منوعات

نظرة تأملية لكورونا — بقلم الدكتورة سلوى عزازى

في يوم 29 مارس، 2020 | بتوقيت 1:15 صباحًا

مع انتشار العلم والتطور العلمي والتكنولوجي، وبداية شعور الإنسان بأنه قادر على كل شيء متناسياً أن الله – تعالى- وراء ما وصل إليه من علم، وبالتالي يصاب بالغرور، وهنا أتذكر قول أحد أساتذتي رحمة الله عليه:” قيل إن العلم ثلاثة أشبار:
إذا تعلم الإنسان الشبر الأول تكبّر  ثم إذا تعلم الإنسان الشبر الثاني تواضع  ثم إذا تعلم الإنسان الشبر الثالث علم أنه لا يعلم شيئاً، ومن هنا لم يتجاوز المتكبر الشبر الأول، ومن ثم انتشرت العادات السلبية في المجتمعات، وأهمها محاربة الشعوب لبعضها، ومن ذلك ما تردد من أقاويل عن تصنيع أمريكا مرة والصين أخرى لفيرس كورونا المنتشر حالياً، والسؤال الآن: ما جزاء هذا التكبر؟ والإجابة في قوله –تعالى- “حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ”يونس، فقد ساق الله هذا المخلوق الضئيل ليدمر امبراطوريات ويؤكد ضعفها، وأيا ما كان الوضع نجد أنفسنا أمام حقيقة واحدة هي أن القوة لله – تعالى – وحده من خلال تفنيد بعض الأثار المترتبة عن هذا الفيرس ومنها: أنه أعطانا صورة مصغرة عن مشهد يوم القيامة المتمثل في قوله تعالى: “فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴿٣٣﴾ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿٣٤﴾ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿٣٥﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴿٣٦﴾ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴿٣٧﴾”عبس، وقد تجلى ذلك في منع أطباء الهند من دخول منازلهم ، ورفض أهالي بعض المرضى المصابين بالمرض على وشك الموت توديعهم0
كما أن الدول التي صنعت الفيرس سواء كانت الصين أم أمريكا كلتا الدولتين أصيبتا به مما يؤكد قول الله –تعالى – : ” وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ”فاطر، وهذا يحعل لنا وقفة مع النفس ماذا نصنع لغيرنا؟ ولماذا؟ وهل نستطيع درء خطر ما نصنع للإضرار بغيرنا عن أنفسنا؟ لا و أن انتشار الفيرس جعل الناس يطبقون تعاليم الإسلام من نظافة وحجر صحي وتضرع إلى الله مما قد يزيد في أعداد المسلمين ويزيد المسلمين خشوعا كما  أن فترات حظر التجول قللت من عمل المصانع وسير المركبات والطائرات مما أدى إلى الإقلال من نسبة تلوث الهواء كما  أدى حظر التجول إلى جمع أفراد الأسرة مع بعضهم في المنازل0 بالاضافة الى ان  وجود الرجل في المنزل جعله يدرك مدى المعاناة التي تعانيها الزوجة في مهام المنزل وتربية الأولاد0 وكذلك وجود أفراد المنزل به يخفف عبء المصاريف الترفيهية عن الأسر بعد غلق الملاهي والكافيهات
ثمة  توقعات  توجد بإن كورونا أتى في هذا التوقيت ليكون عاملاً محفزاً وكاشفاً لميلاد نظام عالمي جديد، والصين هي القوة الأبرز فيه، والفكرة أن الفيروس وانتشاره مثّل اختباراً للنظم السياسية في العالم كله، وللحكومات على وجه الخصوص، هناك حكومات نجحت وتطرح نفسها كنموذج مكتمل، مثل الصين، فى حين سقطت أخرى مثل الولايات المتحدة. 
أن الوضع الراهن يؤكد أن ما ساد في المجتمع المصري منذ حقبة من الزمن من تجاهل للعلماء، ووضعهم في أدنى مراتب المجتمع ورفع فئات أخرى كان خطأ كبيرا
كما . أن غلق المحال وغيرها كبد أصحابها خسائر فادحة وجلوس الأسرة في المنزل قلل فرص السرقات لأن المنازل علمرة بأهلها ومن ثم ينبغي الرجوع إلى الله- تعالى- في كل تصرفاتنا من حيث خشيته، وعدم الكيد لبعضنا والعناية بالعلم والعلماء، وندعو الله – تعالى- أن يصرف عن مصر وأهلها هذا الوباء وما شابهه

الكاتبة حاصلة على الدكتوراه  فى مناهج وطرق التدريس