الشرقية / محمد يعقوب
عاشت مصر بعد احداث 25 يناير عام 2011 حالة من الانفلات الشامل فى كافة الاتجاهات سواء امنيه او اخلاقية او مجتمعية او تجارية حيث لم تعد هناك ضوابط على جودة السلع والمنتجات واستطاعت ادارة البلاد بوقف كافة الانفلاتات ولم يتبقى الا ما يتعلق بمسأة الضمير لدى التجار والسبب فى ذلك هو اتعدام الرقابة على تصنيع المنتج وايضا الرقابة على الاسعار وهو ما اضحى جليا فى اعلاف الثروة الداجنة بكافة انواعها وايضا اعلاف الحيوانات هذا ما اكده صبرى عبدالله تاجر اعلاف واضاف ان فنون غش الاعلاف اصبحت متطورة فلم يعد الامر كما كان فمثلا بدلا من ازالة الرطوبة من الجبوب ومدخلات الاعلاف يتم ترطيب المدخلات والحبوب ويتم فرمها بالات خاصة لتعطى اوزان اثقل من الطبيعى فمثلا الكيلو قد يتحول الى كيلو وثلاثمائة جرام وهو ما يزيد خسارة المربى سواء فى الداجنة او الماشية ويستكمل مصطفى محمد متولى صاحب مزرعة دواجن بقوله ان الغش فى الاعلاف جعلنا توقفنا عن تربية الماشية والدواجن لان الخسائر كبيرة حيث انه المعمول به هو عندما يتناول الكتكوت كيلو علف فيعطى نصفه لحما وللاسف فى الدورة يأكل ستة كيلو جرامات ليصل خلال الدورة 45 يوم الى كيلوا ومائتى جرام مما يشكل خسارة كبيرة وكذلك فى الماشية فالمفترض ان تعطى 25% من وزن الاعلاف التى تتناولها لحوما غير ان الغش فى الاعلاف جعل الناتج يقل عن 10% من وزن الغذاء الذى تتناوله والامر لم يتوقف عند ذلك بل الاخطر ان الرطوبة المسربة للاعلاف بمعرفة التجار تولد الفطريات والسموم بالعلف مما يسبب انهيار الصحة العامة للحيوان وهو ما يضطرنا الى استدعاء الطبيب البيطرى الذى يصف العلاج والذى لا يأتى بفائدة لاسباب يوضحها المهندس الزراعى احمد عبد الرازق حيث يقول ان مصانع الاعلاف يتم فيها اكثار نسبة الذرة الصفراء ووتقليل نسبة فول الصويا فبدلا من الطبيعى و الثلث صويا وما تبقى ذرة صفراء الا انه يتم زيادة نسبة الذرة لرخص سعره والاقلال بشكل كبيرمن فول الصويا بالاضافة الى الرطوبة فيكون الوزن غير حقيقي وايضا الجودة مفقودة مؤكدا ان نسبة الرطوبة المرتفعة والتى تتسبب فى توليد انواع من الفيروسات المستحدثة فلايتعرف عليها الطبيب البيطرى مما يجعله يصفا ادوية غير مفيدة فينفق الحيوان والداجنة واتفق معه الاستاذ الدكتور شحتة محمد موسي استاذ متفرغ فى طب الحيوان و امراض الباطنة والمعدية والدواجن بمعهد بحوث صحة الحيوان بالزقازيق واضاف ان مايحدث فى الاعلاف هو الغش فى مكونات العلف بتقليل نسبة البروتين وزيادة نسبة الكربوهيدرات مما يجعل الحيوان يبدوا كبير الجسم ولكنه لا يعطى لحوم و تجد كميات الدهون كبيرة وزائدة فهو يعطى وزن ولا توجد جودة لحوم وانتقد موسي عدم احكام الرقابة البيطرية على مصانع وتجار الاعلاف بالاضافة الى ضرورة ان يتواجد بالصيدليات االبيطرية طبيبا بيطريا كمساواة بصيدليات الادوية البشرية مشددا على ضرورة استغلال اجهزة التحاليل الاكثر دقة والمتوفرة حاليا بمعهد بيطرى بالشرقية وذلك لكشف صيدليات بئر السلم والتجاوز فى النسب لمكونات الاعلاف مؤكدا ان اكثر من 90% من الصيدليات البيطريه من الاميين واقصى مؤهلات هى شهادة المؤهل المتوسط ولا علاقة له بالطب البيطرى ولا ادوية البيطرية مطالبا باعادة هيكلة الصيدليات وتشكيل اجهزة متابعة ورقابة على جميع الصيدليات ومصانع الاعلاف وان يكون الجزاء رادع .