقافي وتتفاخرون بما وصلتم إليه من سفاهه في بعثرة أموالكم وثروات شعوبكم ؟!.

إنها فرصة للعقلاء من دول العالم النامية قد لا تتكرر خلال مشوار حياتكم،  فإنتهزوها ، وتجنبوا أن تلقوا بأيديكم إلي التهلكة.

عليكم تحكيم العقل والعلم فهو سبيلكم إلي التقدم والرقي والذي به تستطيعون أن تجدوا لأنفسكم مكاناً رائداً بين الأمم في خريطة العالم الجديدة التي سيقوم برسمها لكم هذا الكائن الصغير غير المرئي والذي يطلق عليه فيروس الكورونا الجديد .

 

كاتب المقال

الدكتور محمد عبد المنعم صالح

استشاري صحة البيئة والميكروبيولوجيا الطبية   

مقالات ذات صلة